Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"العلاوي" و "التحرير" مركزان للتظاهر يرفعان مستوى الضغط على الحكومة العراقية

"اختار المحتجون أماكن ذات دلالات تاريخية وقريبة من مقرات السلطة التنفيذية"

جانب من التظاهرات الشعبية في ساحة التحرير في 25 أكتوبر الحالي (أ ف ب)

لم يسجّل التاريخ العراقي مكاناً محدداً أو أكثر للتظاهرات، كون غالبية الأنظمة التي حكمت البلاد منذ تأسيس الدولة وحتى عام 2003، لم تكن تؤمن بإعطاء حريات واسعة للاحتجاج السلمي أو التعبير عن الرأي في قضايا تخالف توجهاتها.

وكانت الاحتجاجات تتم عبر مسيرات تجوب بعض الشوارع في مركز العاصمة بغداد والمدن الأساسية الأخرى، تعبيراً عن مواقف رافضة لتوجهات حكومية معينة، قبل أن تتحوّل إلى تظاهرات مؤيّدة في فترة حكم البعث من عام 1968 وحتى عام 2003، فاختفت منها مظاهر الاحتجاج بالكامل، بينما كانت تواجه بقسوة مفرطة إذا ما أطلّت.

ولم يكن اختيار بعض الأماكن في بغداد والمحافظات للاحتجاج أو التعبير عن الرأي بعد عام 2003، عائداً إلى أسباب تتعلق برمزية المكان بالنسبة إلى حرية الرأي، بل لقربه من شرائح ذات توجهات سياسية محددة، سواء يسارية أو دينية. ثم تعددت ساحات الاحتجاج بعد سقوط نظام صدام حسين، فشهدنا تحركات في ساحات التحرير والفردوس والفارس العربي وساحة الطابقين والفانوس السحري وجميعها تقع وسط بغداد. لكن مساحة التظاهرات تقلّصت في ما بعد لتنحصر غالبيتها في ساحة التحرير، بعد رفض السلطات الحكومية التظاهر في أماكن أخرى لأسباب تنظيمية وأمنية ولمنع قطع أوصال شوارع العاصمة الرئيسة.

وربما جاء اختيار منطقة "العلاوي" وساحة التحرير وسط بغداد من قبل المتظاهرين خلال الأيام القليلة الماضية لأسباب مختلفة، منها قربهما من مقرات الدولة في المنطقة الخضراء. ويهدف المحتجون من خلال وجودهم هناك إلى ممارسة الضغط على الحكومة لتنفيذ مطالبهم.

"العلاوي" قريبة من مقرات الحكومة

وشرح الناشط في تظاهرات بغداد عمر فاروق أن "اختيار منطقة العلاوي وسط العاصمة مكاناً للتظاهر، جاء لقربها من مكتب رئيس الوزراء (مصطفى الكاظمي) وبهدف توجيه رسالة إلى الجهات الحكومية بضرورة تنفيذ مطلب القصاص من قتلة المتظاهرين". 

وأضاف أن "ساحة التحرير تبقى الساحة الرئيسة لما تمثله من رمزية لدى العراقيين ولا يوجد مكان بديل عنها، لكن اختيار منطقة العلاوي للاحتجاج شكّل ضغطاً على الحكومة وجذب الانتباه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتحدث فاروق عن إمكانية توسّع دائرة الاحتجاجات لتشمل ساحات أخرى مهمة في بغداد، "لكننا في الوقت الحالي نعمل على أن تكون التظاهرات على شكل وقفات معلومة الإدارة، خوفاً من الاختراق من قبل العصابات والميليشيات".

دلالات تاريخية لساحة التحرير

من جهة أخرى، قال الصحافي رحيم الشمري إن "المتظاهرين اختاروا أماكن لها دلالات تاريخية لدى العراقيين وقريبة من مقرات الحكومة"، موضحاً أن "لساحة التحرير رمزية خاصة وكانت تسمّى سابقاً ساحة الأمة، وبذلك باتت لها دلالات تاريخية مهمة راسخة في ذاكرة العراقيين، من خلال إقامة الاستعراضات العسكرية خلال عقود من تاريخ تأسيس الدولة، وآخرها الاستعراض العسكري في زمن حكومة حيدر العبادي". وعبّر عن اعتقاده أن "اختيار منطقة العلاوي للتظاهر حدث بصورة عفوية بعدما جاءت أعداد كبيرة من متظاهري المحافظات بالقطار عبر المحطة العالمية وتظاهروا في تلك المنطقة حيث وجدوا أعداداً من المعتصمين من ذوي الشهادات العليا المطالبين بالتعيين".

توسيع دائرة التظاهر

في سياق متصل، رأى الباحث في الشأن السياسي حيدر البرزنجي أن "اختيار منطقة العلاوي مكاناً للتظاهر هدفه تشتيت الجهود الأمنية وتوسيع دائرة الاحتجاجات الشعبية إلى جانب الكرخ من بغداد القريب من مقرات الحكومة". وأضاف أن "اختيار هذه المنطقة يرمي أيضاً إلى فتح أكثر من ثغرة لتوسيع دائرة التظاهر في بغداد، فضلاً عن سهولة الوصول إليها لعدم وجود جسر يقطعها عن باقي المناطق".

وأوضح البرزنجي أن "منطقة العلاوي كانت تشهد بين فترة وأخرى تظاهرات محدودة، كان آخرها لحملة الشهادات العليا المطالبين بفرص عمل".

المزيد من العالم العربي