Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معركة انتخابية أميركية بالمليارات تمنع ترشح المستحقين

تتوقف قوة المرشح على حجم ما يجمعه من مال لإنفاقه في الحملة

أميركية تدلي بصوتها عبر الاقتراع المبكر في ولاية أيوا في 29 أكتوبر الحالي (أ ف ب)

عصب الانتخابات الرئاسية والتشريعية والبلدية وحاكمية الولايات في أميركا هو المال. والقاعدة الثابتة هي: لا مال، لا حياة للحملة الانتخابية. وعلى عكس ما يحدث في لبنان وبلدان عدة في المنطقة وكل القارات، حيث يدفع المرشحون المال للناخبين، فإن الناخبين في أميركا هم الذين يتبرعون بالمال لحملات المرشحين. والغريب هو أن قوة المرشح تتوقف، من بين عوامل عدة، على مدى ما يجمعه من مال لإنفاقه في الحملة. مال المتبرعين العاديين، ومال المتبرعين الكبار من أصحاب الشركات والمصالح، في رهان على الحصان الرابح.

جمع الأموال

مفهوم أن يقول روبيرت شارما، كبير الاستراتيجيين في "مورغان ستانلي" إن "الأسواق حيادية في المعارك الرئاسية لأن مقياسها اقتصادي لا سياسي، والقائد الذي تصغي إليه السوق هو رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي، وليس الرئيس الذي في البيت الأبيض". لكن الواقع أن السوق توزّع التبرعات على الطرفين، مع تقديم مبالغ أكبر للمرشح الذي تراهن على نجاحه، بالتالي على صفقات وخدمات يقدمها مَن ينجح مقابل التبرعات. وفي هذه الانتخابات، حصلت حملة المرشح الديمقراطي جو بايدن على مبالغ تتجاوز ما حصلت عليه حملة المرشح الجمهوري الرئيس دونالد ترمب. والوضع مماثل بالنسبة إلى حملات المرشحين الديمقراطيين إلى الكونغرس. والأرقام كبيرة جداً وتزداد في كل معركة انتخابية. في المعركة الحالية، جمعت حملة ترمب 1.5 مليار دولار أنفق معظمها حتى الآن بحيث وصلت إلى أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، مع صندوق الحزب الجمهوري برصيد 254 مليون دولار. أما حملة بايدن التي جمعت مبلغاً أكبر، فوصلت إلى أكتوبر مع صندوق الحزب الديمقراطي برصيد 432 مليون دولار. وفي الأشهر الماضية إذ تجاوز إنفاق ترمب 800 مليون دولار، كان رأي الاستراتيجي الجمهوري إد رولنز أنه "إذا أنفقتَ هذا المبلغ الكبير، وبقيت وراء خصمك بعشر نقاط، فإن عليك أن تقدم جواباً عن سؤال: ما هي خطة اللعبة؟".


مدة طويلة ومرهقة

وتلك هي المشكلة التي تشكو منها النخبة الأميركية وتطالب في كل انتخابات بإصلاح النظام الانتخابي: اختصار المدة الطويلة المرهقة للحملات الانتخابية التي تستغرق نصف ولاية كل رئيس. وتخفيف دور المال الذي يحول دون أن يترشح أصحاب الكفايات العالية والأكاديميون. والدعوة الى إلغاء نظام "الكلّية الانتخابية" والعودة إلى نظام التصويت الشعبي المباشر. وترى صحيفة "نيويورك تايمز" أنه "لا مبرر للقول إن الكلّية الانتخابية هي لمنع غلبة المدن الكبيرة على الصغيرة، فسكان مئة مدينة كبيرة هم 20 في المئة من مجموع الأميركيين. والنظام الذي يقال إنه من أجل المساواة ولِد قبل المدن الكبيرة". وهناك أيضاً دعوات عبّرت عنها سوزان رايس إلى إنصاف العاصمة "واشنطن دي سي" وهي العاصمة الوحيدة في العالم الديمقراطي التي ليس لها حق التصويت، ولا تمثيل لها في مجلس الشيوخ، بالتالي اعتبارها الولاية الحادية والخمسين، إذ إن عدد سكانها 700 ألف نسمة، أي أكثر من ولايات وايومينغ وفيرمونت وديلاوير وألاسكا، كل على حدة. لكن من مشكلات الانتخابات الأميركية أيضاً، المرشح الثالث، إذ يترشح العشرات من دون أمل في شيء دفاعاً عن قضايا مثل السماح بالمخدرات والحفاظ على البيئة والدفاع عن حقوق المثليين. ذات يوم، كان "المرشح الثالث" الأشهر هو روس بيرو، الذي تسبب بسقوط الرئيس جورج بوش الأب. واليوم ظهر اسم كانييه وست الملياردير، زوج كيم كارداشيان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


سلاح الدين

ويروي المدير السابق للاستخبارات المركزية جون برينان في كتاب جديد عنوانه "شجاعة: قتالي ضد أعداء أميركا في الداخل والخارج" أنه صوّت في أيام شبابه عام 1976 لمرشح الحزب الشيوعي، احتجاجاً على "السياسات الحزبية للجمهوريين والديمقراطيين". فضلاً عن إدخال الدين في الحملات الانتخابية، فيقول ترمب إنه "إذا نجح بايدن، فسيؤذي الكتاب المقدس ويؤذي الله لأنه ضد الله والسلاح". ويرى جون ميتشام، مؤلف "أمل المجد" أن "الدين هو أفضل أمل ضد ترمب". وفضلاً أيضاً عن مطالبة الرئيس الأميركي بفحص القدرات العقلية لـ"جو النعسان". والواقع، بحسب إحصاءات جامعة ديوك، هو أن "نصف رؤساء أميركا عانوا مرضاً عقلياً في بعض المراحل و25 في المئة من هؤلاء اقتربوا من معايير انهيار الأعصاب، وبينهم كبار مثل جيمس ماديسون وأبراهام لينكولن وكالفن كوليدج". وعلى عكس التصورات، فإن ما حدث في 16 استحقاقاً انتخابياً منذ عام 1869 هو "انتعاش الأسواق بخسارة الجالس في البيت الأبيض".
والأساس في البداية والنهاية هو أن "الديمقراطية تعتمد على موافقة الخاسرين على نتائج الانتخابات"، بحسب يوني آبلبوم في صحيفة "أتلانتيك". والمسألة الخطيرة حالياً هي امتناع ترمب عن التزام التسليم بنتائج الانتخابات، إن لم يربح.

المزيد من تحلیل