نجحت رويدا عطية في أن تفرض نفسها كنجمة بمختلف الألوان الغنائية، وتميزت باللون الكلاسيكي عبر مجموعة من الأغنيات الناجحة وآخرها "كيفك يا حب" التي حقّقت نجاحاً لافتاً.
هي من بين نجمات سوريا الأوائل، وعلى الرغم من ندرة الأصوات السورية التي فرضت نفسها على الساحة، إلا أن رويدا عطية نجحت بأن تكوّن لنفسها هوية فنية خاصة بها، وأن تحتل مكانة مرموقة على الساحة الفنية في الوطن العربي، كونها تملك مواصفات النجومية وفي مقدمها الصوت والحضور والكاريزما.
تحرصين على التنويع في اللهجات والألوان الغنائية التي تقدمينها، ولكن هل يمكن القول إن نجاحك يكون أكثر وقعاً باللون الكلاسيكي مقارنة بالألوان الغنائية الأخرى، خصوصاً بعد النجاح الكبير الذي حققته أغنيتك الأخيرة "كيفك يا حب" التي يذكّر نجاحها بنجاح أغنية "شو سهل الحكي" التي تتميز أيضاً بلونها الكلاسيكي؟
أذواق الجمهور مختلفة، فهناك من يحبني باللون الجبلي، ومن يفضلني باللون الطربي وآخرون يميلون إلى غنائي باللون الكلاسيكي، لكن الغالبية تحبني باللون الأخير، وهذا ما لمسته من خلال أغنية "كيفك يا حب" التي حقّقت مشاهدات كثيرة عبر "يوتيوب" واحتلت المراتب الأولى في قائمة الأغاني اللبنانية الأكثر استماعاً. الحمد لله، الأصداء حولها جيدة جداً وفي كل الدول العربية، وأنا سعيدة جداً بذلك.
هل تفكرين بطرح ألبوم كامل خلال الفترة المقبلة، أم أنك سوف تستمرين بطرح "السنغل"؟
الألبوم أصبح مجرد "صورة" للفنان، وهو يطرحه لكي يضمه إلى أرشيفه الغنائي وليس أكثر، معظم النجوم الكبار يطرحون "السنغل" لأن سوق الألبومات شبه موجود، ومعظم المستمعين يفضلون أن تكون بين أيديهم "تشكيلة" أغانٍ لعدد من المطربين، مقابل قلة قليلة لا تزال متمسكة بسماع مطرب معين.
في وقتنا الحالي، عدد المغنين يفوق عدد الجمهور، ويومياً نسمع باسم فنان جديد، وهذا الأمر يصيب الجمهور بالملل ويجعله متعطّشاً للعمل الجيد.
وأستعد لطرح ألبوم خلال الفترة المقبلة، يضم مجموعة من الأغاني التي طرحتها سابقاً وأغاني أخرى سوف أطرحها لاحقاً، ولكنني لن أطرحه تجارياً، والهدف منه ضم أعمالي في ألبوم واحد.
كيف تقارنين بين تجربتك وتجربتيّ ديانا كرازون وملحم زين اللذين تخرجت معهما من برنامج الهواة "سوبر ستار"، وهل ترين أن الحظ خدم بعضكم أكثر من الآخر؟
أنا لا أؤمن بالحظ، ومن يؤمن به هو فاشل، لا يملك القدرة على إثبات نفسه، يمكن أن يحالفنا الحظ في لعبة "اليانصيب" وليس في العمل. لا شك في أنه يوجد تفاوت في تجاربنا، فهناك فنان ناجح جداً وآخر في الوسط وثالث عاجز عن الوصول إلى الناس، وهناك فنانون يؤدون أعمالاً جميلة جداً ولكنهم لا يصلون إلى الناس، لأن الفنان ليس صوتاً فقط، بل أيضاً كاريزما وطلاقة في الحديث وثقافة وهالة تحيط به، ونجومية الفنان لا يمكن أن تكتمل إلا إذا توافرت مواصفات معينة، بدليل أن بعض الأصوات العادية جداً طغت بحضورها على بعض الأصوات الرائعة.
برأيك، من هم الفنانون الذين حققوا النجومية من بين فناني الجيل الجديد، خصوصاً أن البعض يعتبر بأن الساحة الفنية لم تشهد ولادة نجم صف أول في السنوات العشر الأخيرة؟
بل هناك ناصيف زيتون، وهو فنان رائع ويعتبر نجماً صفاً أول، وأيضاً أدهم النابلسي وهو فنان مجتهد والناس تحبه، لكن للأسف عدد الفنانات الإناث قليل جداً، وحصة النجاح هي من نصيب الفنانين الرجال، ربما لعدم وجود حالة مميزة بين الفنانات.
هل تعتقدين بأن ناصيف وأدهم تمكنا من تكريس نجوميتهما؟
طبعاً، لأن كل عمل جديد يطرحانه يكون أفضل من الذي سبقه.
وبالنسبة إلى محمد عساف؟
محمد عساف من الأصوات الرائعة جداً، ولكن لو راقبنا الساحة الفنية لتحديد من هو الفنان الأكثر تفوقاً بين فناني الجيل الجديد، لوجدنا أن ناصيف زيتون يتفوّق عليه، لا شك في أن محمد عساف يملك صوتاً جميلاً ولكن اختياراته تظلمه، ولا يجيد اختيار أعماله في شكل صحيح، مع أن الأغنية الأخيرة التي طرحها باللهجة العراقية كانت رائعة جداً.
وكيف تقيّمين نجومية سعد لمجرد الذي تخرج هو أيضاً من برنامج "سوبر ستار"؟
نجومية سعد لمجرد تأخرت، وعندما نجح طغى نجاحه على نجاح كل النجوم، حتى أنهم صاروا يريدون الغناء معه، لأنه كان محبوباً جداً وله جمهور كبير بل مخيف.
وكيف تفسّرين ما حصل معه في السنوات الأخيرة؟
لا أعرف ما إذا كان الذي حصل معه صحيحاً أم لا، ولكنه كان مؤذياً له، ولسمعته ولمتابعيه، اليوم هو في مكان بعيد جداً من المكان الذي كان عليه سابقاً.
ولكنه مستمر في طرح الأعمال الناجحة؟
هذا صحيح، ولكنه ليس كافياً، محزن جداً ما حصل معه، لأنه فنان موهوب وفي مقتبل العمر، ويملك صوتاً جميلاً، وأنا أتمنى أن يُفرج الله همه وأن يُبعد الشر عنه.
تعرّضت مسيرتك الفنية لمطبّات، فهل تظنين أنك لولاها لكنت اليوم في مكان فني أرفع؟
المطبّات موجودة دائماً بين الفنان وبين شركات الإنتاج، وهذا الأمر ليس محصوراً بي وحدي، والمشاكل يمكن أن تسوّى عند البعض ويستمر التعاون، والعكس صحيح أيضاً فيقع الانفصال ويمشي كل طرف في طريقه.
أنا سعيدة بما وصلت إليه، لكن الطموح موجود، ومع الوقت يمكنني أن أحقق كل ما أريده، أحياناً يمكن أن أغيب فترة، وعندما أعود تكون العودة بعمل جديد، يصبح حديث الشارع وهذا الأمر يسعدني كثيراً، لا يهمني أن أطرح الكثير من الأعمال التي لا تترك أثراً عند الناس.
عدد الفنانات السوريات البارزات قليل جداً، لكن من حيث تراتبية النجومية هل يمكن القول إن ميادة الحناوي تحتل المرتبة الأولى، تليها أصالة ومن ثم أنت؟
من المعيب أن أقول إنني موجودة ضمن هذه الحلقة، بل أترك هذا الأمر للصحافة والنقاد، ولكنني من الفنانات السوريات المعروفات اللواتي استطعنَ الوصول إلى كل المستمعين، ومن يسمع صوتي يعرف أنه لفنانة سورية اسمها رويدا عطية ما يجعلني أشعر بالاعتزاز.
برأيك، ما هو سبب طغيان نجومية الممثلين على نجومية المطربين في سوريا؟
لأنه لا توجد شركات تنتج ألبومات فنية بل معظمها يتوجه نحو الإنتاج الدرامي، ولذلك نجد أن الدراما السورية في الطليعة مقارنة بدراما الدول العربية الأخرى، حتى أن المسلسلات التركية التي انتشرت، دبلجت إلى العربية بأصوات سورية، للأسف لا توجد في سوريا حقوق تحفظ ملكية الفنان، ولكننا بفضل "الساسيم" تمكنا من حماية ملكية أعمالنا.
لطالما كنتِ انتقائية في حفلاتك وإطلالتك، فهل زاد هذا الحرص عندك بعد الزواج والأمومة؟
أبداً، لم يتغيّر شيء من هذه الناحية، وأنا أعتمد الإستراتيجية نفسها في العمل منذ بداياتي الفنية وحتى اليوم، أنا أحترم عملي من أجل الناس الذين يحبونني ويحترمونني، كما أنني حريصة على اختيار الأماكن التي أغني فيها والبرامج التي أطلّ من خلالها، إطلالاتي محدودة جداً، وعندما يكون لدي عمل جديد أتحدث عنه.
قررت إبعاد ابنك عن الإعلام و"السوشيال ميديا"، ولكنك خرقت القرار بنشر صورة له، فهل تراجعت عن قرارك؟
نشرت صورة واحدة له، ولكنني لم أظهر وجهه لأن قراري كان حاسماً لناحية إبعاده عن "السوشيال ميديا"، ليس "لأن ابني من الماس" بل لأنني لا أريد أن أفسد عليه طفولته، يجب أن يعيش ابني طفولته كسائر الأطفال، وأن يلعب ويتسلى ويكون سعيداً، بعيداً من ملاحقة الأضواء، وعندما يكبر له كامل الحرية في أن يختار أن يكون شخصاً معروفاً أم لا. ولكن دوري كأم يفرض عليّ أن أحمي طفولته.
هل تلومين الفنانات اللواتي يُظهرنَ أولادهنّ في "السوشيال ميديا"؟
هذا الموضوع لا يهمني، ولا علاقة لي بالفنانات الأخريات، كل فنانة تعتمد طريقة وإستراتيجية معينة في التعامل مع أطفالها، وأنا أحترم آراء الجميع.
وهل لا تزالين مصرّة أيضاً على عدم الكشف عن شخصية زوجك واسمه في الإعلام؟
زوجي لا يهتم للإعلام ولا يكترث للشهرة والأضواء، هناك من يحترم خصوصيتي ورغبتي في إبقاء حياتي الشخصية بعيداً من الإعلام، وأنا لا أعرف ما هي الجدوى من أن يعرف الناس زوجي أو اسمه، طالما أننا مرتاحان وسعيدان معاً ونعمل من أجل أن تكبر عائلتنا ويصبح لابننا زين أشقاء، وأتمنى على الناس أن يتركوا هذه المساحة لنا.
هل تعتقدين بأن التدخّل في خصوصية الفنان يمكن أن يتسبب في خراب بيته؟
ليس بالضرورة، بل يمكن أن يحصل خراب البيت بسبب الناس الذين يحيطون بنا أو حتى بسبب الأهل، الحياة ليست مثالية، ولكنني وزوجي نعتمد مخططاً معيناً من أجل أن نحافظ على دفء العائلة ولكي يتربى ابننا في أجواء مفعمة بالمحبة، ونحن نتساعد من أجل أن نحصّن بيتنا.
ماذا أعطاك الزواج؟
ابني زين وهو أجمل ما في حياتي.
وعلى المستوى الشخصي؟
الزواج أعطاني الاستقرار والأمان والسند، الرجل سند للمرأة مهما كانت قوية، ومهما ادعت القوة، تبقى في حاجة إلى رجل يساندها ويدعمها ويهتم بها، وهذا ما وجدته في زوجي.
وهل اشترطت على زوجك قبل الزواج، أن يوافق على عملك في الفن؟
نحن لا نتحدث في هذه المواضيع، زوجي لم يتعرف عليّ ولم يتحدث معي لكوني رويدا عطية الفنانة، بل رويدا عطية الإنسانة، عملي الفني لا يعني له وهو لا يعرف عنه شيئاً، هو ليس صاحب عقلية متحجرة، بل غربيّ في تفكيره، لكنه يتمسك بشرقيته في أمور أخرى.
ومتى تظهر شرقيته كرجل؟
عند ارتدائي بعض الملابس أو قيامي ببعض التصرّفات التي لا يرضى عنها.
وهل يغار عليك؟
طبعاً، وأنا أغار عليه أيضاً.
وهل تزعجك غيرته؟
أبداً، وللمصادفة فإن معظم المعجبين بي هم إناث وليسوا رجالاً، وهذا الأمر يفرحني كثيراً ويجعلني أشعر بأنني لا أشكل خطراً على الفنانات الأخريات، لأن هناك صعوبة في أن تجد فتاة تحب فتاة أخرى، عادة المعجبات يفضلنَ المطربين، والمعجبون يحبّون المطربات، ولكن النتيجة عكسية في تجربتي وهذا يعدّ نجاحاً إضافياً لي.
وبرأيك، لماذا تحبك الفتيات أكثر من الشباب؟
ربما بسبب شخصيتي أو أغانيّ أو صوتي، عندما ألتقي بالناس في الشارع، يبادرون إلى التحدث إليّ، وهذا الأمر يفرحني ويجعلني أفكر بيني وبين نفسي، بأن هناك الكثير من الأشخاص الذين يحبونني مع أنني لا أعرفهم.