Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تحدي التبريد يجهض الآمال بلقاح "فايزر"

الشركة تعمل على جيل ثان منه يمكن تخزينه في درجات برودة أقل بثلاثة أضعاف من الحالي

تتعلق آمال الخبراء باللقاحات الأخرى التي يجرى تطويرها (أ ف ب)

ما إن أعلنت شركة "فايزر" الأميركية عن فعالية اللقاح الذي تقوم بتطويره ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بنسبة 90 في المئة، في نبأ سار انتظره المليارات حول العالم، حتى كشفت عن مشكلة لوجستية كبيرة تتعلق بنقل وتخزين اللقاح، الذي يحتاج إلى توفر درجة حرارة لا تقل عن "- 70" درجة مئوية (-94 درجة فهرنهايت)، ليبقى سليماً، الأمر الذي لا يمكن توفره إلا عبر مجمدات خاصة.

تحلل مواده

يستخدم لقاح "فايزر" المرشح مادة وراثية تسمى (إم أر إن أيه MRNA) والتي إذا لم يتم الاحتفاظ بها في درجات شديدة البرودة، فيمكن أن تتحلل، مما يجعل اللقاح غير صالح للاستخدام، فإذا تم الاحتفاظ باللقاح عند "-70" درجة مئوية، فيمكن أن تستمر صلاحيته حتى ستة أشهر. 

لكن عدداً من المستشفيات والمراكز الطبية المجتمعية والصيدليات لا تحوي مجمدات شديدة البرودة، والتي تكلف الوحدة منها حوالى عشرة آلاف دولار، كما أن كلفة تشغيلها مرتفعة بسبب استخدامها العالي للطاقة، إضافة إلى أن تعديل المجمدات الحالية للوصول إلى درجات الحرارة هذه غير ممكن أيضاً، بحسب خبراء تحدثوا إلى وسائل إعلام أميركية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتثير متطلبات التخزين البارد هذه أسئلة جادة حول من يمكنه الحصول على لقاح "فايزر" إذا تمت الموافقة عليه، ومتى؟ ويقول خبراء لمجلة "تايم"، الأميركية، إن لقاح "فايزر" ربما لن يكون متاحاً للجميع، على الأقل الآن.

وفي حين تمتلك المراكز الطبية الكبيرة والمراكز الحضرية الموارد اللازمة للتخزين شديد البرودة، يضطر الأشخاص الذين لا يمكنهم الوصول إلى هذه المرافق، مثل أولئك الذين يعيشون في المناطق الريفية ودور رعاية المسنين والدول النامية، إلى انتظار لقاحات أخرى في طريقها للتطوير.

الثلج الجاف

سيكون توزيع اللقاح صعباً أيضاً، لأنه يجب أن يظل مجمداً أثناء الشحن، ولذلك قامت شركة "فايزر" ببناء حاوية تخزين يمكنها، بمساعدة الثلج الجاف، الحفاظ على الجرعات باردة لمدة تصل إلى 10 أيام أثناء النقل، من دون أية معدات تجميد إضافية، كما يمكن أن يؤدي إمداد الحاويات بالثلج الجاف دورياً إلى كسب 15 يوماً أخرى، ولكن اعتماداً على عدد المرات التي يتم فيها فتح الحاويات، ومدة ذلك. 

وحالياً هناك نقص في الثلج الجاف، المكون من تكديس لثاني أكسيد الكربون الذي يصبح مجمداً بدرجة حرارة متدنية للغاية، إضافة إلى أن عدداً أقل من الأشخاص يعملون في نقله وشرائه، مما أدى إلى انخفاض إنتاج الإيثانول المطلوب لصنع الثلج الجاف.

وقال المدير التنفيذي للمركز الدولي لإتاحة اللقاح في كلية جونز هوبكنز بلومبيرغ للصحة العامة الدكتور ويليام موس، في تعليقات للمجلة، إنه من الممكن أيضاً حدوث نقص في نوع الزجاج من الدرجة الصيدلانية اللازمة لصنع قوارير يمكنها تحمّل درجات البرودة.

وفي السياق، فازت شركة الزجاج كورنينغ، ومقرها نيويورك، بمنحة حكومية بقيمة 204 ملايين دولار في يونيو (حزيران) الماضي، حتى تتمكن من زيادة إنتاج زجاجها القوي.

آمال تتعلق باللقاحات الأخرى

وأشار موس إلى استحالة توزيع اللقاح في ظل هـذه الظروف على الدول الأخرى التي تبعد آلاف الأميال عن الولايات المتحدة، مثل أفريقيا وأجزاء كثيرة من آسيا، حيث البنية التحتية اللازمة للتخزين غير متوافرة. 

ومع ذلك لفت بات لينون، الذي يشرف على سلاسل التبريد لدى منظمة الصحة العالمية (باث)، إلى أن اللقاحات شديدة البرودة تم توزيعها خلال تفشي فيروس "أيبولا" الأخير في جمهورية الكونغو، لكن هذا كان أسهل، لأن الفيروس لم ينتشر على نطاق واسع مثلما هو الحال بالنسبة لفيروس كورونا. 

وتتعلق آمال الخبراء باللقاحات الأخرى التي يجرى تطويرها بالفعل مع إظهار نتائج واعدة، فالعديد من اللقاحات المرشحة والتي تخضع حالياً لتجارب سريرية في المرحلة الثالثة، لا تحتاج إلى مثل هذه المتطلبات الصارمة للتخزين البارد. 

وقالت شركات الأدوية مودرنا وجونسون أند جونسون وأسترازينكا، إنه يمكن الاحتفاظ بلقاحاتهم المضادة لفيروس كورونا المستجد في درجات حرارة تصل إلى "-20" درجة مئوية أو أعلى، مما يجعل توزيعها أسهل.

الجيل الثاني لـ "فايزر" 

وبحسب موقع بيرنس إنسايدر، تعمل شركة "فايزر" على تطوير جيل ثان من اللقاح يمكنه التغلب على قيود الحرارة. وقال كبير المسؤولين العلميين بالشركة، ميكائيل دولستين، خلال مقابلة بالفيديو مع الموقع الأميركي، "نحن نفكر في بعض الاحتمالات للجيل القادم من اللقاحات. بالنسبة لمرض "كوفيد-19" أعتقد أننا سنطرح العام المقبل لقاحاً في شكل مسحوق، ولا تحتاج نسخة المسحوق إلى درجات حرارة منخفضة للغاية مثلما هو حال الجيل الحالي". 

اقرأ المزيد

المزيد من صحة