Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رئيس تنزانيا جون ماغوفولي الأفقر بين حكام العالم

حمل القمامة مع شعبه خلال "عيد الاستقلال" و"حرقُ شيطان كورونا بالإيمان" أغرب قراراته

بعد فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية الأميركية ودخول المكتب البيضاوي، تقاسم التهاني مع الرئيس التنزاني جون ماغوفولي، القادم للرئاسة من حقول الفقر والبساطة والفلاحة، والذي شارك شعبه حمل القمامة في عيد استقلال البلاد، لكن يبدو أن كثيرين لم يسمعوا من قبل بالرئيس الذي يعتبر "الأقل دخلاً بين زعماء العالم"، أو لم يتنام إلى أسماعهم اتحاد "زنجبار" و "وتنجانيقا" عام 1964 ليدمج الاسمان معاً، ويطلق عليها جمهورية تنزانيا الاتحادية.

اقتحم ماغوفولي الذي تخرج في جامعة السلام متخصصاً بالكيمياء، دهاليز السياسة بعد فترة قصيرة من عمله كمعلم لمادتي الرياضيات والكيمياء، قبل أن يستقيل عام 1982. وقبل وصوله إلى سدة الرئاسة شغل مناصب وزارية في العمل والأراضي والمستوطنات البشرية والأسماك والثروة الحيوانية، في فترة تمتد من عام 2000 وحتى عام 2015، كما شغل منصب عضو في البرلمان التنزاني.

ماغوفولي (60 عاماً)، كسب السباق ونال ولاية ثانية لرئاسة بلد يطل على المحيط الهندي، بعد صراع انتخابي طويل مع منافسين آخرين، لكنه استطاع بفضل فترته الأولى أن يكسب أصوات الناخبين، بعد أن وجه لهم نداء عبر حسابه في "تويتر" قائلاً، "أطلب منكم التصويت لنتمكن من بناء تنزانيا جديدة"، وهو ما حدث حين نال أعلى الأصوات عدداً عبر صناديق الاقتراع، بسبب محاربته للفساد، وحتى قراراته التي توصف أحياناً "بالغريبة والمثيرة"، لكنها تبدو محل ترحيب لدى التنزانيين.


الكشف عن راتبه

جون ما غوفولي أو "البلدوزر" كما تلقبه وسائل الإعلام التنزانية، دفعته انتقادات واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2015 حين تولى الرئاسة إلى الكشف عن راتبه الشهري، وهو أمر بالغ الحساسية بالنسبة لرؤساء الحكومات، لكن تهم "إهدار المال العام" التي واجهها مع مسؤولين في حكومته جعلته يكشف عن راتبه البالغ 9 ملايين شلن تنزاني (4 آلاف دولار أميركي)، خلال كلمة ألقاها أمام مسؤولين محليين في العاصمة التنزانية دودوما، ليكون بذلك أقل الزعماء الأفارقة راتباً، بحسب وكالة رويترز، وهو أجر اعتبرته تقارير إعلامية "الأقل دخلاً من بين رؤساء دول العالم"، مقارنة برئيس أوروغواي السابق الأشهر خوسيه موخيكا، الذي يلقب "بأفقر رئيس في العالم"، حيث كان يتقاضى راتباً شهرياً مقداره 12 ألف دولار أميركي.

خفض رواتب المسؤولين

في خطابه الذي ألقاه وأسهم في زيادة شعبيته، قال ماغوفولي، "خفضت رواتب كبار مسؤولي الشركات الحكومية إلى 15 مليون شلن تنزاني (5700 دولار أميركي) شهري، وهو رقم يتجاوز راتب رئيس الدولة". ورداً على امتعاض بعضهم أجاب: "بإمكانهم الرحيل إن كانوا لا يريدون هذا الراتب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويرى الرئيس التنزاني المولود عام 1959، والمنحدر من عائلة ريفية لأب مزارع، أن اختلاس المال العام بات منتشراً في البلاد قبل توليه مقاليد الحكم، لكنه وقف بقرارات حازمة تجاه المصاريف الباذخة من وزراء الحكومة، بعد أن وضع قيوداً على سفر المسؤولين إلى الخارج، وخفض عدد الوزراء، وحد من المؤتمرات التي تقام في الفنادق عالية الكلفة، كما أمر أيضاً باستخدام 100 ألف دولار خصصت لافتتاح البرلمان، في شراء أسرّة لأكبر مستشفى في تنزانيا، بعدما وجد المرضى ينامون على الأرض، وكان رده على المعترضين: "لا يمكننا فعل هذا أو زيادة الرواتب، هناك كثير من المواطنين يعانون نقصاً في المياه والرعاية الصحية والكهرباء".

 


جمع القمامة

لا يبدو أنك شاهدت يوماً رئيس دولة أو ملكاً يشارك شعبه تنظيف الشوارع وحمل أكياس القمامة من قبل، لكن الرئيس التنزاني فعل هذا خلال حملة كبرى لتنظيف شوارع العاصمة القديمة "دار السلام"، وكانت المناسبة حينها هي احتفالات عيد الاستقلال في التاسع من ديسمبر (كانون الأول)، إذ كان من المقرر أن يحدث احتفال ضخم في باحة كبرى وسط أهازيج المؤيدين والأنصار، لكن ماغوفولي رفض كل هذه المظاهر، وآثر النزول إلى الشوارع وتنظيفها بعد أن أصدر قرار إلغاء الاحتفال بـ "يوم الاستقلال"، وجعل اليوم المصادف له يوماً وطنياً للنظافة، ونالت مشاهد الرئيس وهو يحمل النفايات اهتمام كثير من الناس والقنوات.

لا تعرف معنى أن تكون فقيراً

"لا تعرف معنى أن تكون فقيراً"، كانت الجملة التي يرددها الرئيس في خطاباته وأثناء حضوره المناسبات الرسمية، وهو يرتدي غالباً قمصاناً بسيطة وزاهية. يقول ماغوفولي "إنني من عائلة بسيطة وعشت في منزل مسقوف بالعشب". وكان تعهد في خطابات برنامجه الانتخابي بإنهاء أزمات بلاده الاقتصادية، والتوسع في إنشاء شبكات الطرق والقضاء على الفقر، وهي وعود نالت تأييداً شعبياً كبيراً.

قرارات غريبة ومثيرة

بائع الحليب والسمك في صغره من أجل قوت عائلته، يُعرف أيضاً بقراراته المثيرة والغريبة، كمنع الفتيات الحوامل من مواصلة الدراسة حتى بعد عملية الوضع، الأمر الذي أثار استياء منظمات حقوق الإنسان، لكنه ظل متمسكاً بقراره.


"كورونا شيطان سيحترق بالإيمان"

لم تكن تنزانيا الوادعة على ضفاف محيطات أقصى القارة الأفريقية بمنأى عن وباء كورونا الذي بدأت شرارته في مدينة ووهان الآسيوية، ولكن حين اجتاح البلاد لم تكن قرارات الرئيس بعيدة من الغرابة والإثارة، فقد خالف الإجراءات التي اتخذتها معظم البلدان، وبدلاً من فرض قرارات الإغلاق قام بفتح أبواب الكنائس والمساجد، ودعا الناس إلى الصلاة ثلاثة أيام، لأن الفيروس بحسب قوله "شيطان سيحترق، فهو لا يقوى على العيش في مكان المسيح"! وأضاف، "هذا وقت إيماننا"، وذلك خلال تصريحات أثناء إقامة قداس الأحد بالعاصمة الحالية دودوما، حين كان برفقة مصلين آخرين، بحسب ما نقلته شبكة "بي بي سي".
ليس هذا وحسب، بل أطلق وصفات علاجية قال إنها من الأدوية الناجعة التي تناولها ابنه حين أصابه الفيروس، وتتكون من "الليمون والزنجبيل". هذه التصريحات قابلتها السفارة الأميركية ببيان شديد الغضب قالت فيه "إن الحكومة لم تكشف بعد عن أرقام المصابين الحقيقية"، حين دعته إلى مواجهة الوباء.
وبرر الرئيس قراراته "بأن مشاريع البنى التحتية مثل بناء محطات الكهرباء الجديدة وبناء الطرق كانت ستتوقف، وإذا ما اتخذنا قرار الإغلاق فكيف سنطعم هؤلاء الأفراد؟ اقتصادنا يشكل أولوية قصوى، ولا يجب أن نقف ليحكمنا المرض". وفق ما نقلت عنه وكالة "أسوشيتد برس".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات