Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب مقاتل قارع تقاليد واشنطن ويرفض الاستسلام

رجل الخيارات البديلة حقق إنجازات اقتصادية وسياسية ولم يسعفه فيروس كورونا للتباهي بها

في ولاية نيويورك ولد دونالد ترمب، ومنها صعد مالك عقارات تشهد له ناطحات المدينة التي لا تنام، ونجماً تلفزيونياً اشتهر بتوجيه عبارة "أنت مطرود" لضيوفه. ومن واشنطن، على بعد ساعات من مسقط رأسه، تولى الإدارة الأميركية وسعى لتجديد ولايته ولا يزال يؤكد فوزه في الاستحقاق الرئاسي، ويؤكد عزمه نقل ملف الانتخابات إلى المحكمة العليا لحسم القضية. لكن إذا ما ثبتت خسارته سيودّع رجل الأعمال المخضرم، منصب رئيس الولايات المتحدة، بعد مسيرة سياسية تخللتها إنجازات لم يسعفه فيروس كورونا للتباهي بها، ومعارك كلامية سخّر نيرانها لمهاجمة الإعلام وخصومه وأعضاء إدارته من رفقاء الأمس، وأعداء الحاضر.

ومنذ عام 1933، لم يخسر من بين جميع الرؤساء الذين تعاقبوا على البيت الأبيض حملة إعادة الانتخاب سوى ثلاثة رؤساء فقط هم جورج بوش الأب وجيمي كارتر وجيرالد فورد، وسينضم إليهم دونالد ترمب، إذا خسر المعركة في المحكمة العليا، محمّلاً بمخرجات سياسية لاقت ترحيب بعض حلفائه، لكن يبدو أنها لم تكن كافية لإنقاذه من تبعات الوباء الذي ألقى بظلاله على صناديق الاقتراع.

رجل الخيارات البديلة

تلقى ترمب المولود في كوينز نيويورك، في 14 يونيو (حزيران) 1946، تعليمه بمدرسة كيو فوريست، وعندما كان في الثالثة عشرة، أرسله والده المتحدر من مهاجرين ألمان إلى أكاديمية نيويورك العسكرية حيث حصل على درجة الشرف، ويباهي ترمب على الدوام بدراسته الاقتصاد في جامعة بنسلفانيا، كما لم يخلُ كتابه "فن الصفقة" أو فعاليات حملته الانتخابية من تنويه بإنجازاته الأكاديمية.

لكن الرئيس الأميركي الخامس والأربعين واجهته متلازمة الخيارات البديلة، فعندما رُفض من جامعة جنوب كاليفورنيا، التحق بجامعة فوردهام في حرمها بحي برونكس في نيويورك، ودرس فيها لمدة عامين، قبل أن ينتقل إلى كلية وارتون للأعمال في بنسلفانيا. وعلى صعيد حياته المهنية، لم يكن ترمب في البداية مولعاً بمجال العقارات، بقدر شغفه في أن يكون منتجاً سينمائياً وفقاً لمجلة "نيوزويك".

واستغل وضعه كطالب جامعي، لتجنّب الخدمة العسكرية في حرب فيتنام، وتورد صحيفة "واشنطن بوست"، أن "ترمب تجنّب التجنيد وإمكانية إرساله إلى القتال في حرب فيتنام من خلال الحصول على أربعة تأجيلات منفصلة حتى يتمكن من البقاء في جامعتي فوردهام وجامعة بنسلفانيا". وعلى الرغم من إمكانية تجنيده فور تخرجه، فإنه فشل في اجتياز الفحص البدني للقوات المسلحة في 17 سبتمبر (أيلول) 1968، بسبب وجود عظام صغيرة في قدميه تسمّى "نتوءات الكعب".

عشاء المراسلين الذي أشعل إصرار ترمب

اقتحم ترمب دهاليز السياسة بشكل سطحي في الثمانينيات الميلادية، ثم ترشح للانتخابات الرئاسية مرتين وتراجع بسبب التأييد الخجول. وبعد إعلانه خوض السباق الرئاسي عام 2000، ممثلاً لحزب الإصلاح الأميركي، انسحب بعد ملاحظته ضعف قاعدته الشعبية التي تؤهله للمنافسة، وبعد مرور 12 عاماً، صاحبتها تحولات مهمة منها انضمامه إلى الحزب الجمهوري، قرر خوض المعركة، لكنه تراجع مرة أخرى.

وعام 2011 أطلّ ابن نيويورك في مقابلات تلفزيونية، ليعرب عن رغبته في الترشح للرئاسة، واجتذب الأضواء كعادته بعد أن جدد شكوكاً تعود جذورها إلى عام 2008، بشأن أصول الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وأطلق تكهنات في مقابلة مع برنامج "صباح الخير أميركا"، مفادها بأن الرئيس الرابع والأربعين ربما يكون مسلماً وليس مسيحياً، في إشارة إلى أن أوباما حاول إخفاء ديانته الحقيقية عبر حجب شهادة ميلاده.

ولم يدم الجدل حينها لأسابيع حتى دعا أوباما في أبريل (نيسان) 2011 إلى مؤتمر صحافي في البيت الأبيض للإفراج عن شهادة ميلاده، واصفاً القضية المثارة بأنها "إلهاء مدفوع من أشخاص يريدون توجيه اهتمام العامة إلى الشؤون الأقل أهمية"، في إشارة ضمنية إلى ترمب، الذي لم تمنعه سخرية الرئيس الديمقراطي من المفاخرة لاحقاً بإجباره على نشر الوثيقة، منوّهاً بضرورة فحصها للتأكد من صحتها.

وبعد ثلاثة أيام، انتقل العداء بين الرئيسين إلى مأدبة عشاء المراسلين في البيت الأبيض، حيث قال أوباما متهكّماً من ترمب الحاضر، "أعلم أنه تعرض لبعض الانتقادات في الآونة الأخيرة، لكن لا أحد أكثر سعادة وفخراً للتخلص من مشكلة شهادة الميلاد (من ترمب)، إذ إنه الآن يمكنه العودة إلى الأسئلة المهمة، مثل هل زيّفنا الهبوط على القمر؟، وما الذي حدث في روزويل؟ وأين بيغي وتوباك؟"، وروزويل هي حادثة وقعت في نيو مكسيكو عام 1947، حين تحطّم بالون مراقبة عسكري للقوات الجوية في مزرعة مواشي، وتصاعدت مزاعم تشير إلى أنها سفينة فضائية آتية من خارج كوكب الأرض.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في هذا الحفل، الذي حضره صناع السياسات وكبار الصحافيين في واشنطن، تلقّى ترمب اللكمة تلو الأخرى، بينما تتعالى الضحكات، وتتنقّل الكاميرات بانتظام منه وإليه، وهو يهز رأسه، وترتسم على وجهه ابتسامة قسرية. وعلى الرغم من تلك التجربة التي آذت مشاعر الملياردير الناجح، فإن أهميتها وفقاً لمقربين وصفوا كواليس ما بعد المأدبة، تمثلت في أن حرص ترمب على الفوز بالرئاسة تعاظم، وأخذ منحى مختلفاً يتمحور حول إعادة الاعتبار لشخصيته الطموحة.

وبعدما أصبح ترمب المتمرس في الإعلام وحديث العهد بألاعيب السياسة، أكثر جاهزية لمقارعة سياسيي واشنطن التقليديين، أعلن في 2016 استعداده لخوض غمار الانتخابات الرئاسية ممثلاً للحزب الجمهوري، وتفوّق على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بواقع 306 أصوات حصدها في المجمع الانتخابي، ليصبح الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة.

مواقفه السياسية

وفي الوقت الذي خشي مراقبون من سياسات ترمب التي يصعب التنبؤ بها، تبنى الرئيس الـ45، سياسة لم يغلب عليها التهوّر، فقد بدت علاقته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين جيدة، وأشاد بالرئيس الصيني شي جينبينغ، على الرغم من خلافات "هواوي" وأزمة كورونا، وصار بفضل سياساته المرنة الرئيس الأميركي الأول الذي يطأ أراضي كوريا الشمالية في 2019، حين التقى زعيمها كيم جونغ أون في المنطقة المنزوعة السلاح عند الحدود بين الكوريتين.

ومن أهم ملامح السياسة الخارجية في عهد ترمب، تركيزه على الشأن الداخلي وتحسين النمو الاقتصادي وتوجيه أي تعاون دولي ليصبّ في مصلحة هذه الأهداف، ولذلك اتجه إلى سحب الولايات المتحدة من الاتفاقات والالتزامات الدولية التي يقول إنها تهدر الموارد الأميركية، ولم يكن على وفاق تام مع حلفائه الأوروبيين، وضمنت موازنته المقترحة قطع المساعدات الخارجية وجعلها مشروطة بالامتثال للسياسات الأميركية.

وتوعّد بإنهاء الصراع العسكري في الشرق الأوسط وكبح جماح إيران، متبنّياً سياسة الضغط القصوى لإجبارها على الكف عن الممارسات التي يصفها حلفاء واشنطن في الخليج بـ"العدائية"، كما هدد الرئيس الجمهوري بالخيار العسكري ردّاً على أي تهور من جانب النظام في المنطقة، لكنه اكتفى بتشديد العقوبات التي عمّقت جراح الاقتصاد الإيراني، ولم تستطع إدارته أمام مجلس الأمن تمديد حظر بيع الأسلحة لطهران.

وفي الوقت الذي تتزايد مخاوف الأميركيين من صعود التنين الصيني كقوة اقتصادية وعسكرية تبتز الولايات المتحدة، انتهج ترمب سياسة المواجهة مع بكين لحماية العمال وتقليل العجز التجاري، وقال إن ممارساتها تضرّ الاقتصاد الأميركي، بما فيها سرقة الملكية الفكرية وخفض قيمة اليوان ودعم الصادرات والتجسس الاقتصادي، وأخيراً، اتهمها بنشر فيروس كورونا.

ويشكّك ترمب بشكل متكرر في نتائج البحث العلمي حول تغير المناخ ودور البشر فيه، داعياً إلى تطوير إنتاج الوقود الأحفوري في الولايات المتحدة، كما ألغى لوائح بيئية وضعها رؤساء سابقون، وسحب بلاده، الأربعاء الماضي، من اتفاق باريس للمناخ، وفي زيارة تفقدية لكاليفورنيا بعد الحرائق التي اجتاحت الولاية في سبتمبر (أيلول) الماضي، وجّه اللوم إلى الإدارة السيّئة للغابات بخلاف حاكم الولاية الذي اعتبر التغير المناخي هو السبب.

وأخيراً، أعادت خطة ترمب للسلام في الشرق الأوسط إحياء التقارب العربي مع إسرائيل، ودخلت دولتان خليجيتان هما الإمارات والبحرين في اتفاق سلام مع تل أبيب منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، كما انضمت الخرطوم في أكتوبر (تشرين الأول) إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، في خطوة شجعت الإدارة الأميركية على البدء بإجراءات رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب.

اتهامات بتأجيج الانقسام

شهد عهد الرئيس دونالد ترمب انقساماً شعبياً فاقمه تفشي فيروس كورونا الذي لم تستطع إدارته احتواءه طيلة الأشهر الماضية، وسط اتهامات الديمقراطيين للرئيس الجمهوري بتقليله من خطورة الوباء الذي أودى بحياة أكثر من 232 ألف شخص، وأدى إلى ارتفاع معدلات البطالة إلى مستويات غير مسبوقة، منذ انتشاره في مارس (آذار) الماضي.

وفي الوقت الذي اتهم الديمقراطيون ترمب بإشعال الفتنة والانقسام بين الأعراق بسبب سياساته، معارضين إنزال قوات الشرطة والحرس الوطني للتصدي لمظاهرات الصيف الماضي المناهضة للعنصرية، راح يؤكد أن تطبيق القانون والنظام أولويته، ولم يتردد في طلب عناصر إضافية لإرساء الأمن والاستقرار. وبينما يرى مراقبون أن استجابته الحازمة زادت حظوظه الانتخابية، يعتبر آخرون أن موقفه السلبي من تلك الاحتجاجات زعزعت مكانته لدى الناخبين من أصول أفريقية.

كما عرف ترمب بسياساته الصارمة بشأن الهجرة التي أثارت جدلاً تصاعد في أبريل (نيسان) الماضي، بعد توقيعه أمراً تنفيذياً يحظّر الهجرة إلى الولايات المتحدة بشكل مؤقت لمدة 60 يوماً قابلة للتجديد بقصد حماية وظائف المواطنين في ظل التداعيات الاقتصادية لوباء كوفيد – 19، الذي رمى ملايين الأميركيين في هاوية البطالة. وأوضح أن الأمر التنفيذي لن ينطبق إلا على المهاجرين الذين يسعون إلى الحصول إقامة دائمة في الولايات المتحدة، أو ما يسمّى "غرين كارد"، في إشارة إلى الراغبين في الاستفادة من البطاقة الخضراء.

ترمب وزيجات ثلاث

تعدّ أسرة ترمب المكونة من خمسة أبناء ولدوا لثلاث زوجات مختلفات وعشرة أحفاد، جزءًا من عائلة كبيرة تعود جذورها إلى ألمانيا. وينشط أبناء الرئيس الأميركي في مجال العقارات والترفيه والأعمال والسياسة، بخاصة مع بروز الدور الذي تلعبه إيفانكا ترمب في الحملة الانتخابية، ومساعي السلام في الشرق الأوسط التي يقودها زوجها جاريد كوشنر.

الصعود المفاجئ لدونالد ترمب مرشحاً للرئاسة ومن ثم سيّداً للبيت الأبيض، رافقته تساؤلات كثيرة حول حياته الشخصية والأسرية، وعندما احتدم الصراع بين الديمقراطيين والجمهوريين عام 2016، تصدّر اسمه العناوين بجوار أسماء سيدات كثر، وعلى الرغم من توالي اتهامات التحرش الجنسي، ظل الرئيس الجمهوري صامداً، لينتزع انتصارات معنوية أمام خصومه من الصحافيين ومترصّدي فضائح الرؤساء، الباحثين عن بيل كلينتون جديد.

وبعيداً من مزاعم العلاقات الغرامية، التي لاحقته، يُتهم الرئيس الأميركي بعدم الإخلاص في زيجاته الثلاث، التي كان أطولها ارتباطه بعارضة الأزياء التشيكية وسيدة الأعمال إيفانا ترمب في عام 1977، حين انخرطت للمساهمة في تجارة العائلة، ولعبت دوراً محورياً في إدارة كازينوهات زوجها في أتلانتيك سيتي.

وواجه زواجه من إيفانا تحدياً بعد انتشار شائعات عن علاقة غرامية بين ترمب والممثة الأميركة مارلا مابلز، ووصف الرئيس تلك الفترة بأنها "أحلك أيام حياته"، نظراً إلى الآثار المالية والضغط العاطفي للانفصال عن امرأة كان يعيش معها لمدة 15 عاماً، واضطر ترمب في نهاية المطاف إلى دفع 25 مليون دولار كجزء من تسوية الطلاق، ويُعتقد أنه وإيفانا يحافظان اليوم على علاقات جيدة، بخاصة أن لهما ثلاثة أبناء هم دونالد جونيور وإيفانكا وإريك.

وبعد اكتشاف الزوجة الأولى للعلاقة السرية بين ترمب ومابلز، عقدا قرانهما بعد أشهر قليلة من إنجابها تيفاني عام 1993، قبل أن ينفصلا بحلول عام 1997، وتمت إجراءات الطلاق رسمياً في عام 1999.

أما الزيجة الثالثة، فكانت بطلتها عارضة الأزياء السلوفينية ميلانيا كناوس، التي ربما لم يخطر في بالها يوماً أن تصبح السيدة الأولى للولايات المتحدة. التقى الزوجان النافذان في ملهى ليلي في مانهاتن، وبعد فترة من المواعدة، تزوجا وأنجبا طفلهما الوحيد بارون في 2006. ومنذ دخولهما البيت الأبيض، تحوم الإشاعات حول مشكلات في زواجهما وتذمّر السيدة الأولى من المهمات الرئاسية.

رجل الأعمال والنجم التلفزيوني

لم تكن حياة الشهرة والأضواء جديدة على ترمب حينما تولّى منصبه، فهو الابن الرابع للملياردير فريد ترمب الذي ترك لدونالد وأشقائه إمبراطورية في مدينة نيويورك من خلال تشييد مبانٍ للطبقة الوسطى في الأحياء الشعبية. واستهل ترمب تجارة العقارات عقب اقتراضه مليون دولار من والده، بعدها دخل شريكاً في إدارة ثروات أبيه التي كانت بغالبيتها عقارات ومشاريع بناء في نيويورك، ومن ثم أصبح مديراً عاماً للشركة التي أطلق عليها اسم "منظمة ترمب" عام 1971.

وكان عمل ترمب في البداية مرتكزاً على الطبقة المتوسطة أسوة بأبيه باستئجار المساكن في بروكلين وكوينز وستاتن آيلاند. وعام 1971، نقل مقر إقامته إلى مانهاتن، حيث بدأ العمل على مشاريع بناء كبيرة جاذبة، كافح من أجل إقامتها للحصول على تنازلات حكومية لخفض الضرائب، مقابل استثماراته التي عادت بالنفع على المنطقة وسكانها.

ونشط الرئيس الأميركي في بناء ناطحات السحاب والمباني الكبرى والفنادق الفخمة ونوادِ القمار، وأشهر أبراجه ناطحة السحاب في مانهاتن المؤلفة من 68 طابقاً. وما بين 1996 وعام 2015، تمكّن من النجاح في عالم تلفزيون الواقع، ومن أشهر برامجه "المتدرب" على شبكة "إن بي سي" وبرنامج مسابقة "ملكة جمال الكون" ومسابقة "ملكة جمال فتيات أميركا"، كما يمتلك سلسلة متاجر باسمه.

خيارات ترمب بعد البيت الأبيض

وعلى الرغم من تحفّظ الرئيس الأميركي على الطرق التي سيسلكها عند مغادرة البيت الأبيض، فمن المستبعد أن ينكفئ بصمت ويبتعد عن الأضواء، وقد يعود إلى عالم التلفزيون من بوابة برامج الواقع التي زادت من شهرته، أو من خلال تأسيس شبكة تلفزيونية تنافس محطتي "فوكس نيوز" "وسي إن إن" وغيرهما من القنوات التي يتهمها بعدم المهنية.

كما لا تُستبعد فرضية الهجرة وإن كانت أكثر راديكالية، إذ قال ترمب قبل أسابيع، "لن أكون في وضع جيد في حال الخسارة أمام جو بايدن النعسان"، كما يحلو للرئيس الأميركي وصفه، وأضاف، "قد أضطر إلى مغادرة البلاد".

ومن المحتمل أن تمهد مغادرة ترمب البيت الأبيض، إلى إحياء الدعاوى القضائية التي لعبت سلطاته الرئاسية دوراً في تأجيلها، إذ يواجه الرئيس الخامس والأربعين اتهامات بشأن تزوير ضريبي وعمليات احتيال على شركات التأمين وتلاعب بالسجلات المحاسبية، فضلاً عن مزاعم التحرش الجنسي وعدم دفع الضرائب.

وعلى الرغم من عدم حصول الرئيس الأميركي خلال انتخابات هذا العام على الغالبية اللازمة للفوز بولاية ثانية، فإنه حظي بتأييد شعبي لا يستهان به، ولذلك يتم تداول إمكانية ترشحه مجدداً للرئاسة في الانتخابات المقبلة سنة 2024 - إذا ما خسر المعركة القضائية لإثبات تزوير الانتخابات في المحكمة العليا -  إذ إن الدستور الأميركي لا يمنع تبوّؤ سدة الرئاسة لولايتين غير متتاليتين، وهو احتمال وارد لم ينجح فيه حتى اليوم سوى رجل واحد هو غروفر كليفلاند في نهاية القرن التاسع عشر.

المزيد من تقارير