واصلت أسعار النفط هبوطها لليوم الثاني على التوالي، وذلك بعد جلسة دامية أمس الأربعاء، تكبّد فيها الخام الأميركي خسائر بأكثر من خمسة في المئة. مع إعادة حكومات فرض قيود لاحتواء موجة ثانية من كورونا، ووسط مؤشرات على تخمة معروض عالمي آخذة بالتنامي.
وفي التعاملات المبكرة من جلسة الخميس، كانت العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط منخفضة بنحو ثمانية سنتات، بما يعادل 0.21 في المئة إلى 37.31 دولار للبرميل، في حين نزلت عقود خام القياس العالمي برنت بنحو 12 سنتاً أو 0.31 في المئة المئة لتسجل 39 دولاراً.
وكانت أسعار النفط قد عمّقت خسائرها خلال تعاملات أمس الأربعاء، إذ هبط سعر العقود الآجلة لخام نايمكس الأميركي تسليم ديسمبر (كانون الأول) المقبل 5.5 في المئة إلى مستوى 37.39 دولار للبرميل. بينما تراجع سعر العقود الآجلة لخام برنت القياسي للتسليم نفسه 4.7 في المئة إلى مستوى 39.26 دولار للبرميل.
إجراءات غلق الاقتصاد تضغط بشدة على الأسعار
ووسط تزايد إصابات كورونا في أوروبا، فرضت فرنسا لزوم المنازل من غد الجمعة إلا للأنشطة الضرورية، في حين ستغلق ألمانيا الحانات والمطاعم والمسارح من الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى نهاية الشهر. وسجلت الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبلدان أخرى زيادات قياسية في حالات الإصابة بكورونا خلال الأيام الماضية، وفرضت الحكومات الأوروبية قيوداً جديدة، في محاولة للحد من التفشي السريع للمرض.
ووفق وكالة "رويترز"، قالت مارغريت يانج، الاستراتيجية في "ديلي أف إكس"، "توقعات الطلب تتدهور مع اكتساح موجة فيروسية ثانية الولايات المتحدة ومعظم أوروبا". مؤكدة أن "تشديد إجراءات التباعد الاجتماعي وزيادة الإغلاقات قد يكون لهما تأثير أكبر من المتوقع في الطلب على الطاقة".
وفي مذكرة بحثية حديثة، قالت "آي أن زد" للأبحاث، "عودة الجائحة إلى التنامي تضغط على (أوبك) لتأجيل زيادة إنتاجها المزمعة في يناير (كانون الثاني) المقبل". وتعتزم منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها، في ما يعرف بمجموعة "أوبك +"، تقليص تخفيضات الإنتاج في يناير من 2021 من 7.7 مليون برميل يومياً حالياً إلى 5.7. ومن المتوقع أن يزيد إنتاج ليبيا النفطي إلى مليون برميل يومياً في الأسابيع المقبل، وهو ما يضيف ضغوطاً على الأسعار.
قفزة كبيرة بإنتاج النفط الأميركي
وأمس، أظهرت بيانات رسمية حديثة، أن إنتاج النفط في الولايات المتحدة قفز بنحو 1.2 مليون برميل يومياً خلال الأسبوع الماضي. وكشفت بيانات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، ارتفاع إنتاج البلاد من النفط إلى 11.100 مليون برميل يومياً في الأسبوع المنتهي في 23 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي من 9.900 مليون برميل يومياً في الأسبوع السابق له.
وبهذه الزيادة التي جرت خلال الأسبوع الماضي، أعاد إنتاج الخام الأميركي ما فقده خلال الأسبوعين السابقين، بعد أن تضرر من إعصار "دلتا" في خليج المكسيك. وارتفعت الصادرات بنحو 424 ألف برميل يومياً في الأسبوع الماضي، لتصل إلى 3.460 مليون برميل يومياً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما زادت الواردات الأميركية من النفط إلى 5.664 مليون برميل يومياً في الأسبوع الماضي، مقارنة مع 5.118 مليون برميل يومياً في السابق له. ويعني ذلك أن صافي واردات الولايات المتحدة من الخام، الذي يمثل الفارق بين الصادرات والواردات قفز بنحو 121 ألف برميل يومياً ليصل إلى 2.20 مليون برميل يومياً.
وعلى صعيد المخزونات، فقد ارتفعت بالولايات المتحدة بأكثر من التوقعات خلال الأسبوع الماضي، في حين هبطت مخزونات البنزين.
وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، ارتفاع مخزونات النفط بمقدار 4.3 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 23 أكتوبر الحالي، لتصل إلى 492.4 مليون برميل. وكانت توقعات المحللين تشير إلى زيادة بمقدار 1.5 مليون برميل في الأسبوع الماضي. في حين تراجعت مخزونات البنزين في الولايات المتحدة بمقدار 0.9 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي.
وأمس، قال وزير الطاقة الأميركي دان بروليت، إنه ليس متأكداً من أن إنتاج الولايات المتحدة من النفط سيعود قريباً إلى مستوى 13 مليون برميل يومياً، الذي سجله في وقت سابق من العام الحالي، وذلك بسبب ضعف الطلب الناتج من جائحة كورونا. وأشار إلى أنه لا يوجد على ما يبدو طلب استهلاكي كافٍ لدفع الإنتاج للارتفاع، وأن إنتاج الخام الأميركي قد يبلغ نحو 11 مليون برميل يومياً العام المقبل.