Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"ستاشر" أول فيلم مصري يحصل على السعفة الذهبية من مهرجان كان

استمر تصويره على مدى يومين قبل أشهر عدة من المشاركة في المسابقة وبطله كان يتوقع الفوز بالجائزة

مخرج فيلم "ستاشر" سامح علاء يتسلم جائزته (الصورة تخضع لحقوق الملكية الفكرية، الحساب الرسمي لمهرجان كان على فيسبوك)

15 دقيقة فقط منحت مصر السعفة الذهبية من مهرجان كان السينمائي، وهي الأولى في تاريخها سينمائياً. فيلم "ستاشر.. أخشى أن أنسى وجهك" الذي تم تصويره على مدى يومين فقط توج بالجائزة الكبرى للمهرجان السينمائي البارز في دورته الخاصة التي اختتمت يوم الخميس، حيث كانت فرنسا تحتفي بالمخرج المصري سامح علاء على بعد 25 كيلو متراً تقريباً من حادث الطعن الذي جرى في نيس صباح أمس، وقبل يوم واحد من العودة إلى إغلاق شبه كامل لمواجهة موجة كورونا الثانية.

واستطاع الفيلم الروائي القصير الحصول على جائزة السعفة الذهبية بعد المنافسة مع 11 فيلماً في الفئة نفسها، في إنجاز تاريخي للسينما المصرية.

يذكر أن مهرجان كان السينمائي، أجّل دورته لسنة 2020 حتى مايو (أيار) 2021، بسبب انتشار جائحة كورونا. وجرى الاكتفاء بتنظيم دورة مصغرة من المهرجان استمرت ثلاثة أيام في الفترة من 27 حتى 29 أكتوبر (تشرين الأول) 2020.

وأعلن عن فوز الفيلم من خلال تغريدة للحسابات الرسمية للمهرجان على مواقع التواصل الاجتماعي جاء فيها: "تهانينا للمخرج المصري سامح علاء الذي فاز الليلة بالسعفة الذهبية عن فيلمه القصير "أخشى أن أنسى وجهك!"، وأُرفقت التغريدة بصورة للمخرج مبتسماً سعيداً بجائزته متصوراً أنه أمام جمهور غفير (غير موجود بالطبع) نظراً لإقامة المهرجان في ظروف استثنائية ووسط إجراءات احترازية بسبب الجائحة، ما حرمه من تتويج ضخم وصاخب كان ينتظره الكثير.

بطل الفيلم يدفع ثمن الجائزة سريعاً!

وفي اللحظة نفسها تقريباً قام علاء بمشاركة بطل الفيلم النجم الصاعد سيف حميدة الفرحة عن بعد، من خلال اتصال هاتفي سريع، إذ يتواجد في مصر لحضور فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الجونة السينمائي حيث يعرض الفيلم ضمن المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة أيضاً. وستبقى هذه الذكرى هي الأكثر قيمة فنياً بالنسبة للشاب صاحب الـ 21 سنة الذي يدرس في السنة الثانية بأكاديمية الفنون، في شعبة المسرح الشعبي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتحدث حميدة بحماسة بالغة عن أجواء تلقيه الاتصال الهاتفي بشأن الجائزة التي دخل بها الفيلم التاريخ عبر أكثر من زاوية، فهو أول فيلم مصري يحصل على سعفة "كان" بعدما نافس عليها بأفلام روائية طويلة كبار المخرجين من مصر بينهم يوسف شاهين وصلاح أبو سيف وهنري بركات وكمال الشيخ ويسري نصر الله وغيرهم، حيث نافست السينما المصرية في المهرجان منذ دورته الأولى عام 1946 بفيلم "دنيا" لمحمد كريم.

الفيلم عرض في القاعة الرسمية الكبرى للمهرجان بحضور جمهور كبير نسبياً على الرغم من الإجراءات الاحترازية، وهي القاعة المخصصة للأفلام الروائية الطويلة، وتعرض فيها هذا العام الأفلام القصيرة للمرة الأولى في تاريخه، بحسب ما أكد حميدة لـ "اندبندنت عربية"، مشيراً إلى أنه نظراً لظروف تفشي كورونا تم ترحيل موعد إقامة دورة مهرجان كان 2020، وإلغاء مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، فأخذت القصيرة مكان عرضها، كدورة خاصة /لكن بتتويجها لفيلم عربي بالسعفة الذهبية تحولت بالنسبة للمهتمين بالسينما في المنطقة إلى واحدة من أبرز دورات المهرجان. 

 

عودة الأفلام الروائية المصرية لمهرجان كان

كانت للسينما العربية صولات وجولات وعروض في أقسام المهرجانات المختلفة، كما توجت أفلام عربية ومصرية، ومن أشهر التكريمات تكريم المخرج المصري الراحل يوسف شاهين الذي تسلم جائزة الإنجاز العام عن مجمل أعماله وسط حفاوة بالغة عام 1997 في اليوبيل الذهبي لمهرجان كان الذي طالما احتفى بأفلامه المهمة، وتأتي الجائزة الكبرى هذه السنة لتكون علامة جديدة على خطوات هذا الجيل السريعة نحو العالمية، فالوسط السينمائي يحتفي بجائزة السعفة الذهبية لفيلم "ستاشر" بعد ساعات من الاحتفاء بتولي المصري محمد دياب مهمة الإخراج في مسلسل "فارس القمر" في عالم "مارفل"، حيث يقوم ببطولة العمل أوسكار إسحق.

مفارقة مع فيلم "الحريف"

وبالعودة لفيلم "ستاشر.. أخشى أن أنسى وجهك" الذي طوّر له السيناريو محمد فوزي، فهو عن رحلة حب شاقة ويائسة، عن البطل آدم وحبيبته نورهان التي تختفي وتقوم بشخصيتها نورهان عبد العزيز، ويحاول أن يلتقي بها فيكتشف أنها انتحرت. وتتلخص مهمته في محاولة النظر إلى وجهها قبل أن تدفن، وهنا يتذكر حميدة قصة المشاركة في الفيلم من البداية، حيث يضيف قائلاً: "قمت بعمل اختبار كاميرا عام 2017 حينما كنت في الـ 18 من عمري، وتم اختياري للمشاركة في العمل، ولكننا لم نبدأ التصوير إلا في فبراير ( شباط) 2020، في منطقة وسط البلد على مدار 48 ساعة، ومن ضمن المواقع كان سطح إحدى العمارات الذي اكتشفنا في ما بعد أنه كان ضمن مواقع التصوير الرئيسية في فيلم "الحريف" عام 1984 لعادل إمام وإخراج الراحل محمد خان، حيث كان آخر فيلم تم تصويره هناك قبل فيلمنا".

الفيلم يعتبر التجربة الإخراجية الثانية لسامح علاء بعد فيلم "خمستاشر" الذي شارك في مهرجان تورنتو بكندا قبل ثلاثة أعوام، وقد عرض في اليوم نفسه لتتويجه بالجائزة الحالية في 29 أكتوبر أيضاً.

وأبدى بطل الفيلم سعادته بالتواجد الجماهيري في القاعة الرسمية على الرغم من القيود، واختتم تعليقه على اقتناص الجائزة بالقول: "كنت أعلم في قرارة نفسي أننا سنفوز بالجائزة الكبرى، وهذا أمر ليست له علاقة بمستوى بقية الأفلام التي لا أعرف الكثير عنها ولا بأي معطيات محددة، لكنه أمر يتعلق بشعوري اليقيني ناحية بعض المواقف وهو ما حدث في هذا الفيلم أيضاً".

اقرأ المزيد

المزيد من سينما