Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خفض استهلاك اللحوم أساسي للوفاء بأصعب الأهداف المناخية

ترى دراسة حديثة أن تحولا عالميا إلى "نظام غذائي غني بالنباتات" سيوفر أكبر انخفاض في انبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عن إنتاج الأغذية

استهلاك اللحوم والألبان يمثل 14.5 في المئة من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة (غيتي)

خلصت دراسة صدرت حديثاً إلى أن العالم يعجز عن بلوغ أهدافه الأكثر طموحاً المتصلة بأزمة المناخ من دون استهلاك الناس كميات أقل من اللحوم.

الدراسة، المنشورة في مجلة "ساينس" Science، تسلط الضوءعلى كيفية الاستفادة من إستراتيجيات مختلفة تتضمن النظام الغذائي لخفض مستويات انبعاثات غازات الدفيئة (التي يسهم تركيزها في الغلاف الجوي في تفاقم ظاهرة الاحترار العالمي). من بين تلك الخطط، تحول عالمي إلى نظام غذائي "غني بالنباتات"، والحد من هدر الطعام، والاتجاه نحو مزيد من الكفاءة في زراعة المحاصيل وتربية المواشي.

وفق نتائج البحث، حتى لو وضع حد لانبعاثات الوقود الأحفوري في الحال، فسيلزم إدخال تغيير معين على النظام الغذائي من أجل إبقاء الاحترار العالمي أقل من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي، وهو الهدف الأكثر تفاؤلاً في "اتفاق باريس للمناخ".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"من دون تغيير الأنظمة الغذائية، سنعجز على الأرجح عن تحقيق الهدفين المتمثلين في إبقاء الارتفاع في درجات الحرارة دون مستوى 1.5 درجة مئوية خلال 30 إلى 45 سنة، وأقل من درجتين مئويتين في غضون مئة سنة، وذلك حتى لو أوقفنا فوراً جميع المصادر الأخرى للانبعاثات"، هذا ما أدلى به لـ"اندبندنت" الدكتور مايكل كلارك الباحث الرئيس في الدراسة، وباحث في قسم الأثر البيئي للغذاء في "جامعة أكسفورد" University of Oxford.

وأضاف قائلاً "أي تغيير ليس كافياً بمفرده. إذا كنا نتوخى الجد بشأن تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية، فنحن في مرحلة تحتم علينا أن نبذل كل جهد ممكن".

في الوقت الحاضر، يسهم إنتاج الغذاء في نحو ربع الانبعاثات العالمية من الغازات الدفيئة، ويمثل استهلاك اللحوم والألبان تحديداً 14.5 في المئة من مجموعها الكلي.

معلوم أن إنتاج اللحوم الحمراء يعد عملية ملوثة بصفة خاصة. يرجع ذلك بدرجة كبيرة إلى أن الأبقار والأغنام حيوانات "مجترة"، لذا تتجشأ كميات كبيرة من غاز الدفيئة الميثان، عند هضم الطعام.

كذلك تنشأ انبعاثات إضافية من غازات الدفيئة عند اجتثاث الأراضي الحرجية بغرض توفير مساحة لرعي الماشية أو لزراعة أعلاف للحيوانات.

بواسطة نماذج حاسوبية، يستكشف البحث الجديد كيف يمكن لخمس إستراتيجيات مختلفة أن تساعد في خفض نسبة الانبعاثات المتولدة من إنتاج الغذاء على الصعيد العالمي. ويضع افتراضاً مفاده أن كل إستراتيجية "اعتمدت بصورة تدريجية" على العامين 2020 و2050.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تتضمن الإستراتيجية الأولى تحولاً عالمياً إلى "نظام غذائي غني بالنباتات" يتألف من كمية كبيرة من الفاكهة والخضراوات الطازجة والحبوب الكاملة، فضلاً عن حصة معتدلة من منتجات الألبان والبيض واللحوم.

ويندرج ضمن الإستراتيجيات الأربع الأخرى تحول العالم إلى تناول الأطعمة الصحية، وفي هذا السيناريو يلتزم الجميع بكمية السعرات الحرارية الموصى بها يومياً؛ واعتماد دولي على تقنيات تسمح بالحصول على مردود أكبر من المحاصيل؛ وتخفيض بنسبة 50 في المئة من كمية الطعام المهدور على الصعيد العالمي، وانتقال شامل إلى الزراعة العالية الكفاءة.

إضافة إلى ذلك، وجد البحث أن التحول إلى نظام غذائي مليء بالنباتات سيتيح القدر الأكبر من الوفورات المرتبطة بأي إستراتيجية منفردة.

وهذا السيناريو لوحده سوف يمنح العالم فرصة بنسبة 50 في المئة تقريباً لإبقاء الاحترار العالمي دون 1.5 درجة مئوية، ولكن بشرط وقف جميع الانبعاثات الأخرى الناجمة عن الوقود الأحفوري في الحال.

ولتعزيز فرصة بلوغ هذه الغاية، يحتمل أن يقتضي الأمر اتباع الإستراتيجيات الخمس كافة، علاوة على تغييرات شاملة إضافية في قطاعات مثل "النقل، والطاقة، والصناعة"، وفق البحث.

"الوقت عنصر جوهري"، يقول الدكتور كلارك لصحيفة "اندبندنت". "كلما طال الانتظار توجب أن تكون التغيرات أكثر صرامة وشدة. حري بنا الشروع في تنفيذ تلك السياسة الآن، فمن الناحية المثالية حبذا لو فعلنا ذلك قبل 10 سنوات"، وفق تصريحه.

ولكن الدكتور كلارك رأى أن وضع سياسات ترمي إلى تشجيع الناس على الحد بشكل كاف من استهلاكهم اللحوم وإهدارهم الطعام سيكون "تحدياً حقيقياً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف الباحث، أن تلك السياسات يمكن أن تشمل وضع ملصقات بيئية على الأغذية بغية تزويد المستهلكين بالمعلومات حول الانبعاثات التي يخلفها إنتاج الغذاء.

يظهر البحث أن العالم "يحتاج إلى تقليص الانبعاثات المرتبطة بالغذاء بقوة وعلى نحو سريع"، هذا ما قالته أيضاً في تصريح لـــ"اندبندنت"، الدكتورة هيلين هاروات، زميلة بحوث متقدمة في "المعهد الملكي للشؤون الخارجية" (تشاتام هاوس) وزميلة في قسم سياسة الغذاء والمناخ في كلية الحقوق بـ"جامعة هارفارد" Harvard Law School، التي لم تشارك في الدراسة.

وتابعت موضحة "يتسم ذلك بأهمية خاصة إذا كنا نريد أن نتفادى تجاوز الارتفاع في حرارة الأرض حدود 1.5 درجة مئوية في العقد المقبل، أو نحو ذلك. صحيح أن التحول إلى أنماط أكل قائمة على النباتات يمثل الجزء الأكثر أهمية، بيد أنه ليس الجزء الوحيد. يجب أن نرى إدراجاً هادفاً للنظم الغذائية في إطار التزامات معدلة تجاه اتفاق باريس للمناخ خلال العام المقبل".

نتائج البحث تؤكد الحاجة إلى "تحول جذري في نظام الغذاء"، برأي البروفيسور بيت سميث، رئيس قسم علوم النبات والتربة في "جامعة أبردين" University of Aberdeen البريطانية، لـ"اندبندنت".

وقال في هذا الصدد "هذه ليست أول دراسة تظهر أن التغيير في النظام الغذائي، بعيداً عن اللحوم ومنتجات الألبان، ضروري لتحقيق الهدف المناخي 1.5 أو 2 درجة مئوية".

"تبين هذه الدراسة بشكل جيد، على الرغم من ذلك... فإنه حتى في حال الوقف الفوري للانبعاثات الناتجة عن احتراق الوقود الأحفوري، فإن نظامنا الغذائي الحالي سيدفعنا بعيداً عن تلك الأهداف"، وفق البروفيسور سميث.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة