Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أميركا تحبس أنفاسها بانتظار سيد البيت الأبيض

ترمب يعلن فوزه وبايدن يدعو إلى التريث وبطاقات البريد تزيد من الترقب

على مدى العقدين الماضيين، بدت السياسة الأميركية جامدة إلى حدّ كبير، فمشهد يوم الاقتراع كل أربع سنوات يحمل فوز أحد الحزبين الجمهوري والديمقراطي، بما لا يقل عن 45 في المئة من الأصوات، ويتضمن إعلان النتائج في الليلة ذاتها بانتصار أحد المرشحَين، لكن المعركة الانتخابية، وربما القانونية لاحقاً، لهذا العام، جاءت عصيّة على التصنيف، وحبست أنفاس العالم، المنتظر الكشف عن هوية الرجل الذي ستمنحه الولايات المتحدة ثقتها.

الليلة العاصفة

في العاصمة واشنطن، تدثرت واجهات المحال والمطاعم بالألواح الخشبية، وساد الحذر من سيناريو مماثل لفوضى الصيف الماضي، حين تحوّلت احتجاجات سلمية مناهضة للعنصرية إلى أعمال عنف لم تشهدها البلاد منذ عقود. وزاد البيت الأبيض تدابيره الأمنية وارتفعت أسوار إضافية حجبت حديقة "لافاييت" المحيطة به، ومثلما صعب على السياح التقاط الصور التذكارية كما جرت العادة بجوار "عرين الديمقراطية الأميركية"، كان طريق دونالد ترمب وجو بايدن للسيطرة عليه أكثر تعقيداً.
على بعد أقل من ساعتين من واشنطن، كان المرشح الديمقراطي يترقب نتائج الانتخابات من منزله في مدينة ويلمينغتون بولاية ديلاوير، عاقداً الآمال على أن تسفر محاولته الثالثة للترشح للرئاسة عن انتصار تاريخي. وفي منتصف الليل وعلى نحو مفاجئ وغير مسبوق، كشفت حملته الانتخابية عن خطاب يلقيه بايدن. في غضون 10 دقائق من الإعلان، وصل موكب عريض يقلّ سيناتور ديلاوير إلى ساحة عامة خاطب فيها أنصار ولايته، وبلهجة متفائلة، أعرب عن ثقته بالفوز في ولايات متأرجحة ستكون لها كلمة الفصل، مثل بنسلفانيا وجورجيا.
لم تمرّ دقائق على خطاب المرشح الديمقراطي، حتى أعلن ترمب عبر حسابه في تويتر، عزمه إلقاء كلمة في البيت الأبيض. وغرّد "فوز كبير". وفي تغريدة أخرى، اتهم الرئيس الجمهوري، منافسه وفريقه بمحاولة سرقة الانتخابات الرئاسية، بينما لا تزال نتائج الاقتراع غير مؤكدة، لتعاقبه شبكة التواصل الاجتماعي على الفور، بوضع إشارة تحذير من أن "بعض أو كل المحتوى الذي تمت مشاركته في هذه التغريدة موضع شك وقد يكون مضللاً بشأن الانتخابات أو عملية مدنية أخرى".

النتائج الأولية

ومع مشارفة الفرز على نهايته في غالبية الولايات، واصل بايدن التقدم بحصوله على 224 صوتاً من كبار الناخبين الذين يمنحون أصواتهم إلى الفائز بالولاية التي يمثلونها في المجمع الانتخابي، مقابل 213 لترمب. ويتطلّب الفوز في الانتخابات حصول أحد المرشحين على 270 صوتاً.
وفاز المرشح الديمقراطي بالأصوات الـ 29 لنيويورك في المجمع الانتخابي، كما حصل على فيرجينيا وفيرمونت وديلاوير ونيوجيرسي وماساتشوستس والعاصمة واشنطن وكونيتيكت وإيلينوي ورود آيلاند ونيو مكسيكو وكولورادو وكاليفورنيا وأوريغون وهاواي، وأظهرت بيانات أخيرة تقدمه الطفيف على منافسه في ولاية ميشيغان.
أما الرئيس الأميركي، فعزز حظوظه في بعض الولايات المتأرجحة، وفاز وفقاً للنتائج الأولية بولاية فلوريدا وإنديانا وكنتاكي وأوكلاهوما ووست فرجينيا وتينيسي وميسيسبي وألاباما ووايومينغ وداكوتا الجنوبية وداكوتا الشمالية وكارولاينا الجنوبية وكنساس ويوتاه وأيداهو وأوهايو وتكساس.
وبينما دعا بايدن إلى الصبر، استبق ترمب انتهاء فرز الأصوات، وأعلن من البيت الأبيض فوزه بولاية رئاسية ثانية، مشيراً إلى أن حملته حقّقت الانتصار في عدد من الولايات المتأرجحة، ومنها جورجيا وكارولاينا الشمالية وبنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن، التي لم تصدر نتائجها بعد ويتواصل فرز الأصوات فيها.
ولا يمكن الاعتماد على النتائج الأولية الآتية من بعض الولايات الحاسمة لعدم انتهائها من فرز الأصوات. ويتكهن مراقبون بأن النتائج الأولية قد تميل لصالح ترمب، بينما يتوقع أن تكون بطاقات الاقتراع البريدية التي يتم فرزها بوتيرة أبطأ في مصلحة بايدن. وإذا صحت هذه الفرضية، فإن الكلمة الفصل قد تكون بيد ولايات رئيسة مثل بنسلفانيا وويسكونسن، التي لم تبدأ بفرز بطاقات البريد إلا في يوم الانتخابات، وستعلن نتائجها في وقت لاحق هذا الأسبوع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


سيناريوهات الفوز

وبعدما استهل بايدن ليلة الانتخابات بتفوّق ملحوظ، قلب ترمب الموازين بحلول صباح الأربعاء 4 نوفمبر (تشرين الثاني)، إثر فوزه بفلوريدا وأوهايو وتكساس، ومحافظته على مسافة قريبة من الفوز بولاية نورث كارولاينا. وفي ظل هذه المتغيرات، تسود مخاوف الديمقراطية من أن يبقى الجمهوريون في البيت الأبيض لولاية ثانية، بخاصة بعد اقتناص ترمب لولايات متأرجحة وقربه من الفوز بأخرى، في حين يعلّق بايدن آماله على ولايات "الجدار الأزرق" وهي ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا، التي أوصلت ترمب عام 2016 إلى البيت الأبيض.
ومن السيناريوهات المهمة المتبقية أمام بايدن، فوزه بولاية نيفادا، وهي ولاية زرقاء يتقدم فيها بفارق ضئيل، أو انتصاره في ولايتَي "الحزام الشمسي"، أريزونا وجورجيا. وجدير بالذكر أن شبكة "فوكس نيوز" الأميركية لم تستبعد فوز بايدن في أريزونا، التي من شأنها أن تخفف الضغط عنه في ولايات "الجدار الأزرق"، إذا تمكّن من حصد غالبية أصواتها.
وفي حال انتصار المرشح الديمقراطي في أريزونا وميشيغان وويسكونسن ستبقى آماله قائمة بالرئاسة، حتى لو خسر بنسلفانيا مسقط رأسه. كما أنه إذا حصد أصوات جورجيا وأريزونا، فسيتمكّن من الوصول إلى الـ 270 صوتاً في المجمع الانتخابي، التي تؤهله للرئاسة. ولن تضرّه خسارة بنسلفانيا أو ميشيغان أو ويسكونسن.

المجمع الانتخابي

وتنصّ آلية المجمع الانتخابي المؤلف من 538 صوتاً، على ألا يُنتخب رئيس الولايات المتحدة بغالبية الأصوات الشعبية. وبموجب الدستور، يصبح المرشح الذي يفوز بغالبية أصوات المجمع الانتخابي، الرئيس المقبل للبلاد. وعام 2016، خسر ترمب التصويت الشعبي أمام الديمقراطية هيلاري كلينتون لكنه حصل على 304 أصوات في المجمع الانتخابي مقابل 227 لها.
وعادةً ما يكسب المرشح الذي يفوز بالتصويت الشعبي في كل ولاية، كامل أصوات تلك الولاية في المجمع الانتخابي. وهذا العام، يلتقي أعضاؤه في 14 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، للإدلاء بأصواتهم. ويلتئم مجلسا الكونغرس (الشيوخ والنواب) في السادس من يناير (كانون الثاني) لفرز الأصوات وإعلان الفائز.
وبحسب التعديل الثاني عشر للدستور، في حال تعادُل المرشحين أو عدم حصول أي منهما على غالبية الأصوات في المجمع الانتخابي بحلول 6 يناير، فسيؤدي ذلك إلى "انتخابات طارئة". وهذا يعني أن مجلس النواب سيختار الرئيس المقبل، بينما يختار مجلس الشيوخ نائب الرئيس، ويتمتع كل سيناتور بصوت واحد، ونكون أمام احتمال أن يكون الرئيس ونائبه من حزبين مختلفين.
في سياق متصل، أكدت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أن الكونغرس مستعد لحسم نتيجة السباق الرئاسي، في حال تعقّدت عملية فرز الأصوات. وقالت بيلوسي المنتمية إلى الحزب الديمقراطي "نحن نفهم القانون جيداً، ودور الكونغرس تحديداً، دور مجلس النواب في عدّ الأصوات، لكن لا يجب أن نقلق الآن. نحن مستعدون".

وقالت بيلوسي التي تربطها علاقة متوترة بترمب، في رسالة إلى الديمقراطيين، إن "الدستور يقضي بأن المرشح يجب أن يحصل على غالبية (أصوات الولايات) في مجلس النواب للفوز، يجب أن ننتزع هذه الغالبية لمنع الجمهوريين من الربح في هذا السيناريو".
ويتمتع الحزب الديمقراطي بالغالبية في مجلس النواب، لكن توزيع الأصوات على الكتل النيابية لكل ولاية، يعطي الجمهوريين الأكثرية بحسب تركيبة المجلس الحالي، إذ إن الحزب الجمهوري يملك عدداً أكبر من الأصوات عندما يتم احتساب سيطرتهم على الولايات، فمن أصل 50 ولاية، يسيطر الجمهوريون على 26. وفي وقت سابق، لم يستبعد الرئيس الأميركي أن يبتّ الكونغرس نتيجة الانتخابات الرئاسية، قائلاً إن "اللجوء إلى الكونغرس سيصبّ في مصلحتنا، هل تفهمون ذلك؟ الجمهوريون لديهم 26 صوتاً، والديمقراطيون 22 فقط، لأن كل ولاية تعطي صوتاً واحداً فقط، إذاً الأمر لمصلحتنا".
ومن المقرر أن ينتهي أي نزاع انتخابي في الكونغرس قبل حلول 20 يناير، وهو الموعد الذي ينصّ فيه الدستور على انتهاء فترة الرئيس الحالي. وبموجب قانون الخلافة الرئاسية، إذا لم يعلن الكونغرس الفائز بمنصب الرئيس أو منصب نائب الرئيس بحلول ذلك الوقت، فإن رئيس مجلس النواب سيكون الرئيس بالإنابة.

المزيد من متابعات