Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فرحة نتنياهو في موسكو لم تكتمل فصولها... تساؤلات عن مصير الاسرى الإسرائيليين في غزة

لدى حماس أربعة أسرى، بينهم جنديان، والآخران مدنيان

إعادة كلاكيت (مؤشرة اللقطة) الرسائل المصوّرة للمرة الخامسة حول الأسرى الإسرائيليين، لدى كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بمثابة رسالة للمجتمع وأهالي الجنود الإسرائيليين، بهدف التأثير في الرأي العام، في ظلّ اقتراب موعد انتخابات الكنيست. هذه الرسالة التي جاءت على شكل أغنية فيديو باللغة العبرية، ومترجمة إلى اللغة العربية، بُثّت على منصات الإعلام الخاص بحركة حماس، وهي بمثابة تكذيب لرواية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تقول إنّ الجنود المحتجزين في غزّة جثث هامدة قتلوا أثناء الاجتياح البري في عدوان العام 2014.

رسائل منوّعة

تنوّعت الرسائل التي بثّتها حماس حول الجنود، وجاءت في أوقات ومناسبات مختلفة، الأولى كانت إقامة نصب تذكاري للآلية العسكرية التي اعتقل منها الجندي آرون شاؤول، في حيّ التفاح شرق قطاع غزّة، والرسالة الثانية، الصندوق الأسود الذي أغلق في مدينة رفح مكان اختطاف الجندي هدار جولدن. والرسالة الثالثة، إقامة جدارية كبيرة في ميدان غزّة، تحمل صور وأسماء الجنود الإسرائيليين، والرابعة، التي أخذت طابعاً مغايراً لتكذيب الرواية الإسرائيلية بأنّ الجنود أموات، هي عبارة عن احتفالية رمزية بعيد ميلاد آرون شاؤول، والأخيرة أغنية حملت عنوان "حكومتكم تكذب عليكم".

إعادة فتح ملف عملية التبادل

وكعادة حماس في رسائلها، يمكن اعتبار ما يجري تمريره للمجتمع الإسرائيلي إشارات قوية، من دون أن ترقى إلى مستوى المعلومات، وهذه الإشارات تقول إنّ هناك جنوداً أحياء، وعلى إسرائيل أن تتجاوب مع شروط حماس.

الخبير في الشؤون الإسرائيلية عاهد فروانة يقول إنّ الرسائل تحمل أبعاداً عدة، منها إعادة فتح ملف عملية التبادل، والضغط على إسرائيل لتطبيق التفاهمات مع حماس، ومحاولة لتعديل موازنة كسر الحصار، وتشكيل رأي عام ضاغط على نتنياهو، والتأثير فيه انتخابياً.

الجنود المحتجزون

والأسرى الجنود لدى حماس، هم آرون شاؤول الذي وقع في قبضة كتائب القسام، بعدما نزل من آلية عسكرية تعطّلت أثناء الاجتياح البري لغزّة في عدوان العام 2014، فجرى ضرب المدرّعة بقذيفة، أسفرت عن موت من في داخلها، بمن فيهم شاؤول، واعتُقل من الميدان، وفق الرواية الإسرائيلية. والأسير الجندي هدار جولدن، الذي وقع في قبضة كتائب القسام، أثناء اجتياح مدينة رفح، جرى اعتقاله من ميدان العدوان في العام 2014، قبيل دخول التهدئة الإنسانية حيز التنفيذ آنذاك، إلا أنّ الطائرات الحربية قصفت المنطقة، تحت قاعدة قتل الجنود والقائمين بالاعتقال، ولم يفصح عن أيّ معلومات إضافية، بحسب الرواية الإسرائيلية.

والإسرائيليان هشام السيد، من أصول عربية، وأبراهام منغستو، يهودي من أصول أثيوبية، دخلا غزّة، سيراً على الأقدام، في أوقات متفرقة، وهما جنديان في الجيش الإسرائيلي، وتفيد المعلومات المتوافرة لـ "اندبندنت عربية" بأنّهما أحياء. ويتوقع فروانة وجود رفات عدد من الجنود لدى حماس والفصائل الأخرى، بخلاف الجنود الأربعة المعلن عنهم، ويستدل على ذلك، بوضع إشارة استفهام وراء كلّ رسالة موجهة.

"حكومتكم تكذب"

وتزامن نشر أغنية "حكومتكم تكذب"، مع استعادة إسرائيل رفات جندي فُقد قبل 37 سنة، أثناء اجتياحها لبنان العام 1982، بمساعدة روسية، ووفق متابعين فإنّ هذه الرسالة تعكر صفو الانتصار الذي حقّقه نتنياهو في الاستعادة، وتذكره بوجود أسرى إسرائيليين في غزّة. يأتي وقت الرسالة التي بثّتها حماس، مع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية في التاسع من أبريل (نيسان) الحالي، ما يشكل عنصر ضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ويذكره بصفقة تبادل الأسرى الأولى، المعروفة إسرائيلياً بصفقة شاليط أو فلسطينياً بـ "وفاء الأحرار" والتي جاءت في التوقيت ذاته مع اقتراب الانتخابات العام 2011.

التناقضات حول حياة أو موت الجنود كثيرة، ولكن يرى المتابعون أنّه لا يمكن الاحتفال بعيد ميلاد جندي فقد الحياة، وهو ما يشكك في الرواية الإسرائيلية أنّهم مجرد جثامين، فضلاً عما تتحدث عنه الأغنية "حكومتكم تكذب" والتي تعد إشارة مخاطبة من الجندي الحي لمجتمعه وأسرته. ويوضح فروانة أنّ هذه الرسالة تعمل على تعكير صفو النجاح الذي يروّج له بنيامين نتنياهو، باستعادة الرفات، في حين وجود 4 جنود لدى حماس، وهو ما قدّ يؤثر فيهم انتخابيًا.

سعر الصفقة

في الوقت الذي يتحدث نتنياهو عن جثامين جنود، فإنّ حماس ترسل إشارة إلى أنّهم أحياء، والإعلام الإسرائيلي يشير في المقابل إلى فتح ملف التفاوض حول الجنود مع حماس وإمكان إتمام صفقة تبادل جديدة، إلا أنّ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ينفي ذلك، ويؤكّد أنّ هذا الملف لا يمكن الحديث فيه إلا وفق شروط معينة.

من بين الشروط التي طالبت بها حماس، الإفراج عن محرّري صفقة التبادل الأولى في الضفة الغربية، والتي عاودت إسرائيل اعتقالهم، ويقدر عددهم بحوالي 80، أفرجت عن 30 منهم. ويوضح فروانة أنّ ادعاء إسرائيل موت الجنود المختطفين العام 2014، لمحاولة تقليل سعر الصفقة، وإشارات حماس إلى أنّهم أحياء يزيد ثمن وسقف عملية التبادل، ونوعيّة الأسرى المتوقع الإفراج عنهم.

تحرك داخلي

مباشرة بعد الرسائل التي بثّتها حماس حول الأسرى، طالبت والدة الجندي هدار جولدن رئيس الحكومة بالسعي إلى الإفراج عن ابنها المعتقل لدى حماس، وقالت إنّ هدار أقرب جغرافياً وزمنياً من رفات الجندي، وعلينا التحرك المباشر من أجل الإفراج عنه في أقرب وقت. وكذلك والدة آرون شاؤول أقامت في أكثر من مرّة خيمة اعتصامٍ أمام مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي للمطالبة بالسعي الجاد والإفراج عن ابنها، وخرجت بالقرب من الحدود مع غزّة في مسيرة عائلية للمطالبة بتحريك ملف عملية التبادل.

يشير فروانة إلى أنّ تحرك عائلات الأسرى واحتجاجهم المستمر، يعدان وسيلة ضغط على الحكومة والجيش الإسرائيلي، وقد تنجح في دفع عجلة إتمام صفقة تبادل جديدة مع حركة حماس.

المزيد من تحقيقات ومطولات