بعد ظهور الأمير تشارلز في عدد شهر ديسمبر (كانون الأول) من مجلة فوغ البريطانية، حيث وصف أسلوبه باختيار ملابسه بأنه "يصيب من حين لآخر بالصدفة"، يوسع ولي العهد البريطاني آفاقه في تصميم الأزياء مرة أخرى هذا الأسبوع، مع إطلاقه تشكيلة بالتعاون مع متاجر Yoox Net-a-Porter الإلكترونية للأزياء الفاخرة.
ابتكار التشكيلة المتكاملة الفاخرة والمستدامة في الوقت نفسه، المكونة من 18 قطعة كانت نتيجة شراكة بين مؤسسة الأمير الخيرية الملكية "ذا برينسز فاونديشن" The Prince’s Foundation ومتجر الأزياء، وشهدت تدرب حرفيين شباب من المملكة المتحدة وإيطاليا على مهارات الحرف اليدوية التقليدية والأدوات الرقمية كجزء من "البرنامج الحديث لتكوين الحرفيين" The Modern Artisan Project.
وكانت النتيجة مجموعة تضم عشر قطع من الملابس النسائية وثماني قطع من الأزياء الرجالية مستوحاة من ليوناردو دافنشي و"المقاربة بين الفن والعلم" في أعماله، بالإضافة إلى الأسلوب الذي يفضله الزبائن الحاليون لمتاجر Yoox Net-a-Porter.
تشمل التشكيلة النسائية، التي تمكنت من أن تكون كلاسيكية وحديثة في آن معاً، بدلات جاهزة وبلوزة بلون الصدأ مزينة بشريطة كبيرة وفستان كحلي مشدود عند الخصر. كما تظهر ألوان مماثلة في قطع أخرى من التشكيلة، مثل سترة صوفية قرميدية اللون يمكن ارتداؤها مع سروال فضفاض.
يبدو إلهام دافنشي واضحاً في التفاصيل مثل الربطات، بينما يمكن التعرف على تقنياته في الثنيات والطيات والشرائط في القطع، وفقاً لتوصيف التشكيلة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التفاصيل الأخرى، مثل "السراويل الفضفاضة، والفساتين متوسطة الطول، والخصر المشدود والشرائط الكبيرة كانت خيارات تصميمية مستوحاة من تفضيلات زبائن مواقع Yoox Net-a-Porter البالغ عددهم 4.3 مليون شخص.
وتتميز التشكيلة الرجالية أيضاً بقطع تصلح لكل الأوقات، مثل معطف بلون ترابي فاتح، وبلوزة بيضاء بياقة عالية، وسترة صوفية حمراء داكنة ذات أزرار، حيث تتراوح القطع بين ملابس العمل الرسمية والخيارات البسيطة قليلاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما أسهمت البيانات المأخوذة من المستهلكين في تكوين تفاصيل الملابس الرجالية أيضاً، مثل إضفاء رباط على خصر سروال بسيط، بينما لعب "سحر دافنشي بالتفاصيل المعمارية" دور مصدر إلهام إضافي.
لابتكار التشكيلة، تعلم الحرفيون الشباب مهارات تقنية متقدمة في الإنتاج، مثل "الخياطة الصناعية وإعداد التصاميم ومراقبة الجودة"، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع الأقمشة الفاخرة بما في ذلك الصوف والكشمير والحرير، حيث صممت القطع في إيطاليا على أيدي طلاب من مدرسة "فاشن إن بروسس" التابعة لكلية الفنون التطبيقية في ميلان Politecnico di Milano’s Fashion in Process school، بينما نُفذت التصاميم في بريطانيا.
وناقش الأمير تشارلز في وقت سابق أهمية تدريس هذه المهارات، حيث قال لرئيس تحرير مجلة فوغ البريطانية إدوارد إنينفول، "يتمتع قطاع المنسوجات والأزياء البريطاني بأهمية كبيرة. لكن مشكلة القطاع هي أنه يتطلب استثماراً مستمراً في الشباب وتنمية المهارات الحقيقية".
لكن، وفي حين أن التشكيلة تحافظ على عنصر الفخامة من خلال الأقمشة المستخدمة فيها وخبرات صانعيها، إلا أن الاستدامة هي في صميم المشروع، إذ إنها قيمة يتبناها الأمير تشارلز منذ أكثر من أربعة عقود.
وقال أمير ويلز لـ إنينفول، "أنا أحد هؤلاء الأشخاص الذين سيقومون بإصلاح الحذاء (أو أي قطعة ملابس أخرى) إن كان ذلك ممكناً بدلاً من التخلص منها ببساطة".
ومن أجل تصميم تشكيلة أزياء يمكن "تناقلها عبر الأجيال"، تم اختيار "مجموعة من الذين يحترمون البيئة والموارد المتجددة".
واستخدمت المواد الطبيعية والعضوية في تصنيع كل قطعة حيثما أمكن ذلك، فقد صنع الكشمير والصوف في اسكتلندا والحرير العضوي الصديق للبيئة في شركة "تشينترو سيتا" للأقمشة في إيطاليا.
بالإضافة إلى ذلك، سيتمكن العملاء من معرفة المزيد عن القطع من خلال بطاقة تعريف رقمية مرفقة بكل واحدة منها، حيث توفر حكاية المنتج ومعلومات حول المواد المستخدمة فيه والحرفيين الذين صنعوه وكيفية العناية بالملابس بالطريقة المناسبة.
وقال أمير ويلز عن التشكيلة، "لقد تأثرتُ بشدة بالجهود والأفكار والرؤى التي أظهرها الحرفيون من المملكة المتحدة وإيطاليا. نأمل أنهم سيكتسبون قدراً كبيراً من المهارات وسيفهمون أساليب التصميم والتصنيع المستدامة التي يمكنهم تطبيقها على أعمالهم الخاصة أو في وظائفهم المستقبلية... العنصر الأساس بالنسبة إلي هو إعادة اكتشاف أهمية دور الطبيعة، وفهم مصادر المواد الطبيعية وكيف يمكن استخدامها بطرق مثيرة ومبتكرة. ففي النهاية، الطبيعة هي مصدر كل شيء".
وطرحت التشكيلة الجديدة للبيع عبر مواقع، يونكس Yoox وNet-a-Porter بري اه بورتيه وMr Porter وأوت نت The Outnet، اعتباراً من الخميس 12 نوفمبر (تشرين الثاني).
ستذهب أرباح بيع المجموعة بأكلمها إلى مؤسسة الأمير الخيرية الملكية لصالح تطوير المزيد من برامج التدريب على المنسوجات المتخصصة في الحفاظ على التقنيات (والحرف) التقليدية.
© The Independent
