Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عملية "تحرير طرابلس"... مناورة تكتيكية أم بداية لاستعادة العاصمة؟

مصادر: العملية فاجأت كثيراً من العواصم الدوليَّة وهناك ضغوط قوية لوقفها... ودبلوماسي غربي في القاهرة يرجِّح توقف زحف قوات الجيش الليبي

وسط ترقب واشتباكات متقطعة في محيط العاصمة طرابلس خلال الساعات الماضية، غداة وصول القوات المسلحة العربية الليبية التابعة للرجل القوي، المشير خليفة حفتر في الشرق، إلى مناطق لا تبعد سوى 27 كيلومتراً من العاصمة، بعد ساعات من إطلاق حفتر عمليَّة عسكريَّة لـ "تحرير العاصمة"، ما زالت التطورات العسكريَّة في ليبيا تثير قلقاً دولياً ومخاوف من تدهور الأوضاع في البلد المنقسم.

وخلال الساعات الماضية، شهدت عواصم أوروبية ودولية، بالإضافة إلى عواصم عربية، تحركات واتصالات دبلوماسيَّة، للبحث عن "إنهاء سريع للتطوّر العسكري المفاجئ"، وفق ما ذكر دبلوماسي غربي رفيع المستوى لـ "اندبندنت عربية"، مرجحاً "انتهاء التصعيد من قبل قوات المشير حفتر، وعدم مواصلة السعي لدخول العاصمة، مع زيادة القلق الدولي والغضب من الخطوة".

قلق دولي ومساعٍ للتهدئة

وفي وقت من المقرر أن يلتئم فيه مجلس الأمن الدولي، يوم الجمعة، في جلسة طارئة بطلب من بريطانيا، لبحث الأوضاع الليبية، تتسارع التطورات العسكريَّة في البلاد.
وذكر دبلوماسي غربي في القاهرة، أن الساعات الأخيرة شهدت اتصالات واسعة، أجرتها عواصم كبرى مع الدول ذات التأثير والنفوذ في تطورات الأوضاع الليبية، بينها مصر، لاستغلال نفوذها في ليبيا من أجل استعادة التهدئة بين الطرفين المتنازعين في الشرق والغرب، في إشارة إلى حكومة البرلمان المنتخب في الشرق والمشير حفتر، وحكومة الوفاق الوطني المدعومة أممياً في العاصمة طرابلس.

وأوضح المصدر الدبلوماسي الغربي، الذي فضَّل عدم ذكر اسمه، أنه ربما نشهد خلال الساعات المقبلة توقفاً لعملية "تحرير طرابلس"، بالتزامن مع وصول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى بنغازي ولقائه المشير خليفة حفتر، مرجحاً في الوقت ذاته، عدم تراجع قوات حفتر إلى ما كانت عليه الأوضاع قبل الأربعاء الماضي، في إشارة إلى احتمالية الانسحاب من "الغريانة".

وعلى الرغم من تأكيده عدم وجود ضغوط على القاهرة، التي تتمتع بنفوذ واسع وأطراف عربية أخرى في الشرق الليبي، أكد دبلوماسي مصري رفيع المستوى، لـ "اندبندنت عربية"، طلب عدم ذكره اسمه، أنه بالفعل هناك اتصالات رفيعة المستوى خلال الساعات الأخيرة، تجريها الأطراف الدولية والغربية مع مصر وكل الأطراف المعنية والفاعلة في الأزمة الليبية لاستعادة الهدوء في البلاد.

وذكر المصدر الدبلوماسي أن القاهرة بالفعل عبَّرت عن قلقها من احتمالية تأزم الأوضاع، وتصاعد حدة الأعمال العسكرية مجدداً في ليبيا، لا سيما مع وجود إصرار من جانب الجيش الليبي بقيادة حفتر على تطهير العاصمة من "الخارجين عن القانون وبسط الأمن والاستقرار فيها".

وأوضح المصدر الدبلوماسي أن القاهرة أعربت علناً، وفي اتصالاتها، عن بالغ القلق من الاشتباكات، التي اندلعت في ليبيا، وناشدت جميع الأطراف ضبط النفس ووقف التصعيد.

من جانبه، قال رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي، الذي تتولّى بلاده الرّئاسة الدوريّة لمجلس الأمن، إنّ "مسار النزاعات المسلّحة يُهدّد بتأجيج العنف، الذي من شأنه أن يُبعد، بدلاً من أن يُقرّب، طريقَ السّلام والاستقرار الذي يستحقّه الشعب الليبي بكامله".

وتأتي تصريحات المسؤول الإيطالي، تزامناً مع إعراب غالبية العواصم الإقليميَّة والدوليَّة، عن قلقها من التحرك العسكري "السريع والمفاجئ لقوات حفتر". إذ دعت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا والإمارات "جميع الأطراف" في ليبيا إلى خفض "التوتّرات فوراً".

وقالت الدول الخمس، في بيان مشترك نشرته وزارة الخارجية الأميركيّة، الخميس، "في هذا الوقت الحسّاس من العمليّة الانتقاليّة في ليبيا، فإنّ التحرّكات العسكريّة والتهديدات بإجراءات أحاديّة لا تُهدّد سوى بإغراق ليبيا مجدّداً في الفوضى".

وأوضح البيان، أنه "في هذه اللحظة الحسَّاسة من مرحلة التحول في ليبيا، فإن اتخاذ الوضع العسكري والتهديد بعمل أحادي لن يؤدي إلا إلى المجازفة بجر ليبيا إلى الفوضى، نعتقد بقوة أنه لا حل عسكرياً للصراع في ليبيا". من جهتها، أعلنت موسكو أنّها تعمل على تسوية الأزمة الليبية "عبر جهود سياسيَّة ودبلوماسيَّة".

وتزامن تصاعد حدّة التوتّرات الخميس مع اليوم الثاني لزيارة الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش إلى ليبيا. حيث أبدى غوتيريش "قلقه البالغ حيال تحرّك القوّات (...) وخطر المواجهة". وكتب على صفحته على "تويتر": "أدعو إلى الهدوء وضبط النّفس فيما أستعدّ للقاء المسؤولين الليبيين". وكرّر أن "لا حلّ عسكرياً" في ليبيا، مؤكّداً أنّ "الحوار بين الليبيين وحده كفيلٌ بمعالجة المشكلات الليبية"، والتقى غوتيريش السّراج، الخميس، في طرابلس، والتقي، الجمعة، حفتر في بنغازي شرق البلاد.

ووفق مراقبين، تمثل التطورات انتكاسة للأمم المتحدة والدول الغربية، التي تحاول الوساطة بين السراج وحفتر، اللذين اجتمعا في أبو ظبي الشهر الماضي لبحث اتفاق لتقاسم السلطة. كما أنها تأتي بالتزامن مع التحضير لعقد مؤتمر وطني هذا الشهر للاتفاق على خريطة طريق لإجراء انتخابات لوضع حد لعدم الاستقرار في ليبيا، وهي منتج للنفط ونقطة تجمع للاجئين والمهاجرين الآتين من منطقة الصحراء على أمل الوصول إلى أوروبا.

ترقب وحذر في اليوم الثاني من العمليات العسكرية

بعد تطورات متسارعة ومتلاحقة، أسفرت عن سيطرة قوّات تابعة للمشير خليفة حفتر، مساء الخميس، على حاجز عسكري يقع على بُعد 27 كيلومتراً من البوّابة الغربيّة لطرابلس، بعدما أمر حفتر الخميس قوّاته بـ"التقدّم" نحو العاصمة، حيث مقرّ حكومة الوفاق الوطني المناوئة له.

واصل الجيش الوطني الليبي، الجمعة، حشد قواته باتجاه العاصمة طرابلس لتحريرها من العناصر الإرهابية، فيما أعطى رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج أوامر عاجلة باستخدام القوة الجوية.

وأهاب المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بالنشطاء على منصات التواصل الاجتماعي، عدم نشر أي مقاطع أو صور تظهر مواقع تمركز القوات المسلحة في أي منطقة عسكرية كانت، خصوصاً حول العاصمة طرابلس. وكان المسماري، قال في مؤتمر صحافي، الخميس، إن "قوات الجيش وصلت إلى منطقة العزيزية جنوب طرابلس"، لافتاً إلى أنها "بدأت تنفيذ الخطة (ب)، بالتزامن مع تأمين مدينة غريان".

وأشار المسماري إلى أن "العمليات العسكرية بدأت بالفعل ولا عودة"، قائلاً "الأمر صدر، ولا مجال للتراجع"، مؤكداً أن "مقار البعثات (الدبلوماسية) والمؤسسات في العاصمة أمانة في عنق القوات المسلحة".

وحسب مصادر عسكرية في ليبيا، فإن قوات تابعة للجيش الوطني الليبي قامت، فجر الجمعة، بعمليات إنزال بحرية مفاجئة على سواحل العاصمة طرابلس ضمن خطة دخول العاصمة. جاء ذلك فيما نشرت صفحة "عملية الكرامة ــ القوات المسلحة العربية الليبية"، التابعة لقوات الجيش الليبي، تدوينة قالت فيها إن "زوارق القوات البحرية والضفادع البشرية التابعة للجيش الوطني أجرت عمليات إنزال في قاعدة سيدي بلال البحرية الواقعة 17 كم غرب طرابلس".

وحسب المصدر العسكري، "في الوقت الحالي، شوارع المدينة خالية، يبدو أن جميع السكان تقريباً اختاروا مغادرة المدينة. بالفعل، هناك عديد من المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو الجيش الوطني الليبي، على سبيل المثال، جنزور والسواني، في الجنوب الغربي من طرابلس"، موضحاً أن الهدوء والترقب الحذر سادا الساعات الأولى من محيط العاصمة طرابلس، وداخل العاصمة في الساعات الأولى من صباح الجمعة.

في المقابل، قالت "قوّة حماية طرابلس"، المؤلّفة من تحالف فصائل طرابلسيّة، في منشور على صفحتها في موقع "فيسبوك" إنّها أطلقت عمليّة لوقف تقدّم قوّات حفتر، من دون أن تُدلي بمزيد من التّفاصيل.

وتتنازع سُلطتان، منذ أعوام، على الحكم في ليبيا الغارقة في الفوضى: حكومة الوفاق الوطني في الغرب، التي يترأّسها فايز السّراج، وشُكّلت نهاية 2015 في ضوء اتّفاقٍ رعته الأمم المتحدة، ومقرّها طرابلس، وسلطة موازية في الشرق يُسيطر عليها الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر.

أهداف حفتر من العملية

وفق مراقبين ومحللين متابعين للشأن الليبي، فإن الخطوة التي اتخذها المشير حفتر بالتصعيد العسكري غرباً تحمل في طياتها عدة أهداف، سواء على الصعيد السياسي أو العسكري والأمني، ومع اختلاف الآراء بشأن الأهداف من وراء العملية، إلا أن أغلبهم أجمع على ضرورة تنحية "عنصر المفاجأة" من العملية، لارتباط الأطراف الليبية بقوى إقليميَّة ودوليَّة، ومن ثم لا يمكن اتخاذ مثل هذه الخطوات من دون التنسيق والرجوع.

ووفق إبراهيم عبد الحميد، الباحث السياسي والمختص في الشأن الليبي، فإن توقيت العملية نفسه، الذى يأتي قبل أيّام من انعقاد مؤتمر وطني، ترعاه الأمم المتّحدة منتصف أبريل (نيسان) الحالي، في غدامس (جنوب غرب) بهدف وضع "خارطة طريق" تلحظ خصوصاً إجراء انتخابات في محاولة لإخراج البلاد من المأزق، معتبراً أن الخطوة تأتي محاولةً استعراض القوة، وتقوية المواقف التفاوضية في المراحل المقبلة لمصلحة المشير حفتر.

ووفق عبد الحميد، فإنه ومع فشل الجهود الدبلوماسيّة، التي بُذلت طوال العام الفائت من تحقيق أيّ خرق، فإن تقدّم قوّات حفتر يُمكن "أن يُعزّز موقعه في المفاوضات في حال انعقد مؤتمر غدامس"، لكنَّه حذَّر من إمكانية أن تتحالف الأضداد في العاصمة طرابلس ومحيطها للوقوف ضد قوات حفتر، واجتياح التصعيد ليبيا مرة أخرى، لا سيما أنها تضم أكثر من 3 ملايين نسمة.

من جانبه، ذكر بهاء عيَّاد، الكاتب والمحلل السياسي المصري، أنّ "قوات الجيش الليبي امتد نفوذها في الفترة ما بين يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط)، وسط معارضة ضعيفة"، مشيراً إلى تحول تدريجي في التوازن السياسي العسكري لمصلحة حفتر، متوقعاً أن "تحقق قوات حفتر اختراقاً على صعيد العمليات العسكرية، حال إصرارها في المضي قدماً بشأنها، وعدم تمكن المجتمع الدولي من إيقافها"، مشيراً أيضاً إلى أن أي مفاوضات بشأن المؤتمر الوطني والانتخابات المستقبلية ستكون "عديمة الجدوى".

ويخشى كثير من المراقبين من اندلاع حرب أهلية قد تشعل فتيل الحرب في ليبيا، وتعود بها إلى المربع الأول من الفوضى والاحتراب الداخلي.

من يقاتل من حول طرابلس؟

مع تعهد الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً بالدفاع عن العاصمة طرابلس، وغيرها من المناطق في غرب البلاد، ضد الهجوم الذي تشنه قوات حفتر، المتمركزة في شرق البلاد، تثار تكهنات حول إمكانية تجمع هذه "الميليشيات المتضادة في التوجهات"، في الوقوف ضد قوات حفتر.

وتعتمد حكومة الوفاق الوطني على مجموعة ميليشيات من أجل الحماية وضبط الأمن. وتقوم هذه الميليشيات بعدد من الأنشطة، تشبه دور قوات الأمن وحماية المؤسسات، وتصل إلى ترحيل المنافسين في الأراضي، التي يتم الإستيلاء عليها، والضغط على المؤسسات المالية. وتعرف الكثير من هذه الميليشيات بسبب شهرة قادتها، حتى إن بعضها يحمل اسم القائد. ومن أبرز تلك المجموعات المسلحة، قوات "حماية ليبيا"، وهو تحالف يضم أهم الميليشيات المتمركزة في العاصمة. وأُعلن عنه في ديسمبر (كانون الأول) 2018. ويشمل التحالف أبرز الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق الوطني، وهي ثوار ليبيا ولواء النواصي وقوة الردع والتدخل المشتركة محور أبو سليم وميليشيا باب تاجوراء.

وصدر بيان في 18 ديسمبر(كانون الأول) الماضي، وقَّع عليه ممثلو الميليشيات المشاركة في التحالف، وجاء فيه أن هذا التحالف سيخضع لإشراف حكومة الوفاق الوطني، وسيكون مسؤولاً عن الحفاظ على الأمن في طرابلس، وحراسة البعثات الدبلوماسية، والتعاون مع السلطة القضائية في القبض على أي شخص مُدان في قضايا فساد.

أمَّا كتائب ثوار ليبيا، فيقودها هيثم التاجوري. ويُعتقد أن هذه المجموعة تسيطر على مساحات كبيرة من العاصمة، الخاضعة لسيطرة حكومة الوفاق الوطني. وفي أواخر العام 2017، سيطرت ثوار ليبيا على منطقة ورشفانة في الضواحي الجنوبية لطرابلس، في مواجهة ميليشيات أخرى في المدينة. واعتُبر التحرك مكسباً للمجلس الرئاسي. وفي يوليو (تموز) الماضي، اعتقلت الميليشيا عضو المجلس الرئاسي، فتحي المجباري، للاشتباه في ميله إلى القوات المتمركزة في شرق ليبيا.

ودخلت الميليشيا في عدة معارك لطرد الميليشيات المتمركزة خارج المدينة، مثل اشتباكات العام الماضي بين الألوية الأربعة الرئيسة في طرابلس، والقوة الوطنية المتحركة المتمركزة في مصراتة، وأغلبها من الأمازيغ.

وبجانب الميليشيتين الرئيسيتين السابقتين، توجد "قوة الردع والتدخل المشتركة محور أبو سليم"، ويقود هذه القوات عبد الغني الكيكلي، القيادي البارز في طرابلس، الذي يُعرف باسم "غنيوة". وتحمل هذه الميليشيا عدداً من الأسماء، بينها لواء أبو سليم، (وهي المقاطعة المركزية في طرابلس)، أو قوات غنيوة، أو الاسم الأقل استخداماً، وهو قوة الردع والتدخل المشتركة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتوالي هذه الميليشيا حكومة الوفاق الوطني، وهي واحدة من أربع ميليشيات تسيطر على وسط طرابلس. وعلى الرغم من دخولها التحالف، فإنها في صراع مع لواء النواصي. وهاجمت الميليشيا معسكراً للسكان المهجرين من مدينة تاورغاء، في أغسطس (آب) الماضي.

أمَّا عن لواء النواصي، الذي يعرف كذلك بالقوة الثامنة، فهو أحد المجموعات القويَّة المواليَّة لحكومة الوفاق الوطني. ويُعتقد أن اللواء يقف وراء خطف المدير المالي لهيئة الاستثمار الليبية في أواخر يوليو(تموز) الماضي. وكانت قوات لواء النواصي انتشرت حول مطار معيتيقة بعد الاشتباه في محاولة مجموعة مناوئة السيطرة على المنطقة.

وبعد ذلك، تأتي "قوات الردع الخاصة"، وهي قوات تابعة لوزارة داخلية حكومة الوفاق الوطني، وهي أحد أكثر الميليشيات المثيرة للجدل. وفي يوليو(تموز) الماضي، أطلقت القوات سراح اثنين من الصحافيين كانت احتجزتهما بغرض الاستجواب في قاعدة معيتيقة الجوية لمدة شهرين. وكانت قبل شهر قد رفضت اتهامات منظمة العفو الدولية (آمنستي) بضلوعها في انتهاكات لحقوق الإنسان. ويقود هذه القوات أحد الرموز القوية في طرابلس، وهو عبد الرؤوف كارة. وكانت المهمة الأساسية للقوات هي مواجهة الجريمة وتهريب المخدرات. وتوسَّعت مهامها لاحقاً لتشمل اعتقال من يُشتبه في انتمائهم إلى تنظيم "داعش".

وبجانب هذه الميليشيات الرئيسية، توجد كتائب وميليشيات أخرى، مثلما يعرف بـ"لواء البقرة"، الذي يستمد اسمه من قائده بشير خلف الله، الذي يُعرف بـ "بشير البقرة". وكان طرفاً في كثير من الاشتباكات حول مطار وقاعدة معيتيقة الجوية، وكذلك "فيلق صلاح البركي"، ويدعم المؤتمر الوطني العام، وهو البرلمان الذي يسيطر عليه الإسلاميون، وكذلك حكومة الإنقاذ الوطني، التي ترفض الاعتراف بشرعية المؤسسات، التي تدعمها الأمم المتحدة. كما يرتبط الفيلق بقوات فجر ليبيا الموالية للمؤتمر الوطني العام، وهو موالٍ لعضو المؤتمر السابق، صلاح بادي، الذي تعهد، بعد وقوع اشتباكات مؤخراً، بإرسال قواته من خارج ليبيا للتدخل.

وهناك أيضاً "اللواء السابع في ترهونة"، الذي تعود إليه الاشتباكات، التي وقعت في طرابلس في 26 و27 أغسطس (آب) الماضي، الذي يُعرف باسم كانيات نسبة إلى قائده محمد الكاني. ونقطة انطلاق هذه القوات تقع في مدينة ترهونة، على بعد 60 كيلومتراً من جنوب شرق العاصمة طرابلس.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي