Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رحالة رومانية تقتفي طريق القوافل القديمة في صحاري السعودية

ألينا اكستني تقول إنها تجوب العالم بدراجتها النارية لإيجاد اتصال روحي مع الناس

"إذا كنت تريد الوصول إلى أبعد مدى فإنك بحاجة لتسريع الخطى"، هكذا عاشت الرحالة الرومانية ألينا اكستني التي تجوب العالم فوق دراجة نارية في رحلة حدودها السماء، بهدف نشر الحب والسلام بين المجتمعات. وقد تجاوزت الشابة خلال عام مئات آلاف الكيلو مترات عبر أكثر من 20 دولة، في رحلة متعددة التوقفات، لكن بلا محطة وصول نهائية حتى الآن.

واتخذت ألينا مسارات روحية في رحلتها حول العالم، تتشكل وفق تنوع منابع السعادة التي يستحيل جلبها بشكل منفرد، لأنها تستدعي تظافر مشاعر متعددة تتراكم في القلب، ويكون لها وقع إيجابي على الذات البشرية في نفوس الناس، وهم يبحثون عن مَواطن السعادة ويحاولون ولوج ثغورها.

وتهوى الشابة الرومانية المغامرة والرحلات، وتقول "أقيم منذ 11 عاماً في مدينة ميلان الإيطالية، وأعمل في مجال التمثيل والمعالجة الدرامية، التحقت بفريق هيلي للدراجات النارية، وهو فريق مجموعة مسافرين حول العام، منذ عام".

من الهواية إلى الثقافة

تتذكر الرحالة اكستني بدايتها في احتراف قيادة الدراجات النارية، "لقد حدث هذا الأمر في حياتي قبل أربع سنوات، ولم يكن لدي سابقاً أي شغف بقيادة الدراجات النارية، ولكن كان يدفعني قليل من الفضول تجاه هذا النوع من الرياضة، فأحببت تجربته ولو لمرة واحدة في حياتي، لذلك اشتريت دراجة نارية ومع التدريبات المستمرة أصبحت أقوم بجولات حول المدينة، وبعد ذلك توسعت في استخدامها خارج نطاق المدينة على أطراف البحيرات والمناطق الجبلية، ثم أصبحت أكثر ولعاً بهذه الرياضة التي منحتني الحرية والتوازن والاستقلالية والتركيز وأن أعيش اللحظة التي أنا فيها".

فهواية الدراجات النارية، بالنسبة إلى ألينا، فرصة حقيقية للتواصل مع الطبيعة والناس بعيداً من الحواجز التي تصنعها وسائل المواصلات الأخرى.

 

من المغرب إلى بوركينا فاسو

وتروي ألينا، "الدراجة النارية تربطني بالعالم خلال تنقلاتي، ومطلع العام 2018 كانت مغامرتي الكبيرة الأولى، فقد تمكنت خلال أربعة أشهر عبور سبعة بلدان بدءاً من المحيط الأفريقي في المغرب إلى بوركينا فاسو ذهاباً وإياباً".

وخلال رحلتها الأولى قررت أن تعيش "لحظات غير محددة لمثل هذه المغامرات على الطريق"، محاولة بذلك "خلق شبكة عالمية من الأرواح تعتمد على الاتصال الروحي بين الناس والحب والتحمل والقبول". ثم باتت هذه التجربة، ابتداءً من أغسطس (آب) 2019، مغامرة جامحة لم تنته، تنقلها من بلد إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى، وامتدت هذه الرحلة إلى 17 بلداً، إيطاليا وسلوفينيا وكورتانيا مروراً بكرواتيا والبوسنه ووصولاً إلى صربيا ورومانيا وتركيا ولندن وسوريا، تلتها الأردن والسعودية، "ومن المميز في رحلتي هذه أنني لم أكن أتوقف في أي مكان للمكوث في فنادق، إنما أُستضاف في منازل سكان هذه البلدان وأخالطهم،  وهو ما حصل خلال وجودي الآن في السعودية، ما يضيف إلى تجربتي قوة وأصاله".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مصاعب الرحلة

لا تخلو رحلة ألينا من مصاعب ومعيقات، كما تقول، "وأكبر الصعوبات التي أواجهها هي عند وداع هؤلاء الناس اللطفاء الذين أقابلهم في رحلتي وأعيش معهم، ثم أغادرهم بعيون مليئة بالدموع".

وتتابع حديثها، "باستثناء ذلك، فقد كانت كل تفاصيل رحلتي تمر بسهولة وفي غاية الانسجام والسلاسة، ربما الظروف المناخية كالبرد القارس أو الحر الشديد كانت تسبب لي بعض الضيق، إضافة لما تتطلبه الدراجة النارية من صيانة بين وقت وآخر، ولكن لا يمكنني التوقف عند هذه الصعوبات، مقارنة مع المشاهدات الجميلة التي أكتشفها خلال تنقلاتي، وفي رحلتي لم أشعر بأي مخاطر من قيادة الدراجة ولم أشعر بأي قلق، ربما حالفني الحظ، أو أنني اعتمدت على روح المغامرة والشعور بالسلام والانفتاح على العالم، وكنت أحمل بعض معدات السلامة الضرورية في مثل هذه الرحلة التي قطعت فيها 35 ألف كيلو متر، منها 10 آلاف داخل الأراضي السعودية".

"أبهرتني الحضارة السعودية"

 تضيف الرحالة، "دخلت الحدود السعودية قبل أسابيع قليلة من فرض حجر كورونا، ولم تكن لدي الفرصة لمتابعة رحلتي، فانتهزت الفرصة لأكتشف المناطق السعودية من تبوك شمالاً إلى أقصى الجنوب، ثم المنطقة الوسطى في الرياض، وكل هذه التنقلات تمت في أقل من ثمانية أشهر، منها خمسة أشهر أمضيتها في مدينة جدة خلال فرض الحجر بسبب كورونا، حتى أنني أسميتها مدينتي في السعودية، لأنها استقبلتني كما تستقبل الأم طيورها الصغار تحت أجنحتها".

وقد زارت العلا ومدائن صالح، و"أبهرتني الحضارة وقمت بعديد من البحوث عن النبطيين، وفي المنطقة الجنوبية كونت علاقات مع الأسر السعودية، واستمتعت بمزارع البن وبمشاهد رجال الزهور والكرم غير المشروط، فقد استقبلوني كنسمة هواء لأنني ذهبت إليهم بقلب مفتوح من دون مخاوف أوإطلاق أحكام".

وتختتم الشابة ألينا حديثها عن وصولها إلى مدينة الرياض، "أسعدتني مقابلات الدراجات السعوديات، وأسعدتني مقابلة دانيا عقيل، شعرت بالفخر معهن خلال تبادل الخبرات المشتركة، فهن يمثلن الحلم الجميل لهذه الرياضة".

وتشارك الرحالة الجميع تجاربها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للاستمتاع بجولات سياحية ورحلات سفر تضمن للجميع اكتساب الخبرات والمهارات اللازمة، لتخطيط رحلات لجميع محترفات قيادة الدراجات النارية.

المزيد من منوعات