Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ممثلات الجيل الثالث كفاحهن مستمر في مسيرة الدراما اللبنانية

يحملن نوستالجيا الزمن الجميل وأدوارهن المميزة يتم الرهان عليها

الممثلتان رولا حمادة وهيام أبو شديد (اندبندنت عربية)

لا يمكن أحداً إغفال الدور الرائد والمهم الذين يلعبه نجوم ونجمات الجيل الثالث من الممثلين والممثلات في مسيرة الدراما اللبنانية التي تثبت حضورها أكثر فأكثر في العالم العربي، خصوصاً مع ازدهار سوق الدراما المشتركة التي يقف وراء صناعة معظمها منتجون لبنانيون، يسعون عملاً بعد آخر، إلى توسيع هذا السوق من خلال مشاركة ممثلين من دول الخليج والعالم العربي كافة فيها.

الدراما اللبنانية، التي تحاول شيئاً فشيئاً ملامسة الواقع، من خلال تناولها مواضيع اجتماعية تهمّ الناس، وجدت نفسها مجبرة على التعامل مع ممثلين وممثلات من كل الفئات العمرية، لتعكس صورة حقيقية عن المجتمع والعائلة التي تتكون عادة من الأب والأم والابن والابنة والأعمام والعمات والجدات والأجداد، ما أتاح الفرصة أمام الممثلين الذين كانوا شبه غائبين أو مغيبين عن الشاشة، بأن يساندوا الدراما ويمنحوها زخماً بأدائهم المتميّز وقدرتهم على تجسيد الشخصيات المركبة والصعبة، بخاصة أن معظمهم أساتذة وخرجو مسرح، ممن صقلوا أدواتهم التمثيلية التي مكنتهم من تأكيد حضورهم القوي على الشاشة الصغيرة.

أربعة أجيال

في مجال الدراما اللبنانية التي تقدم في المرحلة الحالية، يمكن تقسيم الممثلين عمرياً إلى أربعة أجيال: الجيل الأول المتمثل بالممثلين الشباب الذين يتهيؤون في الفترة المقبلة لأدوار البطولة الأولى، كـسارة أبي كنعان وسينتيا صموئيل وزينة مكي، في حين تبدو فرص الممثلين الرجال ضئيلة حالياً للوصول إلى أدوار البطولة الأولى بخاصة في الأعمال المشتركة التي ترتكز على النجم العربي بعامة والسوري بخاصة. أما الجيل الثاني فيتمثل بعدد لا بأس به من الممثلين والممثلات، في ظل حضور لافت للنجمات اللبنانيات في أدوار البطولة الأولى في الدراما المشتركة  وشبه غياب للممثلين الرجال عنها. وتتصدر هؤلاء النجمات نادين نجيم وسيرين عبد النور وماغي بو غصن وداليدا خليل ودانييلا رحمة وستيفاني صليبا وورد الخال، أما كارين رزق الله فحصرت وجودها في الدراما المحلية، بينما انشغلت نادين الراسي بمشاكلها الخاصة التي أبعدتها عن الساحة الفنية وعن الشاشة الصغيرة. أما ممثلو الجيل الثاني من الرجال فهم مستبعدون في معظمهم عن أدوار البطولة الأولى في أعمال المنتجين اللبنانيين الذين يقدمون إنتاجات ضخمة، وفي مقدمهم يوسف الخال الذي تطرح علامات استفهام كثيرة حول وجود مشكلة بينه وبين أحد المنتجين، بينما لمع باسم مغنية في أعمال تقوم على البطولات المشتركة، وتمكن مازن معضم وعمار شلق وطوني عيسى من إحداث خرق فيها، كما شارك كارلوس عازار في "دفعة بيروت" وبديع أبو شقرا في "من الآخر".

في المقابل، يبدو حضور ممثلي الجيل الثالث لافتاً ومميزاً ويضفي نكهة خاصة على الأعمال التي يشاركون فيها، وهم نجحوا بأدوارهم الجانبية أن يحملوا الدراما على أكتافهم وأن ينقلوها إلى برّ الأمان، بخاصة أن أدوار البطولة الأولى غالباً ما تكون محدودة ونمطية. وكانت تقلا شمعون أول ممثلة فرضت نفسها كنجمة من ممثلات الجيل الثالث عندما شاركت في مسلسل "روبي"، ثم كرت السبحة، لتشمل هيام أبو شديد وتقلا شمعون ورولا حمادة وعايدة صبرا وجوليا قصار وكارمن لبس ورندة كعدي وختام اللحام، كما لمع بين الممثلين أسماء فادي إبراهيم وخالد السيد وأسعد رشدان، طبعاً من دون إغفال البصمة التي تركها ممثلو الجيل الرابع من الممثلين والممثلات وفي مقدمهم نقولا دانيال وأحمد الزين ووفاء طربيه ومارسيل مارينا وسميرة بارودي.

حب وظلم

الممثلة هيام أبو شديد تعتبر أن الدراما تحتاج إلى ممثلين من كل الأجيال لتقديم أعمال كاملة متكاملة، إلا إذا كانت القصة تدور حول موضوع يرتبط بعمر معين، وتضيف: "الناس يحبون جيلنا الفني، ومتعلقون به. مثلاً كل الناس يتحدثون عن دور "سعدى" الذي لعبته في مسلسل "كل الحب كل الغرام"، لأنه أتاح أمامي الفرصة للتعبير التمثيلي في مواقف وقضايا مختلفة، حتى دور الأم، الذي يهرب منه البعض ويعتبره محدوداً، يمكن أن يكون لافتاً، لأن هناك فرقاً بين أم وأخرى في الحياة، مثلاً قصة الأم التي تقدمها رولا حمادة في مسلسل "من الآخر" تختلف عن قصة الأم التي ألعبها في المسلسل نفسه. ومع أن مساحة الدور و"السكربيت" المكتوب ليسا كبيرين، لكن المخرج شارل شلالا قال لي أحتاج إلى ممثلة تعطيه روحاً، وأنا استغربت كمية التعليقات عليه مع أنه عادي وليس كدور سعدى. جيلنا يوحي للناس بالبركة ونوستالجيا الزمن الجميل، عندما كنا نطل كطلاب في بداياتنا، مع جيل ليلى كرم عليا نمري وهند أبي اللمع، الذي كان يمثل لنا حينها جيل البركة والزمن الجميل".

وأشارت أبو شديد إلى أن البطلة في الدراما تطل بصورة الفتاة التي تعيش قصة حب وتقاوم الظلم، أما ممثلات الجيل الثالث فيبرزن بقوة في الأدوار الجانبية، وتضيف "لكن حتى لو كانت أدوار البطلات تدور في فلك واحد، هناك فرق في طريقة حمل الدور بين ممثلة وأخرى، وأنا على قناعة بأن الممثلة تعير بجسدها ورائحتها وشكلها وعيونها لدورها وتموت من أجل ولادته".

أما جوليا قصار فتلفت إلى أهمية الأدوار الجانبية في الدراما، ومن بينها دور"عايدة" الأم والزوجة والحبيبة التي قاتلت في الحرب الأهلية، الذي لعبته في مسلسل "إنتِ مين" قائلة: "أنا لا أعمل في الدراما التلفزيونية كثيراً، بل أركز على السينما والمسرح. ولا أعتبر أن دوري في "إنتِ مين" كان جانبياً بل رئيسياً، لأن قصة المسلسل تدور حوله، وشاركت فيه بعد إصرار كارين رزق الله وإيلي معلوف، خصوصاً أنه محوري وأساسي ومكتوب بذكاء"، وتابعت "يمكن أن يعتمد المسلسل أحياناً على أدوار رئيسية، لكن هذه الأدوار لم تعد محصورة بممثليْن فقط، بل يمكن أن تكون مشتركة بين أربعة أو خمسة ممثلين أو حتى أكثر بهدف تحقيق النتيجة المرجوة".

وعن سبب التفات المنتجين في السنوات الأخيرة  إلى أهمية مشاركة جيلها الفني في الدراما التلفزيونية وبخاصة القادمين من المسرح، أوضحت: "جيلنا هو الذي تُكتب له الأدوار المميزة ويتم الرهان عليه. كل الممثلين الذي ينتمون إلى جيلي الفني والعمري يعتبرون ركيزة أساسية في أي فيلم سينمائي أو مسلسل تلفزيوني في الخارج أما الجيل الشاب فهو المكمّل. هم يراهنون على الممثل صاحب التجربة الكبيرة ويكتبون له أدواراً لضمان نجاح أعمالهم. أما في الدراما اللبنانية، فبدأ الرهان على جيلنا الفني لأنهم بذلك يلعبون "اللعبة الصحيحة" ولا يمكن التغاضي عن 30 عاماً من العمل في المهنة، وكل ممثل من الأسماء الكبيرة، يفترض أن يتواجد على الساحة وأن تكتب له أدوار لا يمكن لغيره أن يلعبها. لا يجوز إسناد دور مهم لأي ممثل، ما لم تتوفر عنده الموهبة والخلفية المهمة، وإلا فلن ينجح العمل. الجيل الثالث هو الركيزة الأساسية لأي عمل فني".

المزيد من ثقافة