Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب يعلن النصر لكنه يبدو بحلة الخاسر تماما

على الرئيس مغادرة البيت الأبيض في غضون أقل من 70 يوماً

الرئيس دونالد ترمب مغادراً بعد مؤتمر صحافي عقده في البيت الأبيض وخلفه نائبه مايك بنس (أ ب)

صحيح أنك تستطيع معرفة كل ما تريده حين النظر إلى سيماء أي رجل.

وهذا يصح كذلك في دونالد ترمب، فهو بدا حزيناً بكل بساطة حين خاطب الإعلام والأمة أخيراً في أعقاب هزيمته على يد جو بايدن.

مرت ستة أيام على فوز نائب الرئيس السابق- الذي أصبح الآن الرئيس المنتخب- في بنسلفانيا، فمكّنته أصوات الولاية الـ 20 في المجمع الانتخابي من تجاوز المعدل الذي يضمن له الظفر بالبيت الأبيض.

ستة أيام صعبة عاشتها البلاد. إذ رفض الرئيس تقبّل ما حصل وقدم طعناً قضائياً فاتر الحماسة بالنتيجة، زاعماً من دون دليل أنه وقع ضحية تزوير.

قضى تلك الأيام مختبئاً داخل البيت الأبيض، ومزاجه يتقلب- بحسب الجهة التي تقرأ الموضوع- بين التحدي والاستسلام الهادئ. سعت إيفانكا، أكبر بناته سناً، وزوجها جاريد كوشنر، إلى إقناع والدها بالمغادرة بكرامة فيما قال ابناه إريك ودونالد ترمب الابن إن عليه مواصلة الحرب والفوز قد يكون من نصيبه.

وتساءل الناس في هذه الأثناء: هل يتراجع ويقرّ بالخسارة، أم أن طرده وزير الدفاع مؤخرا مقدمة لشيء واهم وشرير [مناف للأخلاق].

ها هو إذاً، يخرج من البيت الأبيض بعد ظهر يوم شتوي مشمس في عاصمة البلاد، ليقف في حديقة الورود، في هذا المكان الذي عليه إخلاؤه بغضون 68 يوماً فقط، وينتهز الفرصة للتحدث عن الطقس المعتدل مع الإعلاميين المتجمعين.

قال "إن عملية السرعة القصوى "Operation Warp Speed [شراكة بين القطاعين العام والخاص لتسريع ابتكار لقاح كورونا وإنتاجه] ليس ما يضاهيها أو ينافسها. لقد كانت جهداً جباراً"، مضيفاً أنه بوجود إدارة أخرى "ما فعلناه كان ليتطلب برأيي، ثلاث سنوات أو أربع أو خمساً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تابع "إن عدد الإصابات مرتفع، لكن شطراً كبيراً من المعدلات المرتفعة يعود إلى أننا نجري فحوصات أكثر من أي دولة أخرى بكثير".

ولفت إلى أنه "نتيجة عملية السرعة القصوى، أعلنت شركة "فايزر" يوم الاثنين أنّ لقاح الفيروس الصيني الذي طورته بات فعالاً بنسبة تفوق 90 في المئة- وهذا يتخطى كل التوقعات، ولم يظن أحد أننا سوف نبلغ هذا المستوى". ثم أضاف "وهناك المزيد [من اللقاحات] في الطريق إلينا نعتقد أنها ستكون على المستوى نفسه- وربما أكثر بعد".

كان لدى ترمب عوامل كثيرة تدفعه إلى الظهور بمظهر عدائي. ففي وقت سابق من ذلك النهار، أعلن المسؤولون في جورجيا أنّ بايدن فاز في الولاية وكسب أصواتها الـ16 في المجمع الانتخابي، ما أوصله إلى 306 أصوات، أي العدد نفسه من الأصوات الذي كسبه ترمب في مواجهة هيلاري كلينتون منذ أربع سنوات في ما اعتبره حينها "فوزاً ساحقاً". 

بعيداً عن السياسة، ظهرت مسألة الجائحة وهي سبب دعوته إلى المؤتمر الصحافي. ووصلت حصيلة الوفيات في الولايات المتحدة الآن إلى 240 ألفاً مقابل 10.7 مليون إصابة. ويحذّر الخبراء من زيادات جديدة في كل أنحاء البلاد ومن شتاء قاس.

لا بد أن ترمب يعلم أنه لو جعل من مكافحة الجائحة أولوية حكومته، بدل القلق بشأن سوق الأسهم، لربما كان فعلاً فاز بولاية ثانية. وفي الواقع، بدا الرئيس بعيداً، وذهنه في مكان آخر. نادراً ما ظهر الرجل منهكاً لهذه الدرجة، هو الذي سخر من الشخص الذي هزمه في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) وكان قد لقّبه بـ"جو الناعس".  

قد تُعتبر الإشارة إلى شعر رجل ضربة رخيصة، لا سيما عندما يكون منهزماً، لكن لون شعر الرجل البالغ من العمر 74 مال إلى اللون الأبيض أو الرمادي من دون أي أثر للبرتقالي.

وأردف، "في أفضل الأحوال لن ندخل في حال إغلاق (حجر). لن أفرض- هذه الإدارة لن تفرض حجراً ثانياً"، فيما بدا لبرهة أنه يشير إلى احتمال عدم وجوده لولاية ثانية.

"فلنتأمل- مهما حدث في المستقبل، من يعلم إلى أي إدارة سيؤول الأمر. أظن الوقت هو الحكم. لكنني أستطيع القول إن هذه الإدارة لن تفرض إغلاقاً".

بذل مايك بنس [نائب ترمب] كل ما في وسعه من أجل تحسين مزاج الرئيس. وعندما تكلم، كرر قوله إن اللقاح على بعد قاب قوسين بفضل الرئيس. وإن الفضل يعود إلى ترمب، في امتلاك البلاد كل التجهيزات الطبية التي تحتاجها. هزّ ترمب رأسه المطأطأ موافقاً. 

ألم يبِن عليه الإكتراث، أم أنه لم يبالِ ببساطة؟ هل أضجره حديث بنس، أم كان الأمر انعكاساً لإدراكه أن كل هذه المسؤولية ستلقى على عاتق شخص آخر غيره، أي جو بايدن.

لم يتمهل ترمب ولا بنس للإجابة عن أسئلة الإعلام. ربما زعم الرئيس أنه يفوز أخيراً في مسألة فيروس كورونا. لكن المشهد رسم معالم لا تمت بصلة إلى الفوز. 

© The Independent

المزيد من آراء