Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما هو تحالف "شاي الحليب" في آسيا ومن أين أتت تسميته؟

حركة شبابية انطلقت عبر الإنترنت لتتوسع لاحقاً وتصبح عابرة للحدود

غضب الشارع في هونغ كونغ محوري في "تحالف شاي الحليب" (رويترز)

يتزايد الرفض الشعبي لنفوذ الصين على حكومات الشرق الآسيوي كـ"تايلاند وتايوان وهونغ كونغ"، مما جمع الشباب هناك في تحالف افتراضي هو "تحالف شاي الحليب" الذي يثور على نظامها وتدخلاتها في بلدانهم. فقد رفعت لافتات تحمل شعار التحالف الثلاثي الذي أسهم، أخيراً، في دعم التظاهرات والحراك لإيصال الأصوات المضادة للسياسة الصينية في بلادهم، وتحقيق الديمقراطية في الحكم دون تدخل أجنبي.

تحالف شاي الحليب

انتشر "تحالف شاي الحليب" بشكل واسع على الإنترنت بين ناشطين من تايلاند، وهونغ كونغ، وتايوان، منذ شهر أبريل (نيسان) الماضي. وبدأ  التحالف الشبابي يتبلور كحركة افتراضية معارضة على الإنترنت، رداً على عدد من الصينيين القوميين الذين شنوا هجوماً لاذعاً على مشاهير تايلانديين عبروا عن آرائهم في قضايا متعلقة بغضب الشارع في هونغ كونغ وتايوان. وكانت البداية مع تعليق الممثل التايلاندي الشاب فاتشيراويت تشيفاري على وسائل التواصل، يشير إلى هونغ كونغ كدولة مستقلة وليست جزءاً من الصين. ما أثار ردود فعل صينية واسعة. وتجاوز الأمر إلى دفاع مضاد من تايلانديين والوقوف بجانب تشيفاري. ما أدى إلى انطلاقة "تحالف شاي الحليب"، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام تايلاندية.

ويشير اسم التحالف "شاي الحليب" إلى 3 أنواع من المشروبات التقليدية الشهيرة التي تشترك فيها دول التحالف، وهي "شاي الفقاعات التايواني، وشاي الحليب في هونغ كونغ، والشاي المثلج التايلاندي"، وهي المشروبات التي لا تشتهر بها الصين.

واعتبر أستاذ العلاقات الدولية التايلاندي بونجو سدهيراك في حديث لوكالة "صوت أميركا" أن الحركة التي انتشرت في آسيا توضح التباين بين الرأيين الرسمي والشعبي في تلك الدول عن الصين ونظامها الحاكم.

وتستهدف الحركة الشبابية العابرة للحدود الضغط على الحكومات للحصول على الديمقراطية ونظام سياسي يستمع لمطالبهم ويحقق العدل.

ومع توسع الحركة وجذبها عدداً كبيراً من الشباب على الإنترنت، قال متحدث من السفارة الصينية في تايلاند، إن لدى الصين مبدأ واحد في تعاملها مع هونغ كونغ وتايوان لا يقبل الجدل، وإن الأحداث التي تدور على ساحة الإنترنت لا تعكس سوى التحيز والجهل. بينما علقت متحدثة باسم الحكومة التايلاندية على التحالف الافتراضي بأن الحكومة تحترم حرية التعبير، والمشكلة الحالية يجب ألا تؤثر على العلاقات بين الصين وتايلاند.

إلى أرض الواقع

أسهم التحالف الذي وُلِد على الإنترنت في تنظيم عدد من المسيرات في الدول الثلاث لإظهار التضامن بينها في ما تتعرض له من مشكلات وعوائق سياسية.

وعلى الرغم من أن "تحالف شاي الحليب" بدأ بتأثير طفيف ومحدود في نطاق مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصاً على "تويتر"، فإنه تحول إلى تحالف شبابي يضم عدداً لا يستهان به من النشطاء من البلدان الثلاثة، حيث يشير تحليل البيانات على تويتر إلى أن رمز "تحالف شاي الحليب" (#MilkTeaAlliance) قد تصدر التريند العالمي باستخدام الهاشتاغ في أكثر من 100 ألف تغريدة في يوم واحد، وقرابة 200 ألف مرة خلال أسبوع. ومع الفعالية الأولى للتحالف بعيداً عن الواقع الافتراضي في تنظيم مسيرة في أغسطس (آب) الماضي لدعم المظاهرات في تايلاند، حيث خرج مؤيدو الديمقراطية في هونغ كونغ في مسيرات داعمة للحراك المناهض للحكومة في تايلاند. وخرجت في تايبيه مسيرات مساندة للمظاهرات التايلاندية رُفع خلالها شعار "تحالف شاي الحليب". ويؤكد ناشطون أن هناك تضامناً ملحوظاً بين الجماعات المختلفة المؤيدة للديمقراطية في آسيا. مما يعكس جانب الصداقة والترابط بين هذه الدول وحركاتها.

ضد الحزب الشيوعي

يرى مراقبون أن العامل المهم الجامع للدول الثلاث، في ذلك التحالف، هو المعاناة من النظام الشمولي في الصين وتأثيرها على بلادهم والسلطة الإعلامية للحزب الشيوعي الصيني على تلك الشعوب والارتياب من سياساته. ويشير الناشط في هونغ كونغ جوشوا وونج إلى أن ميلاد "تحالف شاي الحليب" قد يسهم في حركة شعبية في عموم آسيا يهتم بالقضايا الاجتماعية في القارة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويصف الناشط السنغافوري روي نجريج، الذي يعيش في تايوان، الحكومة في بكين بالخطر الذي يهدد الديمقراطية في الإقليم برمته، كونها تعمل على فرض سياستها خارج حدودها. ويرى أن "تحالف شاي الحليب" منصة إلكترونية للشباب اليافع عبر إقليم جنوب شرقي آسيا لدعم التحركات السياسية كي يُظهِر وقوفه ضد بكين من دون خوف منها.

غير أن المتحدث باسم وزير الخارجية الصينية صرح بأن ذلك التحالف لا يمثل تهديداً كبيراً بالنسبة إلى الصين. وقال إن الأشخاص المؤيدين لاستقلال هونغ كونغ أو تايوان غالباً ما يكونون متواطئين على الإنترنت، وهذا ليس أمراً جديداً، فمؤامراتهم لا تنجح.

الاستفادة من الدروس

أنتج هذا التحالف علاقات داعمة وقوية بين حراك البلدان الثلاث، وعلى الرغم من اختلاف اللغات بين تايلاند وهونغ كونغ وتايوان، فإن وحدة الهدف جعلت الشباب يتواصلون مستخدمين الإنجليزية في تغريداتهم. وفي الآونة الأخيرة خرجت تظاهرات في هونغ كونغ أمام القنصلية التايلاندية مؤيدة مطالب التظاهرات في بانكوك. ووضعت مجموعة على "فيسبوك" من هونغ كونغ قائمة من الأشياء التي يمكن التبرع بها للمتظاهرين التايلانديين، منها معاطف المطر والميكروفونات.

وكان لحراك هونغ كونغ العام الماضي ضد السلطات الصينية فائدة بالنسبة إلى المتظاهرين في تايلاند، فقد استلهم المتظاهرون التايلانديون منه الحراك في هونغ كونغ عدداً من الدروس في تظاهراتهم، ومنها استخدام المظلات دروعاً والتواصل بالإشارات اليدوية للتحذير من حملات الشرطة المرتقبة واستخدام مجموعات المحادثة الآمنة وارتداء الخوذات والنظارات الواقية في مواجهة الغاز المسيل للدموع الذي تطلقه الشرطة.

خارج دول التحالف

هذا التحالف الذي جذب الانتباه إليه باسمه المبتكر ونسيجه الشبابي كسب دعماً وتأييداً من المشاركين على مواقع التواصل الاجتماعي من دول خارج التحالف. فقد غرد مواطنون من الفيليبين مستخدمين ذلك الوسم رافضين السياسات الصينية تجاه بلادهم. وبرز الاهتمام الغربي والأميركي بالتحالف من خلال تناول العديد من وسائل الإعلام قصته وآراء الشباب فيه. وظهرت لافتات تضع الهند ضمن "تحالف شاي الحليب" ضد النفوذ الصيني في المنطقة، بالتزامن مع احتفال السفارة الهندية لدى الصين بالعيد الوطني لتايوان، وإغراق الهنود وسائل التواصل الاجتماعي بتهنئة التايوانيين بالعيد الوطني بشكل غير مسبوق. ونقلت الوكالة المركزية للأخبار في تايوان أن نحو خمسين في المئة من التغريدات التي كانت تدعو إلى تأييد تايوان في انضمامها لمنظمة الصحة العالمية كانت من الهند.

المزيد من تقارير