Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قضايا المرأة وسبل تمكينها تتصدر المشهد في مهرجان الجونة السينمائي

 مي عودة تحصل على جائزة أفضل موهبة في الشرق الأوسط ومنة شلبي تكشف فقدان الأنثى لسلطة القرار في السينما العربية

مي عودة اثناء تسلمها جائزة مجلة فارايتي (مهرجان الجونة السينمائي)

شهدت فعاليات مهرجان الجونة السينمائي في دورته الرابعة أحداثاً مهمة تخص المرأة العربية وصانعات السينما خلال الساعات الماضية، وكان أبرزها حصول المنتِجة الفلسطينية مي عودة على جائزة أفضل موهبة عربية في الشرق الأوسط التي تمنحها سنوياً مجلة variety (فارايتي) الأميركية المتخصصة في مجال الترفيه.

وتسلمت عودة الجائزة بحضور انتشال التميمي مدير المهرجان، والفنانة بشرى، وسط فرحة عارمة من قبل كل صناع السينما، بخاصة السيدات. وقالت عودة "اعتبر هذه الجائزة واحدة من أهم الجوائز في مجال السينما حول العالم، وأنا سعيدة بتسلمها في مهرجان الجونة السينمائي، لأنه المهرجان الذي احتضن مشروع فيلم "200 متر"، عندما كان عبارة عن مشروع في نسخة أولية. وهذا الفيلم هو سبب حصولي على هذا التكريم الفريد من نوعه". وهي المرة الأولى التي تحصل فيها منتجة على جائزة بهذا الحجم، فعادةً يحصل المخرج على الجوائز والاهتمام.

وقالت عودة في تصريحات خاصة لـ"اندبندنت عربية"، "أتمنى أن يزيد الاهتمام الفني والإنساني بالسينما في كل بلادنا العربية، فنحن في ظروف ربما تجعل السينما السلاح الذي سيروي قصتنا في ظل تعقيدات وأحداث نمر بها في عالمنا العربي". وأكدت عودة أن فيلم "200 متر" عُرض للمرة الأولى في الوطن العربي بمهرجان الجونة، وهذا يشكل مصدر سعادة كبيرة لها ولأسرة العمل.
 

ندوة تمكين المرأة

وعلى مستوى صناعة السينما، عقد مهرجان الجونة السينمائي، ندوةً بعنوان "تمكين المرأة"، لمناقشة أزمة صانعات السينما وعدم القدرة على منافسة الرجال في هذا المجال. وكشفت الندوة التي شاركت فيها النجمة منة شلبي والمخرجتان جيهان الطاهري ونجوى نجار، وصانعة الأفلام، الجزائرية- الفرنسية دورثي مايرامي كيللو، والنجمة الهندية ريتشا شادا، عن أهم مشكلات المرأة وقضاياها السينمائية.
وأدارت الندوة التي استضافتها قاعة سينما "أودي ماكس"، الإعلامية ريا أبي راشد، في ظل حضور واسع من صناع السينما العربية مثل السيناريست تامر حبيب والفنانات ميساء مغربي وشيرين رضا ولقاء الخميسي وتارة عماد، إضافة إلى عمرو منسي العضو المؤسس والمستشار التنفيذي لمهرجان الجونة.
وقالت منة شلبي إن "أهم ما تعاني منه المرأة في صناعة السينما هو أنها ليست صاحبة قرار، حيث السلطة كلها في يد الرجال من صنّاع السينما". وأشارت شلبي إلى أنها مع ذلك وفي حدود المتاح بمجتمع صناعة السينما استطاعت أن تقدم أدواراً قوية وكانت محظوظةً بذلك. وكشفت أن أجمل أعمالها كانت "مع مخرجات قويات وصاحبات وجهات نظر محترمة وثاقبة مثل المخرجة هالة خليل والمخرجة كاملة أبو ذكري والكاتبة وسام سليمان".


السينما الهندية

من جهتها، كشفت النجمة الهندية ريتشا شادا عن الصعوبات التي تتعرض لها المرأة في السينما الهندية. وقالت "بشكل عام هناك تحسن كبير في وضع المرأة بالسينما الهندية وذلك في استجابة متأخرة للعولمة". واعتبرت ريتشا أن "شباك التذاكر والرغبة في تحقيق الإيرادات وضمان ذلك باسم النجوم الرجال فقط، كلها عوامل ظلمت المرأة لسنوات طويلة وتسببت في تهميش دورها. ولكن يبدو أن الأمر في طريقه إلى التغيير بسبب المنصات الرقمية، بحيث لم يعد شباك التذاكر معياراً للاختيار بل الموضوع والفكرة، مما خلق فرصةً لتقديم أفلام مختلفة ومغايرة والاعتماد على وجود المرأة بشكل مختلف".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


المرأة كصانعة قرار في عالم السينما

أما المخرجة المصرية جيهان الطاهري فأشارت إلى أن "هناك حلقة مفقودة، إذ إن المرأة منسيةً كصانعة قرار، بالتالي يجب أن تخلق النساء واقعاً بديلاً ليتلاشى الواقع القديم". وأضافت أنه "على الرغم من ارتفاع عدد المخرجات والمنتجات لكن كثيرات لا يملكن القرار في صناعة السينما لأن التمويل هو الأصل، وقد تجد المرأة صعوبةً في هذه النقطة".
من جهة أخرى، رأت المخرجة الفلسطينية نجوى نجار "أننا في حاجة لنصوص تتناول نساء ناضجات وأدوار تعزز من دور المرأة"، لافتة إلى "محاولات جادة في فلسطين حتى يصبح 50 في المئة من فريق العمل الفني والسينمائي بوجه خاص من الإناث. ونحن لا نحاول أن نجعلهن موجودات فقط ولكن ندربهن ونضعهن في أماكن تزيد كفاءتهن وتفاعلهن في صناعة السينما". وتابعت نجار "على الرغم من كل تلك المحاولات إلا أن هناك فجوة ما زالت موجودة، فمعظم العاملات في السينما، كاتبات أو ممثلات، شبه غائبات عن النصوص السينمائية التي تدعم المرأة بالذات، ولكن للأسف يتواجدن في أدوار تدعم الرجال".
وكشفت صانعة الأفلام دورثي مايرامي كيللو، أنها تشارك في مبادرة "راويات" وهو تجمع نسائي من 9 شخصيات يجتمعن سوياً ويساعدن بعضهن البعض في صناعة الأفلام ويقدمن لبعضهن نصائح لتقديم أفلامهن، مشيرةً إلى أنه "من المهم تشجيع الأصوات الصاعدة والناشطات".

شقيقات في حب السينما

"لا نسعى إلى خلق رابطة نسوية (feminist) لكن نريد التعبير عن وجودنا" من وحي تلك العبارة، عُقدت كذلك على هامش فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان ندوة خاصة عن "رابطة شقيقات في حب السينما"، المؤلَّفة من 9 مخرجات روايات وأفلام تسجيلية اجتمعن من بلاد مختلفة من الوطن العربي، هدفهن أن يساعدن بعضهن لإنتاج الأفلام، شرط أن تكون تجارب ذات مواضيع جديدة ورؤية مختلفة. وحضرت الندوة المخرجة الجزائرية لينا سويلم، إحدى مؤسسات الرابطة، والمخرجة المصرية كوثر يونس والمخرجة الفلسطينية - الأردنية دينا ناصر ودوروثي مايرامي كيللو.

المزيد من سينما