Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انطلاق الدورة الخامسة والثلاثين لمعرض تونس للكتاب... تحت شعار "نقرأ لنعيش مرتين"

لا دولة ضيف شرف … ولا رقابة إلا على الكتب المشبوهة

معرض الكتاب الدولي بتونس في الدورة الـ35 الذي يحمل شعار "نقرأ لنعيش مرتين". (وكالة الأنباء التونسية)

انطلقت اليوم الجمعة، الدورة الخامسة والثلاثون لمعرض تونس الدّولي للكتاب، تحت شعار لافت هو "نقرأ لنعيش مرتين". وتستمر هذه الدورة حتى 14 الشهر الحالي ويشارك فيها أكثر من 300 دار للنشر ومكتبة من 23 دولة عربية بينها مصر وسوريا ولبنان والعراق والأردن والجزائر وفلسطين وموريتانيا والإمارات والسعودية وقطر وسواها، إضافة إلى دول أجنبية مثل إيران والصين وفرنسا وإيطاليا وهولندا والسنغال والأرجنتين.  

وتحمل هذه الدورة كما أشار مدير المعرض، الأكاديمي والروائي شكري المبخوت، قضيّة الحريات الفردية والمساواة، التي أثارت جدلًا مجتمعيًّا خلال العام الماضي، وهي ستكون محورًا أساسيًّا لمعظم النشاطات والندوات التي يشهدها المعرض، من اجل تسلّيط الضوء عليها، سعيًا إلى "أن يكون المعرض مأدبة فكرية ثقافية تخلق فضاءات للحوار بين المفكرين والباحثين والأكاديميين والجمهور.

وكانت لجنة التنظيم اختارت هذا "الموضوع الجدلي"، لإيمانها بأن النشاط الثقافي في المعرض يسعى إلى فتح فضاءات للحوار، تنطلق من الكتب والمصنفات الفكرية والأدبية، وأضاف مبخوت في حواره مع الصحافة: "نريد ربط صلة بين المعرض ومحيطه، وبين الكتاب والمفكرين بشواغل المجتمع، وفتح قنوات التواصل والحوار بين المفكرين والجمهور".

ويمنح المعرض هذا العام كالعادة جوائز الإبداع الأدبي، وتتمثل في جائزة البشير خريف في الرواية، وعلي الدوعاجي في الأقصوصة، وجائزة الصادق مازيغ في الترجمة إلى العربية، والطاهر الحداد للدراسات الفكرية، وفاطمة الحداد للدراسات الفلسفية. ويكرم المعرض مجموعة من الكتاب والمفكرين والأدباء التونسيين ومنهم جليلة بكار وتوفيق الجبالي وفرج شوشان رضا مامي ومحمد حبيب الهيلة ومحمود قطاط وأحمد حاذق العرف.

ويوضح المبخوت أبعاد شعار المعرض "نقرأ لنعيش مرتين"، قائلاً: "معرض الكتاب هو مكتبة كبيرة وسوق سنوية للكتاب تمثل زاد العائلة التونسية من الثقافة. ونرجو أن يصبح الكتاب جزءًا من سلوكنا اليومي. لكن في الجانب الآخر المعرض هو مهرجان فكري وأدبي وثقافي حقيقي".

ويستضيف المعرض هذه السنة كعادته مؤسسة عريقة من مؤسسات النشر العالمي، هي منشورات جامعة كولومبيا الأميركية التي تأسست العام 1954 وخرّجت نخبًا كثيرة، ولها أكثر من مئة فائز بجائزة نوبل. وستكون المفكرة والناقدة الأدبية الأميركية من أصل هندي غياتري ستيفاك ضيفة شرف وستلقي محاضرة.

وقررت اللجنة المنظمة خفضاً بنسبة 20 في المئة للناشرين الملتزمين في اتحاد الناشرين العرب، وهو قرار يسعى من خلاله المعرض، كما يقول مديره، إلى جعل تونس قطبًا جاذبًا وجذّابًا للنشر العربي، و"أن تصبح مركزًا من المراكز الكبرى للكتاب في العالم العربي، ومساندة للناشرين العرب في أداء رسالتهم الثقافية والحضارية".

وتستضيف هذه الدورة عدداً من الكتاب والأدباء والشعراء العرب لإلقاء محاضرات والمشاركة في الندوات الفكرية والنقدية والورش البحثية، ومن بينهم هالة فؤاد ومحمد الكيلاني وصبحي حديدي وفيصل دراج وليانة بدر وليلى العثمان وعلوية صبح وأرنس وولف من ألمانيا وأميناتا تراوري من مالي وغيرهم.

ويحتفي المعرض هذا العام بمئوية الأديب التونسي الراحل البشير خريف الملقب بـ"أبو الرواية التونسية" والأديب محمد المرزوقي، ويحتفي أيضًا بمرور 150 عامًا على وفاة الشاعر الفرنسي شارل بودلير. وستكرم الدورة الحالية عددًا من رموز الفكر والأدب التونسي أمثال عفيف لخضر وحمادي صمود والطاهر لبيب وفتحي التريكي.

وينظم المعرض مجموعة ندوات نقدية منها "تطور الرواية العربية" و"الانتقال الديمقراطي: الحصيلة والآفاق" و"الرواية والمنفى". ويعقد لقاءات فكرية وأمسيات للقصة القصيرة والشعر ويقدم عروضًا للأفلام منها 8 أفلام مستوحاة من روايات، في خطوة هي الأولى من نوعها في تاريخ المعرض.

ولا تحلّ أيّ دولة هذا العام كضيفة شرف على المعرض، وهو ما أرجعه المبخوت إلى عامل الوقت وتأخر تشكيل الإدارة الجديدة. وقال: "لا يمكن إعداد شيء جدّي إلا قبل سنة، لكن وقع تعيين الهيئة المديرة للمهرجان بصفة متأخرة".

وحول منع أي كتاب أو استبعاده من المشاركة في المعرض قال المبخوت: "ليست لدينا رقابة مسبقة على الكتب، الدستور يمنع الرقابة المسبقة، لكن انعدام الرقابة لا يعني ترك الحبل على الغارب"، مبيّنًا أنّ "هناك دور نشر نحن نعرفها، هي ليست دور نشر بل دور دعاية، لذلك نستبعدها. الدور التي تمارس القرصنة وتُزور الكتب لن تكون موجودة".

ويشمل برنامج المعرض معارض فنية وحفلات موسيقية إضافة إلى أنشطة للأطفال واليافعين التي تشارك فيها بعض الدول مثل بولندا وإندونيسيا وروسيا البيضاء.

المزيد من ثقافة