أكدت السفيرة السعودية في الولايات المتحدة، الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، الأربعاء 18 نوفمبر (تشرين الثاني)، عمق الشراكة التاريخية بين البلدين التي تمتد لأكثر من 75 سنة، مشددةً على أن العلاقة بين الرياض وواشنطن أعمق بكثير من قائد سعودي أو رئيس أميركي واحد.
وبينما تخوض الولايات المتحدة أزمة دستورية مع رفض الرئيس دونالد ترمب الاعتراف بفوز غريمه جو بايدن بالانتخابات، وشروع الأخير في ممارسة مهامه كرئيس منتخب، تسود مخاوف من أن يعيد بايدن الاتفاق النووي الإيراني الذي دشنته إدارة باراك أوباما وعارضته السعودية منذ سنوات، قبل أن تنسحب واشنطن من المعاهدة عام 2018 وسط رفض حلفائها في أوروبا.
وشددت السفيرة السعودية في كلمة ألقتها خلال مؤتمر المجلس القومي للعلاقات الأميركية- العربية، على ضرورة استمرار الضغط على إيران لإجبارها على العودة إلى طاولة المفاوضات، والتأكد من أن أي اتفاق مستقبلي مع طهران سيضمن "عدم حيازتها قنبلة نووية، وتوقفها عن دعم الإرهاب إقليمياً، وإيقاف أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة والعالم". وتابعت "على الرغم من الاتفاقات الأمنية مع إيران والاجتماعات مع القادة الإيرانيين وحتى الاتفاق النووي، أصرت إيران على الاستمرار بل التمادي في أنشطتها التوسعية الخطيرة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتطرقت ريما بنت بندر إلى دور بلادها في محاربة الإرهاب والتطرف، والإصلاحات التي أقرتها الرياض في مجالات مختلفة، إضافة إلى الشراكة مع الولايات المتحدة، منوهةً بأن جهود الحكومة لإحداث التغيير، ليس على المستوى الداخلي فحسب، إنما من خلال السياسة الخارجية أيضاً، التي وصفتها بأنها "أجندة مصممة لكي تحقق السلام الدائم والأمن والازدهار للمنطقة وللعالم".
وأكدت الأميرة ريما أهمية إيقاف الأعمال العدائية، وتهدئة الصراعات في المنطقة، قائلةً، إن من الأهداف التي تسعى السعودية إلى تحقيقها عبر سياستها الخارجية، هو إيجاد مستقبل يجمع فيه التعاون بين الأمم، ويدعم فيه الازدهار استقرار المنطقة، ومستقبل يلجأ إليه السنة والشيعة إلى الحوار، ومستقبل تحرك الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية نموه وتقدمه، وتُطوى فيه صفحة العداء من العراق إلى اليمن، وتركز فيه البلدان على التعافي.
وفي سياق التوجهات المتباينة للرؤساء الأميركيين والإدارات المتعاقبة، نوهت سفيرة الرياض لدى الولايات المتحدة برسوخ العلاقات السعودية- الأميركية القائمة منذ عقود، مذكرة بأن التعاون بين البلدين يتجلى في أمثلة، منها إعادة التوازن لأسواق النفط العالمية، وهزيمة الشيوعية، وإنهاء الغزو العراقي للكويت. وأشارت إلى أنه على الرغم من الصدمات والعوائق، فإن قوة الشراكة، تكمن في أن الرياض وواشنطن اختارتا مساراً مشتركاً للعمل كقوتين إيجابيتين تقدميتين.
وأشارت ريما بنت بندر إلى أنه مع تنامي دور السعودية عالمياً، لا سيما برئاستها مجموعة العشرين، فإن مسؤوليتها في المنطقة، والشرق الأوسط والخليج، في تزايد مستمر، الأمر الذي سيكون مهماً للشراكة مع الولايات المتحدة". وأضافت، "كلما ازدادت إصلاحاتنا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية قوة في المملكة، سنصبح في وضع أفضل يؤهلنا لأن نكون أكبر شريك يُعتمد عليه في المنطقة للولايات المتحدة، سنصبح قادرين على تولي دور قيادي أكبر في المنطقة، وأن نتحمل جزءاً أكبر من المسؤولية، وسنفعل ذلك من دون إهمال التركيز على السلام والاستقرار والرخاء".