في موسكو، إذا سألت صديقاً روسياً عن الانتخابات الرئاسية الأميركية، فيمكنك تخمين مصادر الأخبار بحسب إجاباتهم. فإذا سمعت عن "المراوغة القديمة لبايدن"، وأعمال الشغب، وإمكانية تبادل إطلاق النار في مراكز الاقتراع، فمن المحتمل أن صديقك يحصل على أخباره إلى حد كبير من التلفزيون الروسي. ولكن إذا سمعت عن أحدث معلومات الاقتراع وشرح أكثر إقناعاً للهيئة الانتخابية فمن المحتمل أن صديقك يتابع وسائل الإعلام الروسية الأكثر استقلالية. هذا ما قالته صحيفة ذا موسكو تايمز، والتي خرجت بحقيقة مفادها أن تغطيات وسائل الإعلام الروسية للانتخابات الأميركية 2020، كانت مزيجاً غريباً من الحقائق الثابتة والتعليقات المستنيرة والتقارير المتحيزة، وهو ما خلصت إليه يعد يوم طويل من المشاهدة والقراءة في تغطية وسائل الإعلام الروسية للانتخابات الرئاسة الأميركية.
وسائل الإعلام الرئيسية تُلطًف تعليقات ترمب
تقول صحيفة ذا موسكو تايمز، على الرغم من أن التلفزيون لم يعد المصدر الوحيد للروس للحصول على الأخبار والمعلومات، إلا أن 69 في المئة منهم ما زالوا يستشهدون به كمصدر رئيسي. بحسب استطلاع أجراه مركز ليفادا المستقل في أغسطس (آب) 2020. حيث لا تزال القنوات الوطنية الرئيسية الثلاث - القناة الأولى، والروسية، وإن تي في - المصدر الذي يحصل منه ملايين الروس على أخبارهم وتحليلاتهم حول السياسة في أميركا، وهي أيضاً مصدر الرأي حول المرشحين للرئاسة الأميركية .
وأضافت الصحيفة أن عشية يوم الانتخابات، بثت القناة الروسية تقريراً مصوراً طويلاً عن الأيام الأخيرة لحملة دونالد ترمب الانتخابية، حيث ظهر هو وإيفانكا وهما يتحدثان إلى حشود مبتهجة.
وتخلل التقرير لقطات لبايدن في تجمعاته الانتخابية، واللافت أنه تم تلطيف تعليقات ترمب ورفع مستوى الأسلوب خلال التغطية بالروسية. في حين لم يتحدث بايدن أبداً خلال اللقطات المصورة له على المنصة، فيما كان المراسل يستخدم عبارات مثل "بايدن ارتكب خطأ آخر"... أو "بايدن مرتبك مرة أخرى"... "حشد بايدن لم يهتف" ... "صرخوا بكلمات نابية" الخ، وانتهى الأمر بمشاهدة لقطات للمتاجر التي تعرضت لعمليات نهب من أشخاص ذوي أصول أفريقية.
روسيا لم تتدخل في السياسة الأميركية وتوقعات بانتخابات عنيفة
وتقول الصحيفة إن البرامج الحوارية النهارية في روسيا دعت المعلقين الأميركيين الذين يعيشون في موسكو في يوم الانتخابات، بما في ذلك ديمتري سايمز جونيور، نجل مقدم البرامج التلفزيونية الروسي الشهير ديمتري سايمز. وتوقع سايمز وأعضاء الفريق الآخرين بشجاعة من سيفوز وحاولوا شرح ما قد يحدث إذا لم يقبل ترمب بالنتائج، فغالبًا ما يختلف الصحافيون والسياسيون والأكاديميون الروس في البرامج مع بعضهم البعض بشأن التفاصيل، لكنهم اتفقوا على أمرين، وكرروا مرات عدة: روسيا لم تتدخل أبداً في السياسة الأميركية، وهناك فرصة جيدة لأن تكون الانتخابات عنيفة.
ما وراء الشاشة الصغيرة
وبحسب ذا موسكو تايمز استضافت قناة (تي في رين) التلفزيونية المستقلة على الإنترنت مناقشة مع وليام – إتش - هيل، زميل في مركز ويلسون، حول المرشح الأميركي الأفضل لروسيا. ويقدم مركز كارنيغي مجموعة من التحليلات حول جوانب مختلفة من الانتخابات والسياسة الأميركية والتداعيات على روسيا من قبل علمائهم المتخصصين في السياسة الأميركية والنظام السياسي.
في حين وفرت قناة (آر بي سي) والتي تتبع مجموعة إعلامية روسية مقرها موسكو، تغطية حية للتداعيات السياسية والاقتصادية للانتخابات الأميركية، بدءاً من إغلاق صناديق الاقتراع في الساعة 6 صباحاً بتوقيت موسكو في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني). ووعدت القناة مشاهديها بأكثر من مجرد تغطية للسباق الرئاسي الأميركي، وذكرتهم بأن، "الانتخابات في الولايات المتحدة ليست فقط لاختيار الرئيس ونائبه، ولكن لاختيار 435 عضواً في مجلس النواب و 35 عضواً في مجلس الشيوخ و13 حاكماً للولايات الأميركية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتقول الصحيفة الروسية إن مارك تيتر، وهو أميركي مقيم منذ فترة طويلة في موسكو، وكاتب عمود سابق ومحرر في أخبار موسكو ومعلم في المدرسة العليا للاقتصاد، استذكر أول انتخابات له في الخارج، في حرم جامعة ستانفورد في باريس عام 1968، عندما كان ريتشارد نيكسون وهوبير همفري وجورج وآلاس يتنافسون على الرئاسة. وعاد تيتر بالذاكرة إلى الوراء قائلاً: "لقد كان لديهم مجلس إدارة كبير مع التصويت الشعبي المتغير، والذي كان عديم الفائدة تمامًا... عندها فقط أدركت أن الأجانب لم يفهموا أي شيء عن انتخاباتنا".
هذا العام وجد تيتر التغطية الروسية حقيبة مختلطة بشكل غريب... قائلاً سأستمع إلى بزنس أف أم، والتي تقدم بشكل عام تغطية إخبارية موضوعية للغاية. وبعد ذلك في المنتصف "أعطني الحقائق فقط"، هناك قصة مزروعة بوضوح، فغالباً ما تقدم بايدن في صورة سيئة. "لا شيء يفاجئني بعد الآن... ستكون هناك معلومات جيدة في الأماكن التي لا تتوقعها، أو معلومات متحيزة عن منافذ إعلامية مثل "إيكو موسكو" وهي محطة إذاعية روسية تجارية تعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع ومقرها في موسكو... مضيفا ومع ذلك، هناك رسالة واحدة إلى المراقبين الروس للانتخابات الأميركية، مفادها: بغض النظر عن مصدر الأخبار التي يستقي منه الروس أخبارهم.. فقد يتعين عليهم الانتظار عدة أسابيع للحصول على الحصيلة النهائية للأصوات في الانتخابات الأميركية".