Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بدء موسم تشذيب أشجار السدر في اليمن إيذانا بانتهاء إنتاج العسل

تتميز بانتشارها الكثيف في المناطق الصحراوية الجافة لقدرتها على تحمل الظروف المناخية القاسية

 يتميز شجر السدر بانتشاره الكثيف في المناطق ذات المناخ الصحراوي الجاف (اندبندنت عربية)

على وقع ضربات الفؤوس بإيقاعها المتتالي المنتظم الذي يملأ الحقول صداه، يبدأ موسم تشذيب أشجار السدر أو "العلْب" كما يسميه السكان المحليون، في مختلف مناطق اليمن، إيذاناً بانتهاء عملية إنتاج عسل السدر ذي الجودة العالمية العالية.

ويقطع المزارعون فروع وأغصان وأطراف أشجار السدر، أو "النبق" كما تسمى في بعض البلدان، وتقدم أوراقها أعلافاً للماشية لما تحتويه من قيمة غذائية عالية، كما تجفف الأوراق وتخزن للغرض ذاته، خصوصاً في المحافظات الشرقية، مثل شبوة ومأرب وحضرموت والبيضاء والجوف وأبين وغيرها.

موسم امتصاص العسل

 يبدأ موسم التشذيب نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام، بعد أن يكمل النحل عملية امتصاص رحيقه من زهوره، ومنه يستخرج أجود أنواع العسل في العالم، على أن تعاود الأغصان النمو مجدداً قبيل حلول الصيف من كل عام، وهو الموعد الذي تمتلئ فيه بالثمار التي يتناولها السكان، وهي ثمار صغيرة الحجم لذيذة الطعم وحلوة المذاق، وتأخذ أشكالاً متعددة. وتعطي الأشجار محصولين من الثمار في العام.

 يقول مساعد صالح، وهو مزارع من محافظة شبوة، إن موسم هذا العام تميز بوفرة كبيرة في كمية الأمطار، ما زاد من ارتواء أشجار السدر واخضرار أوراقها وكبر حجمها، الأمر الذي انعكس إيجاباً على كمية وجودة إنتاج العسل، إضافة لتوفر كمية جيدة من الأعلاف المغذية للمواشي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

غذاء وتجميل

ويشير صالح إلى أن أوراق السدر تحتوي كميات غذائية عالية، وتستخدم كأعلاف للماشية.

ولأوراق السدر فوائد صحية مهمة للبشرة والشعر، ومعالجة بعض الأمراض الصدرية، ويضيف، "ما زالت نساء مناطق شبوة ومأرب والبيضاء والجوف وحضرموت وعدد من المحافظات الأخرى، يستخدمن الخلطة المكونة من أوراق السدر بعد تجفيفها وعجنها بالماء والحناء لتطويل وتنعيم الشعر، وتغذيته وتقوية جذوره، وتنظيف فروة الرأس، وهي فعالة جداً في هذا الجانب، كما تستخدم أوراق شجرة السدر في علاج بعض الأمراض الجلدية كالحساسية والبثور".

شجر في الجفاف

 يتميز شجر السدر بانتشاره الكثيف في المناطق ذات المناخ الصحراوي الجاف، على نحو يميزه عن باقي النباتات الأخرى من جهة تحمله ظروفاً مناخية قاسية.

ويفيد الخبير الزراعي محمد المذاح، بأن أشجار السدر تنمو في مختلف الأراضي ذات التضاريس الصحراوية والمناخ الحار، لكونها تتحمل الجفاف العالي. لهذا فالطبيعة البيئية الصحراوية للمناطق الشرقية والشمالية الشرقية، مناسبة لنموها، وهو ما يفسر ازدهار إنتاج العسل ذي الجودة العالية في تلك المناطق، المستخرج من زهورها وأوراقها، خصوصاً محافظتي شبوة وحضرموت، كما أن أهالي هذه المناطق يحبون هذه الأشجار منذ القدم ويفضلون زراعتها والاعتناء بها.

زيادة إنتاج العسل

ويوضح المذاح، أن السلطات الزراعية في السابق، كانت تدعم توسيع الغطاء النباتي لأشجار السدر والطلح "السمر"، من خلال تنفيذ حملات زراعية وتقديم بذورها، ووسائل حمايتها وبرامج الإرشاد الزراعي للسكان، الأمر الذي أدى إلى زيادة المساحات المزروعة بهذه الأشجار، وبالتالي زيادة إنتاج العسل.

المزيد من تقارير