Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الممثلة جوليا ستايلز ترجح أنها "نضجت بسرعة" وباتت متحاذقة

نجمة مسلسل"ريفييرا" تتحدث عن القلق من كورونا وطموحها في إخراج مسرحية ديفيد ماميت "أولييانا" المثيرة للجدل

جوليا ستايلز في استضافة تلفزيونية عن مسلسل "ريفييرا" (غيتي)

تشير جوليا ستايلز إلى أن شخصية الذَكر الممتشقة للسلاح في الأفلام "تُعد شخصية جذابة"، لكن "عندما تمتشق الشخصيات النسائية سلاحاً فإن ردود الفعل تتنوع وتختلف". ولم يكن قليلاً أبداً عدد تلك المشاهد التي تضم الممثلة البالغة من العمر 39 سنة، ممتشقة السلاح وتخوض المطاردات في مسلسل "ريفييرا" Riviera، العمل الميلودرامي اللماع الذي تدور حوادثه في "كوت دازور" Cote D’Azur (في منطقة الـ"ريفييرا" الفرنسية).

كذلك فأنها تؤدي دور البطولة في المسلسل التلفزيوني المذكور منذ 2017. وقد بدأت ستايلز التي بدأت في التمثيل كمراهقة مشاكسة في "10 أشياء أكرهها فيك" 10 Things I Hate About You في 1999، تؤدي اليوم دور جورجينا كليو، المشرفة الفنية التي تتعرض حياتها للانهيار تزامناً مع انهيار حياة زوجها البليونير (الذي يتلقى ضربة قاضية على يخته الفاخر حيث يدير صفقاته المشبوهة).

وفي بداية ذلك المسلسل ["ريفييرا"]، تكون جورجينا محور الحياة العاطفية في عائلتها بالتبني، بيد أنها لا تلبث لاحقاً أن تبتعد من هذا المحور، فينتهي الفصل الأول من ابتعادها ذاك بجريمة قتل. وكذلك ينتهي الفصل الثاني بحادثة حريق متعمدة. وأنا لم يسمح لي إلا بمشاهدة أول حلقتين من الفصل الثالث القادم للمسلسل، ويضمان أن جورجينا تتمكن من استعادة اسمها قبل الزواج، وتقبل بوظيفة ضمن مشروع لاسترجاع الأعمال الفنية المسروقة. ولن يمضي وقت طويل على انطلاق حوادث هذا الفصل حتى يبدأ دوي الرصاص.

عن شخصية جورجينا هذه، تتحدث ستايلز عبر مكالمة فيديو من مدينة "فانكوفر" حيث تحجر نفسها وزوجها المصور المساعد بريستون كوك، وابنهما سترومر البالغ من العمر سنتين (الذي سمي تيمناً بمغني فرقة "ذا كلاش" الأساسي، جو سترومر)، وتصف جورجينا بأنها "امرأة متهورة لا تتجنب الخطر".

في المقابل، جاءت أفعال جورجينا الأكثر عنفاً التي تُقدِم عليها عمداً مع سابق إصرار وتصميم، كفكرة تمسكت بها ستايلز نفسها، وتصفها بأنها "ليست مجرد أفعال دفاعٍ عن النفس أو متأتية بفعل غضب عشوائي". ومرد ذلك أن ستايلز لم تشأ لجورجينا في الأصل، أن تكون مجرد فتاة طيبة. "لمَ لا؟"، تسأل الممثلة، وتجيب نفسها بنفسها باستخفاف "حسناً، لأن ذلك مضجر". وتتابع، "لا أريد مشاهدة عرض لا يتخطى أبطاله فيه قراراتهم الصائبة على مدار الوقت. فأنا غدوت ممثلة لأني أود أن أؤدي على الشاشة الأدوار التي لا أجرؤ أو لا أحظى بالمقومات اللازمة لفعلها في الحياة الواقعية. لذا، لا يعدو أداء دور فتاة طيبة كونه أمراً مضجراً. في المقابل، يمثل لي أداء دور شخص يُقدم على قرارات خاطئة، أمراً أكثر جاذبية". واستطراداً، لقد شكل مصدر إحباط لستايلز أن يبقى "ريفييرا"، بوصفه ذاك العرض المليء بالتمثيل المتكلف والجنس والمشاهد الفاحشة، ضمن حدود المبتذل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومنذ بداية مسيرتها الفنية، حظيت الممثلة بالقول الفصل تجاه ما أدته من أدوار، وتجاه مظهرها العمري الثابت، وصوتها العذب، ونظرتها الواثقة التي غالباً ما تقود إلى "أمر يكاد يكون وحشياً"، على ما ذكر مرة ستوكارد تشانينغ، شريكها بدور البطولة في "أعمال الغرباء" (2001) The Business of Strangers.

ولستايلز حضورٌ قوي في تطبيق "زووم" للاتصال الرقمي لا يقل قوة عن حضورها في الأفلام، وذلك على الرغم من التوتر الذي اتسمت به ولقد فاق توقعاتي. وإذ ترتدي "تي شيرت" رمادية اللون، فإنها تواظب على عادة رفع شعرها البُني المتموج بكلتا يديها، لتعود وتتركه ينسدل على وجهها مرة أخرى. وعندما سألتها عن نجاحها في تخطي القلق المتأتي من الجائحة أجابت بلا تردد، "لا. إنه أمر جنوني. أشعر بمستوى عالٍ من القلق، إذ يبدو كأنه، على عهده دائماً، يغلي في الداخل، وأنت تفعل ما بوسعك كي تتركه هناك، حيث هو موجود. لقد كان الأمر بمثابة قاطرة مشاعر سريعة على مدى الأشهر الستة الأخيرة. وكذلك فلقد تضمن كل شيء، من سعيٍ دؤوبٍ إلى اختطاف لحظات الفرح، إلى الانفجار بالبكاء من دون سبب". في المقابل، ذكرت إنها سعيدة حيث هي. "كأنني الآن أتوق للمقابلات"، بحسب قولها، "لأنه بإمكانك التحدث مع شخص ما".

حتى أنها رحبت بمناقشة "10 أشياء أكرهها فيك". كنت أتساءل قبل محادثتنا عما إذا كانت قد سئمت من موضوع هذا العمل. بيد أنها في النهاية حققت أعمالاً رائعة كثيرة خلال العقدين بعد الفيلم المذكور، كـ"احتفظ بالرقصة الأخيرة" (2001) Save the Last Dance، أفلام جايسن بورن Jason Bourne، "كراس بارقة الأمل" (2012) Silver Linings Playbook، و"النصابون" (2019) Hustlers.

في المقابل، لم تذهب أياً من الشخصيات التي أدتها عميقاً في قلب وعقل جيل كاملٍ من الشابات، بمثل ما فعلت "كات ستراتفورد". إذ حُولت تلك البطلة الشكسبيرية تلميذةً انطوائيةً بمدرسة ثانوية في تسعينيات القرن العشرين، فكانت فتاة ساخطة ومستقيمة وغير مبالية، لحسن حظها، بفكرة أن يكون المرء "لذيذاً". إنها (كات) تلك التي ذكرت مرة في صف اللغة الإنجليزية "في هذا المجتمع أن يكون المرء ذكراً ووقحاً فذاك برأيي يجعله مؤهلاً لهذا الزمن". وقد استند الفيلم إلى مسرحية "ترويض المتمردة" The Taming of the Shrew لوليم شيكسبير.

في تطور آخر، يعود مزاج كات إلى الاعتدال في ما بعد بفضل الطالب الجديد والفتى الشقي "باتريك"، الذي أدى دوره الممثل الكبير الراحل هييث ليدغير (1979- 2008). وعن العلاقة بين كات وباتريك، تذكر ستايلز اليوم أن "الأمر لم يعنِ أن باتريك جعلها تخضع. بل أسهم في التخفيف عنها، وفي جعلها أكثر انفتاحاً إلى حد ما، تجاه الآخرين". وحين أطلعت ستايلز على شخصية تلك الفتاة، أولعت بـ"كات" على الفور. وتتحدث جوليا التي نشأت في شقة بدور علوي بحي "سوهو" النيويوركي، عن شخصية كات، فتذكر إنه "عندما بلغتُ الـ17 من عمري، أَلَم بي شيء كثير من غضب المراهقة، وتعودت على سماع نصائح تطلب مني أن أكون أكثر نشاطاً أو حيوية، وأن أخفف عن نفسي وأكف عن التجهم". وعندما بلغت ستايلز السادسة من عمرها، كتبت رسالة إلى عمدة نيويورك تطالبه فيها بإنشاء نظام جديد للتخلص من النفايات والفضلات. وتتذكر ذلك الأمر، "كنت أحاول تكوين هوية لنفسي".

 

 

بالنسبة إلى مسيرتها الفنية، بدأت ستايلز التمثيل قبل بلوغها سن المراهقة. وتذكر إنه "في سن الـ17 تتأثرين كثيراً بما يشجع الناس عليه وبما لا يشجعون عليه. بعدها، قرأت نص "10 أشياء أكرهها فيك". وبلا تردد وقعت في غرام هذه الشخصية. وقلت لنفسي "أخيراً شخصية فتاة مراهقة تخاطبني". لقد جاءت تلك الشخصية بمثابة تأكيد على أنه لا بأس في أن تكوني مثقفة، ولا بأس في أن تكوني جدية بعض الشيء، خصوصاً في ذلك العمر". ثم تضيف ضاحكة، "أستعيد ذلك الآن وأرى أكثر الجانب الفكاهي في هذه الشخصية. من المضحك كم كانت كات غاضبة، وجدية وصِدامية. ذاتي الأكبر عمراً، لسخرية القدر، تقول الآن "لا بأس، خففي عن نفسك قليلاً".

بعد مضي سنتين على ذلك الفيلم، حلقت ستايلز من جديد في قمة مبيعات شبابيك التذاكر، مع فيلم "احتفظ بالرقصة الأخيرة". ويروي ذلك الشريط قصة رومانسية لمراهقة هي راقصة باليه طموحة تنتقل إلى مدرسة في شيكاغو معظم تلامذتها من السود. وفي تلك المدرسة، تُغرَمُ براقص هيب هوب (شون باتريك توماس). حقق الفيلم نجاحاً ساحقاً، مُسجلاً أرباحاً بلغت 100 مليون جنيه إسترليني (حوالي 125مليون دولار أميركي)، وأسهم أيضاً في فتح كل الأبواب التي تتمنى نجمة سينمائية شابة أن تُفتح لها. من ناحية أخرى، فضلت ستايلز متابعة دراستها، والتحقت بالجامعة. إلا أنها لم تتخل عن هوليوود كلياً، لكن مواعيد التصوير لفيلم "هوية بورن" (2002) The Bourne Identity كان ينبغي ألا تتضارب مع مواعيد امتحاناتها، كما توجب على الصحافي الذي أجرى معها مقابلة رئيسة تصدرت غلاف مجلة "رولينغ ستون" Rolling Stone أن يلاحقها من مكان إلى آخر في أرجاء الحرم الجامعي، حيث كانت تشتري كتب الفلسفة.

تروي ستايلز عن تجربتها في ذلك الوقت، مشيرة إلى أنه "بصراحة، كنت أهرب من الشهرة. أردت أن أكون داخل فقاعة الجامعة المعزولة. وبإحساس لا واعي تماماً، أردت أن أكون قادرة على ارتكاب جميع أخطاء التجارب والهفوات التي يرتكبها المرء وهو يكبر، وأن أبلور صوتي في بيئة أكثر انفصالاً وابتعاداً، بدل من أن أكون طوال الوقت تحت أنظار الجميع". وكان ثمة أيضاً سبب آخر. إذ أرادتْ أن تكون غريماً حقيقياً لمن بيده السلطة والقرار. وتذكر عن ذلك الأمر "كنت أقول في نفسي، عندما أكبر وأجلس مع المنتجين ومديري الاستوديوهات، أود أن أكون قادرة على استيعاب كل ما يحصل حولي، ويجب أن يأخذوني على محمل الجد".

ولقد تحقق ذلك، ربما على أفضل وجه. وتروي ستايلز، "أفكر بنفسي في تلك الفترة، وأرى أنني على الأرجح كنت قد نضجت بسرعة وعلى نحو بغيض، بمعنى أنني بت على شيء من التحاذق إلى حد ما". وتابعت "عندما يقرأ الناس بعض مقتطفات قديمة من أقوالي التي لاقت طريقها للنشر، فإن أكثر ما يقعون عليه غير جدير بالاحترام، في اعتقادي. أحب أن أقول على سبيل المزاح، إن لا أحد تحت عمر الـ27 ينبغي أن يحظى بنشر مقتطفات من أقواله في مطبوعات. كذلك يجري حاضراً التدقيق في ما يمكن اختياره للنشر، من بين ما يقوله المرء، لكن الانتقاء بات أكثر غدراً وسفالة، لذا أشعر أنني محظوظة كوني عايشت نتيجة تلك الأقوال والمقتطفات قبل زمن "النقرات" (في مواقع التواصل الاجتماعي) وقبل ثقافة الحذف، ووسائط التواصل الاجتماعي".

وخلال سنوات دراستها الجامعية، أدت ستايلز دور طالبة جامعية على المسرح في لندن، ضمن مسرحية ديفيد ماميت المثيرة للجدل، "أولييانا" Oleanna. وأدت شخصية "كارول"، التي يعمد أستاذها ببراعة إلى إساءة استخدام سلطته عليها وحظوته تجاهها، والذي في النهاية تتهمه باطلاً بمحاولة اغتصابها. وآنذاك، اعتبرت إحدى المراجعات النقدية للمسرحية ذلك العمل هجوماً على "الشطط الجنوني للصواب السياسي"، مُشددة على أن "ميزان التعاطف يميل من دون شك إلى كفة ذلك الأستاذ الجامعي". كذلك كتب ناقد آخر أن المسرحية مثلت تأكيداً على "منطلقات ماميت الذكورية الكارهة للنساء". وتورد ستايلز أن تلك المسرحية "ارتبطت بي" تزامناً مع انطلاق حركة "#أنا أيضاً" #MeToo (الحركة النسوية العالمية المناهضة للتحرش الجنسي). وتتابع، "أحب كثيراً كتابات ديفيد ماميت، لكني لم أشعر بأننا أصبنا في مسرحية "أولييانا". ففي كل ليلة، حين كان عليها الظهور في ثلاث حفلات، تقول (كارول) "لقد حاولت اغتصابي بحسب القانون"، وأنا كنت أتهيأ لردود الفعل الصوتية التي يصدرها الجمهور. إذ كان بوسعي سماع كل شيء يصدره الحاضرون بحقي، من لعنات وتأفف.

كان الأمر مخيفاً. أكره أن يخرج شخص من المسرح وفي اعتقاده أن "كارول" تمثل النساء عموماً، وأن النساء يكذبن ويتمادين في ادعاء الحقيقة عندما يُطلقن اتهامات من هذا القبيل". وشكل ذلك تجربة تعلمت منها. وتضيف، "آنذاك، يمكن أن تدرك إلى أي مدى يمكن تسييس مسرحية كهذه". وتتابع، "يدخل النساء والرجال لمشاهدة المسرحية وهم لا يشاهدون شخصيتين تؤديان على خشبة المسرح وحسب، بل هم يشاهدون ما يعتقدون أنه تمثيل وتعبير عن كل الرجال والنساء، وذاك يشكل أمراً حساساً، ويميل لأن يغدو خطيراً، إذ تكون أنت من يؤدي هذا الدور". كذلك تُشير إلى أنها "تموت" توقاً لإخراج رؤيتها الخاصة من "أولييانا". "فقد تسببت تلك المسرحية في سجالٍ واستفزاز كبيرين، وأعتقد أنها اليوم ستكون أكثر استفزازاً وإثارة للجدل، لكن هدفي سيتمثل في ألا أدع الجمهور يخرج بمجرد إدانة لهذه المرأة (كارول) باعتبارها امرأة سيئة. إذ ينبغي عليك توخي الحذر والتعامل مع الأمر بسلاسة، لأن ما تنتشر أخباره في كل مكان لا يتعدى "قال فلان، وقالت فلانة".

في المقابل، تتهيأ ستايلز حاضراً لتصوير فيلم عنوانه "إستير" Esther الذي يشكل متابعة لفيلم الرعب السيكولوجي الذي يحمل عنوان "اليتيم" Orphan  2009. وتتحدث ستايلز، عن هذه التجربة الجديدة، "لقد هيأت نفسي لقضاء ما تبقى من هذه السنة من دون عمل، إذ اعتقدت أن الجائحة ستغلق قطاعنا على نحو تام، وتجهزتُ لذلك من الناحية النفسية. إلا أنني تلقيتُ نص الفيلم". وتتابع، "قد تبدو الجائحة وقتاً مثالياً لتصوير فيلم رعب. حتى بالنسبة لي كممثلة شديدة الصلة بعواطفها". وتختم ضاحكة، "إذا وُجِدَتْ (تلك العواطف) مدفونة هناك في القعر، إلا أنها الآن غدت طافية على السطح".

يعود مسلسل "ريفييرا" إلى شاشة "سكاي أتلانتيك" Sky Atlantic الخميس الساعة التاسعة مساءً

© The Independent

المزيد من سينما