Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المواقع الأثرية في شمال شرقي سوريا مهددة بالانهيار والنهب

تعمل الإدارة الذاتية على ترميم عدد منها فيما تغيب البعثات الأوروبية بسبب الأوضاع الأمنية في البلاد

منذ أكثر من أسبوع، يتوجه عدد من سكان قرية تل بيدر، الواقعة في منتصف الطريق الواصلة بين مدينتي الدرباسية والحسكة، قرب الطريق الدولية "M4"، إلى التل الأثري المتاخم للقرية بغية المشاركة في أعمال ترميم تشرف عليها مديرية الآثار في الحسكة، التابعة للإدارة الذاتية.

يضم التل الأثري، الذي تبلغ مساحته 25 هكتاراً، عدداً من بقايا مبان تعود إلى حضارات تاريخية مختلفة، منها قصر يعود إلى الفترة السومرية وآخر إلى الفترة الهلنستية، بالإضافة إلى آثار لأربعة معابد وسور يحيط بالموقع يبلغ طوله 2 كيلو متر.

ويقول عدنان بري، مسؤول مديرية الآثار في الحسكة، إن بعثة تنقيبية أوروبية عملت في التل منذ عام 1992 وحتى 2010، لكن التنقيبات توقفت بسبب الحرب في البلاد.

ويضيف بري أن تل بيدر اكتشفت فيها أقدم الكتابات في حوض الخابور، وبينت اللقى والرقيمات الأثرية اسم الموقع الذي عُرف بـ"نابادا" الذي كان موقعاً اقتصادياً تابعاً لـ"ناغار" (الواقع قرب بلدة تل براك 40 كيلو متراً شرق الحسكة).

ويقول مدير الآثار في الحسكة إن الموقع تعرض لانهيارات وتكهفات بعد توقف عمل البعثات الأثرية الأوروبية عام 2010، لكن "قمنا بتغليف الكتل المعمارية الأثرية بكتل طينية مستحدثة" بهدف حمايتها من الانهيار.

وذكر أن مديرية الآثار رممت خلال الفترة السابقة عدداً من المواقع الأثرية في منطقة الجزيرة، كقلعة سكرة التي تعود إلى الفترة الأيوبية، بالإضافة إلى توثيق المواقع والتلال الأثرية، التي تبلغ 1043 موقعاً.

قلعة جعبر مهددة بالانهيار

تداول ناشطون في سبتمبر (أيلول) الماضي صوراً تبين تشقق جدران قلعة جعبر، الواقعة قرب مدينة الطبقة غرب الرقة، ودعوا المنظمات الدولية والإدارة الذاتية إلى التدخل واتخاذ إجراءات سريعة لمنع وقوع انهيارات في أقسام القلعة، التي تعود إلى عصر ما قبل الإسلام، وأبرزها البرج الوحيد فيها، الذي شهد تشققات كبيرة بسبب غياب الترميم وتوقف عمل البعثات.

مواقع أثرية تحت السيطرة التركية

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

خلال العملية العسكرية التركية على منطقتي تل أبيض وسري كانيه (رأس العين)، العام الماضي، وقع 60 موقعاً أثرياً تحت سيطرة القوات التركية والفصائل السورية المسلحة الموالية لها، أبرزها تل حلف وتل فخيرية بالقرب من سري كانيه، فيما ذكرت تقارير أن عدداً منها تعرض للنهب والحفر العشوائي بغية استخراج اللقى والآثار منها وتهريبها.

بينما وقعت جميع المواقع الأثرية في منطقة عفرين تحت سيطرة تركيا، بعد تنفيذها ما يعرف بـ"عملية غصن الزيتون" عام 2018، ومن أبرزها قلعتا النبي هوري وسمعان.

قسد تتعهد بحماية الآثار

في 12 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أصدرت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) جملة تعليمات عسكرية وإدارية تعهدت فيها ضمان احترام الممتلكات الثقافية أثناء النزاع المسلح وعدم المساس بها في المناطق الخاضعة للسيطرة الأمنية والعسكرية لمجلس سوريا الديمقراطية.

وأكدت "قسد" التزامها إخلاء المواقع الأثرية وكل ما يتعلق بالإرث الثقافي من أي وجود عسكري إن وجد، وعدم إلحاق الضرر بالإرث الثقافي عن قصد.

كما تمتنع "قسد"، بحسب تعليماتها، عن استخدام الممتلكات الثقافية ومحیطھا المباشر لأغراض عسكرية، على أن تتخذ الاحتياطات الممكنة لتجنب الأضرار العرضية التي تلحق بالممتلكات الثقافية وتقلیلھا بأي حال من الأحوال.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير