Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قضية "نجل القاضي" تعيد جدل "أولاد الأكابر" في مصر

تقديم إحاطة إلى مجلس النواب تطالب بتعديل تشريعي يوقف قيادة الأطفال لكل أنواع المركبات

دار القضاء العالي في وسط العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

ما زالت قضية "نجل القاضي" تشغل الرأي العام في مصر، بعد ما صُدم المجتمع بتصرفات طفل لا يتجاوز عمره الـ13 عاماً بعد تعديه على رجل شرطة وتوجيه الألفاظ النابية له في فيديو بث على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكانت أزمة الطفل أحمد الذي عرف إعلامياً بـ"طفل المرور" أو "نجل القاضي" قد اندلعت قبل أيام، بعد انتشار مقطع فيديو يظهر خلاله يقود سيارة فارهة في شوارع القاهرة، ويسأله أحد رجال الشرطة عن رخصة القيادة فيرد بنبرة ساخرة "أنه لا يملك رخصة". وخلال تسجيل الشرطي أرقام السيارة انطلق الطفل مسرعاً فصدم رجل الشرطة، وكاد يدهسه وفر هارباً، وسط ضحكات من أصدقائه. وانتشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وسط تعليقات ساخطة ومطالبات بمحاسبة الطفل. وقامت أجهزة الأمن بفحص الفيديو وتحديد هوية الطفل ومالك السيارة. 

تحقيقات النيابة

وأصدرت النيابة العامة بياناً حول تفاصيل الواقعة، جاء فيه على لسان رجل الشرطة الذي ظهر في الفيديو، أن الطفل عاد بعد الواقعة للاعتذار، كما أقر أمام النيابة أن السيارة اشتراها أحد أصدقاء والده قبل أيام من الواقعة، وأنه خلال تواجده في منزل صديق والده أخذ مفاتيح السيارة من دون علمه، وخرج بها مع أصدقائه. وكلفت النيابة أحد الإخصائيين الاجتماعيين التابعين لخط نجدة الطفل التابع للمجلس القومي للطفولة والأمومة بدراسة حالته النفسية والاجتماعية.
وخلص التقرير إلى أن الطفل اقترف ذلك السلوك لأنه مدلل بشدة من والده، وأوصى التقرير بتسليمه إلى أهله مع كتابة تعهد بتقويم سلوكه عبر جلسات دورية، وهو ما استجابت له النيابة.

سلوك متناقض

بعد إعلان صرف الطفل المتهم من النيابة، انتشرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي بمعاقبة الطفل ووالده الذي يعمل قاضياً، بينما ذهب آخرون للقول بأن نفوذ والده كان السبب وراء إغلاق التحقيق بسرعة. وما زاد من الغضب الشعبي ظهور الطفل "أحمد" في فيديو مباشر عبر صفحته على "إنستغرام" يتباهى بنفوذ والده.

وفي سلوك مناقض لما قام به مع أصدقائه، اعتذر الطفل عن الواقعة من خلال فيديو ظهر به لاحقاً أكد خلاله أنه يشعر بالذنب لمرور والده بتجربة سيئة بسببه، وأضاف، موضحاً أنه طالب في الصف الثاني الإعدادي في إحدى المدارس الدولية، وأشار إلى أن أحد أصدقائه كان السبب في انتشار الفيديو الأول.

فيديو جديد

لكن أزمة نجل القاضي لم تنته بسبب فيديو جديد، يظهر فيه يوجه تهديداً إلى رجل الشرطة بالضرب، ويتحدث عن قدرة والده على إيذاء الشرطي، الذي لم يرد ومارس ضبط النفس، فألقت أجهزة الأمن القبض على نجل القاضي و4 من أصدقائه، وقررت النيابة العامة إيداعه إحدى دور الملاحظة (دار الأحداث) لمدة أسبوع تقدم خلاله جلسات التأهيل النفسي، مع عرضه على المحكمة، السبت المقبل، للنظر في مد فترة إيداعه بالدار، وحجز 4 من أصدقائه لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيق، وإجراء تحليل تعاطي مخدرات لهم جميعاً. وذكرت صحف محلية أن التقرير المبدئي أثبت إيجابية نتيجة تحليل تعاطي المخدرات للطفل وأصدقائه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونقلت مواقع إخبارية محلية أن والد الطفل قام بتسليمه إلى قسم الشرطة، بعد ما أرسلت المباحث استدعاء رسمياً إلى أسرته لتسليم نفسه في أقرب وقت، للتحقيق في فيديو تهديد رجل الشرطة، وهناك فوجئ الوالد بوجود 4 من أصدقاء نجله. وقامت الأسرة بعد تداول الفيديو المسجل على "إنستغرام" بحذفه وغلق حساباته على مواقع التواصل.

التحقيق مع الوالد

وبحسب تقارير إعلامية مصرية، فإن "أحمد" هو النجل الأصغر لوالده القاضي، وعقب القبض عليه للمرة الثانية استدعت وزارة العدل، والده للتحقيق معه في الوقائع المنسوبة لابنه.

وقدم القاضي اعتذاراً رسمياً إلى المصريين ورجال الشرطة والمؤسسة القضائية عن أفعال نجله. وقال في بيان رسمي، الثلاثاء، إنه لا أحد فوق المحاسبة القانونية، وتعهد بتقويم سلوكه. 

تشكيك شعبي

لكن الاستنكار الشعبي تواصل ضد "نجل القاضي" بعد تداول تسجيلات مصورة جديدة تظهره يقود سيارة بسرعة جنونية ويلقي البيض على المارة.

وأثارت تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي الشكوك حول محاباة الطفل بسبب منصب والده، مما دفع نادي القضاة إلى إصدار بيان رسمي استنكر ما سماه تمادي بعض مواقع التواصل ووسائل الإعلام في اتخاذ واقعة الطفل نجل القاضى الفردية "كذريعة للنيل من السلطة القضائية ورجالها الشرفاء"، على حد قول البيان، على الرغم من اتخاذ الإجراءات القانونية، واعتذار والد الطفل "بشكل غير مسبوق"، وأكد نادي القضاة رفضه استمرار ما سماه "الحملة الانتقائية التي تثير الأحقاد والضغائن وتنشر ثقافة الكراهية بين أبناء الشعب الواحد وتسعى للنيل من سلطاته والتعدي على صون القضاء والتربص به"، وطالب النادي مؤسسات الدولة بالتصدي لتلك الهجمة الممنهجة لما تمثله من انتهاك لسيادة القانون وزعزعة لاستقرار الدولة المصرية، بحسب البيان.

تكريم رجل الشرطة

من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية عن تكريم محمود توفيق وزير الداخلية، لرجل الشرطة الذي هو أحد قوة الإدارة العامة لمرور القاهرة، تقديراً لتعامله "الرشيد" خلال واقعة الطفل، وأكد الوزير التزام رجال الشرطة بتطبيق القانون بكل حسم، مع التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، رغم التحديات والمخاطر التي يتعرضون لها في المواقف المختلفة، التي قد تصل في بعض الأحيان، إلى حد التجاوز الشخصي من بعض المخالفين، بحسب بيان وزارة الداخلية.

وبعد ما تحولت الواقعة إلى قضية رأي عام، تقدم سعيد حساسين، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة إلى المجلس، لتوجيهه إلى رئيس الحكومة ووزير العدل، طالب فيه بتعديل تشريعي يوقف قيادة الأطفال لكل أنواع المركبات.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير