Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زميل جونسون السابق في الحكومة ينعته بـأمهر الكاذبين في الحياة العامة

هجوم عنيف على شخصية رئيس الوزراء البريطاني يشنّه منافسه السابق على رئاسة الحزب روري ستيوارت

هجوم لاذع على بوريس جونسون من قبل أحد زملائه السابقين (غيتي)

شنّ الوزير السابق روري ستيوارت هجوماً عنيفاً على بوريس جونسون نعت فيه رئيس الوزراء فيه بـ"شخصية عديمة الأخلاق" وبـ"أمهر الكاذبين في الحياة العامة".

وقال ستيوارت الذي خسر المنافسة على رئاسة حزب المحافظين العام الماضي أمام جونسون الذي طرده بعدها من الكتلة النيابية لحزب المحافظين، إن رئيس الوزراء يظهر افتقاراً "صادماً" للقيم التي يُثمَّن وجودها عادةً  في السياسيين.

وعدّد سلسلة من الأحداث التي وقعت حين عمِل تحت إمرة جونسون في وزارة الخارجية لم يلتزم خلالها وزير الخارجية آنذاك بمشاريع كان قد تعهّد بدعمها.

ونشر ستيوارت هذه التعليقات في الملحق الثقافي لصحيفة تايمز ضمن مراجعته لكتاب توم باور، "المقامر" (The Gambler)، الذي يروي سيرة حياة السيد جونسون.   

وفي معرض رفضه لرواية باور التي قدمت وصفاً لطيفاً جداً عن شخصية جونسون، قال ستيوارت إن رئيس الوزراء وصل إلى أعلى المراتب في الحياة السياسية عبر تباهيه بـ"قصور ثوابته الأخلاقية" بدل التستر عليها، والتصرّف كأنه "سيّد سوء الحكم" من أجل استغلال قلة ثقة الشعب بالنخب. 

وقال إن "جونسون… أمهر من أتقن الكذب في الحياة العامة- وربما يكون أمهر كاذب تولّى منصب رئيس الوزراء".

"لقد أتقن استخدام الخطأ والحذف والمبالغة والتحجيم والمراوغة والنكران الكامل. كما تمرّس في فنون السفسطائية والحشو والمساواة الخاطئة والتشبيه الخاطئ. وهو ماهر بالدرجة نفسها في الدعابة الساخرة والأكذوبة والكذب الصريح، والكلام المراوغ ونصف الحقائق، والكذب المبالغ فيه والكذب المفضوح والكذب المراوغ، الذي قد تثبت صحته عن غير قصد".

وأضاف وزير التعاون الدولي السابق أن جونسون زعم أنه يستمدّ الإلهام من الفيلسوف الإغريقي أرسطو وحاكم أثينا بيريكليس لكن "افتقاره لكثير من ... الفضائل التي عدّدها أرسطو- الاعتدال والسخاء (يُعرف عنه بأنه لا يحبّذ فتح محفظته)، والطموح الواقعي، والصدق أو التواضع- صادم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال ستيوارت إنه عندما كان جونسون وزيراً للخارجية طلب منه أن يقوم بالمزيد من أجل قضية "الحيوانات الكبيرة المحبوبة" (charismatic megafauna) قبل أن يرفض مقترحاً لمشروع مشترك مع وكالة التنمية الألمانية من أجل حماية الفيلة في زامبيا معلقاً "ألمان؟ ناين ناين" (كلا بالألمانية وفيها عادة شيء لدى استخدامها في بعض الأوساط الإنجليزية).

وبعد أن طلب منه "تسوية موضوع ليبيا" قال السيد ستيوارت إن جونسون "ما عاد مهتماً" حين قُدمت له خطة بشأن هذا الموضوع. كما أضاف أن جونسون لم يقبل أبداً بدعم صندوق معنيّ بالتراث الثقافي مع أنّه قال إن ذلك "هو الأمر الوحيد الذي يهمّني في العالم حرفياً".

وشرح ستيورات أن كذب جونسون، وعلى خلاف غيره من السياسيين، بدا كأنه "لا يحمل نيّة سياسية واضحة" وأن قراراته غالباً ما ناقضت نواياه المزعومة.

وسأل ستيورات "أهي حساسية من التفاصيل التي تسببت، حتى بعد مرور سنتين ونصف على تصويت بريكست، باستمرار معاناته من أجل فهم الاتحاد الجمركي، وإغفاله عن رؤية مسألة الحدود الإيرلندية، وتكراره بأن الفترة الانتقالية قد تمرّ من دون اتفاق؟ لماذا لم يدرك ما قد يترتّب على فيروس كورونا في فبراير (شباط)؟". 

كان رئيس الوزراء قد ادّعى في وقت سابق بأنه ضحية علّة "أكرازيا" الكلاسيكية- أي أنه يدرك ما هو التصرف الصحيح لكنه يتصرّف عكس ما يمليه عليه حكمه الرشيد بسبب قلة ضبط النفس، كما كتب السيد ستيوارت.  

إنما أضاف "من الصعب القبول بأنه في كل حالة يؤيد السلوك الجيد وينوي القيام به لكنه يحبط إنجازه ويمنع نفسه عنه- يدل أنه في الواقع لديه معتقدات وأولويات ونوايا مختلفة جداً".

لكنه تابع قائلاً " يقارن جونسون نفسه غالباً ببيريلكيس لأنه يتمتع مثله بالخطابات الجيدة والمشاركة الديمقراطية، والأساس الضخم والشهرة".

"لكن بيريكليس بنى معبد البارثينون وليس خطّ تلفريك الإمارات Emirates Cable Car (الذي يربط بين ضفتي نهر التايمز). وإن قام، مثل جونسون، برهانٍ (مع أحدهم) قيمته ألف جنيه استرليني (حوالي 1300 دولار أميركي)، وخسره، لرغب في دفعه وبأن يُعرف عنه أنّه دفعه (بدل إرسال مغلّف لماكس هايستينغز مع ملاحظة كُتب عليها 'الشيك موجود في الداخل' فيما لا يوجد في الداخل شيكاً)". 

وقال ستيوارت إن جونسون يفتقر إلى حسّ الشرف الشخصي والوطني الذي أظهره بيريكليس ورؤساء وزراء سابقون مثل ويليام غلادستون ووينستون تشرشل.

وقد أظهر عوض ذلك، عن صفات "المرونة وانعدام الحياء والمكر" التي تميّز بها بطل أسطورة نرويجية قبض على السلطة من خلال الغش وإحراج وهزيمة رموز السلطة. 

وتابع ستيوارت أنه بدلاً أن يكون جونسون فيلسوفاً كلاسيكياً، فهو "شخصية غير أخلاقية تعمل ضمن ثقافة قاتمة أكثر وأقسى".

"ومن مصلحته- ومصلحة أشباهه من السياسيين حول العالم- أن يجعل تلك الثقافة أقسى بعد. لكن ما لم نبدأ بترميم مؤسساتنا السياسية وتنشئة مجتمع يركّز أكثر على الفضائل الشخصية والسياسية، سوف يكون لدينا ما نخشاه أكثر من (أمثال) جونسون". 

© The Independent

المزيد من الأخبار