لا تزال موجة كورونا الثانية تلقي بظلالها على الأسواق مع مخاوف تراجع التعافي الاقتصادي العالمي. ووسط هذه الاضطرابات يتجه الاستثمار إلى الأصول الآمنة، حيث حققت أسعار الذهب ارتفاعاً، وزاد المعدن الأصفر بالسوق الفورية 0.2 في المئة إلى 1906.83 دولار للأوقية (الأونصة)، وصعد في التعاملات الآجلة بالولايات المتحدة 0.2 في المئة إلى 1909.50 دولار.
وقال هارشال باروت، كبير مستشاري الأبحاث لجنوب آسيا في "ميتلز فوكاس": "تزايد حالات الإصابة بكوفيد-19 يقود إلى عزوف أكبر عن المخاطرة في الأسواق العالمية مما يدعم أصول الملاذ الآمن".
وأضاف باروت "من الواضح أن المستثمرين لا يتوقعون هبوط الذهب في الوقت الحالي؛ إذ يواصلون على المدى الطويل الاحتفاظ به وسط ضبابية أوسع نطاقاً، سواء فيما يتعلق بالانتخابات الأميركية أو الجائحة".
وأعلن عدد كبير من الدول، بينها الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا، أرقاماً قياسية للإصابات بكوفيد-19، ما اضطر البعض لفرض قيود جديدة تهدد بانحراف التعافي الاقتصادي العالمي عن مساره.
وهبط مؤشر الدولار 0.1 في المئة مقابل منافسيه تحت ضغط بيانات اقتصادية قوية من الصين وكوريا الجنوبية، ما يجعل الذهب أرخص لحائزي العملات الأخرى.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، زاد البلاديوم 1.3 في المئة إلى 2381.86 دولار للأوقية، بينما صعد البلاتين 1 في المئة إلى 878.54 دولار.
الدولار يتمسك بمكاسبه
تمسك الدولار بمكاسبه، لكن بقية عملات الملاذ الآمن شهدت معاملات هادئة؛ إذ يحجم المستثمرون عن تكوين مراكز قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة الأسبوع المقبل، حتى في الوقت الذي تنمو فيه المخاوف بشأن موجة ثانية لكوفيد-19 وتأثيراتها الاقتصادية.
وشهد أمس أكبر عمليات بيع لسوق الأسهم في شهر وارتفاع السندات، لكن نشاط أسواق الصرف الأجنبي ظل هادئاً نسبياً، مع تحركات محدودة للأسعار في التعاملات المبكرة اليوم، لكن متخصصين يحذرون من أن المستثمرين ينتابهم الحذر بوضوح بعد أن سجلت الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا مستوى قياسياً يومياً جديداً للإصابات بفيروس كورونا. وقالوا إن الأسعار لا تتحرك كثيراً بسبب عزوف المستثمرين عن تكوين مراكز قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني).
وسجل اليورو مقابل الدولار في أحدث تعاملات 1.18045 دولار من دون تغيير يُذكر خلال الجلسة. وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات، قليلاً إلى 93.121. وصعد الين والفرنك السويسري، وكلاهما يقبل المستثمرون على شرائهما حين يشعرون بالقلق.
وانخفض الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي، اللذان يتأثران بشدة بالمخاطرة في المعتاد، أثناء الليل، وارتفعا خلال التعاملات المبكرة في أوروبا.
وتراجع الجنيه الإسترليني أثناء الليل، لكنه عاد للارتفاع فوق 1.30 دولار، الثلاثاء، عند 1.3020 دولار، وهبط قليلاً مقابل اليورو عند 90.79 بنس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أسهم أوروبا تعاني
في الأسهم الأوروبية تراجعت الأسواق بالتعاملات المبكرة بعد خسائر حادة بالجلسة السابقة؛ إذ بدَّد ضعف في أسهم شركات التعدين وصناعة السيارات أثر نتائج إيجابية من شركتي "أتش أس بي سي" و"بي بي" البريطانيتين الكبيرتين.
ونزل المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.1 في المئة، بعد أن أغلق عند أدنى مستوى في شهر، أمس الاثنين، بينما تراجع المؤشر داكس الألماني 0.2 في المئة بعد أن بلغ أدنى مستوى خلال أربعة أشهر.
وتلقى المؤشر فايننشيال تايمز 100 البريطاني الدعم من قفزة 5.6 في المئة لأسهم "أتش أس بي سي" أكبر بنوك أوروبا بعد أن أشار البنك إلى تعديل في نموذج أعماله بسبب جائحة كورونا، وتسريع خطى خطط لتقليص حجمه وخفض التكاليف. وارتفع سهم "بي بي" 1.6 في المئة بعد أن تحولت الشركة إلى تحقيق ربح محدود خلال الربع الثالث.
لكن أسهم شركات التعدين وصناعة السيارات انخفضت إلى ما يزيد على 1 في المئة لتنزل بالأسواق. وأظهرت بيانات أن أرباح الشركات الصناعية بالصين ارتفعت بوتيرة أبطأ في سبتمبر (أيلول)؛ إذ تضررت من انكماش أسعار المصانع وارتفاع تكاليف المواد الخام.
"بي بي" تتحول إلى تحقيق ربح محدود
تحولت "بي بي" إلى تحقيق ربح محدود في الربع الثالث، لكنها حذرت من أن وتيرة التعافي من الجائحة ما زالت تتسم بعدم اليقين وتضغط على طلب الوقود وأرباح التكرير. وقالت الشركة، ومقرها لندن، إن الطلب على الوقود في آسيا، خصوصاً بالصين يتعافى، وإن الاستهلاك العالمي ما زال ضعيفاً منذ بداية الربع الرابع.
وقال موري أكينكلوس، المدير المالي للشركة لـ"رويترز"، إن أزمة فيروس كورونا لن تبطئ خطط "بي بي" للتحول. وأضاف "من الصعب تخيل بيئة أكثر قسوة مما كانت عليه في الربع الثالث" حتى إذا كان الربع الرابع "غير مختلف بشكل ملموس".
وأعلنت الشركة صافي دخل 86 مليون دولار للأشهر الثلاثة المنتهية في 30 سبتمبر متفوقة على توقعات المحللين بخسارة 120 مليون دولار، وعقب تكبد خسارة قياسية 6.7 مليار دولار في الربع السابق حين خفضت توزيعات أرباحها إلى النصف.
وقال أكينكلوس، إن ضعف الطلب على الوقود واصل الضغط على هوامش أرباح التكرير، مع عمل مصافي التكرير التابعة للشركة بنسبة 80 في المئة من قدراتها. وما زال الطلب على الوقود منخفضاً نحو 15 في المئة عن مستويات ما قبل الأزمة. وارتفع هامش التكرير البالغ 6.20 دولار للبرميل قليلاً مقارنة مع الربع السابق، لكنه أقل من نصف ما كان عليه قبل عام.
وقالت "بي بي"، إن النتائج تلقت الدعم من ارتفاع أسعار النفط ونتائج أقوى لتداول الغاز الطبيعي، على الرغم من أن تجارة النفط كانت "أقل بكثير" مقارنة مع الربع السابق.
مؤشر طوكيو يغلق دون تغيير
وفي طوكيو أغلقت الأسهم اليابانية مستقرة تقريباً، إذ أسهمت أرباح قوية من شركة "كانون" لصناعة الكاميرات وآلات النسخ في تعويض ضعف بأسهم السفر والعقارات عقب تراجع وول ستريت عند الإغلاق. وبعد أن انخفض 1.1 في المئة خلال التعاملات المبكرة، استقر نيكي تقريباً عند 23485.80 نقطة، بينما خسر المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.09 في المئة إلى 1617.53.
وتلقت السوق الدعم من تقارير إيجابية للأرباح، مع قفزة لسهم "كانون" بأكثر من ثمانية في المئة، بعد أن رفعت الشركة توقعاتها للأرباح السنوية وعدلت شركة تشغيل موقع الخدمات القانونية "بنجو4. كوم" مسارها ليرتفع السهم 7.5 في المئة بفضل نتائج فصلية إيجابية، لكن المعنويات بصفة عامة كانت ضعيفة مع تنامي المخاوف بشأن موجة ثانية للإصابات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة وأوروبا، ما ضغط على وول ستريت أمس.
وانخفض مؤشر قطاع الطيران بأكبر قدر لينزل 3.7 في المئة؛ إذ ركز المستثمرون على نوعية الدعم الذي ستتلقاه شركات الطيران لتتخطى جائحة كوفيد-19.
وخسر سهم الخطوط الجوية اليابانية "جابان إيرلاينز" 4.27 في المئة؛ إذ ذكرت صحيفة نيكي الاقتصادية اليومية أنه من المرجح أن تتكبد الشركة صافي خسارة بنحو 230 مليار ين (2.20 مليار دولار) للسنة المالية المنتهية في مارس (آذار) 2021. كما ذكر تقرير أن الشركة تطلب تمويلاً بقيمة 300 مليار ين.
وأغلق سهم الشركة النظيرة الأصغر ستار فلاير منخفضاً 0.9 في المئة، بعد أن خسر ما يقرب من 7 في المئة بعد تقرير ذكر أن الشركة ربما تبيع أسهماً جديدة للحصول على تمويل.