Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا يسعى العراق إلى علاقة متوازنة مع جارتيه السعودية وإيران؟

رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي يستعد لزيارة الرياض وطهران في الأسبوعين المقبلين

وجه رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي رسالة إلى كل من الرياض وطهران (المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء)

يعتزم رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي زيارة كل من السعودية وإيران قريباً، في ما يبدو أنه استكمال للنقاشات التي شارك فيها لدى زيارته القاهرة، أخيراً، برفقة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبدالله الثاني.

البناء على المشتركات

عبّر عبد المهدي، خلال مؤتمره الصحافي منتصف الأسبوع، عن فخره بأن العراق بات "قبلة للزائرين والمسؤولين الكبار"، مشيراً إلى أن "الدول تُقبل على العراق في شكل متواصل وتبدي رغبتها في تطوير العلاقات والتعاون الاقتصادي". وقال "نريد أن نبني على المشتركات مع جيران العراق، فسياسة العراق هي الانفتاح على الجميع".

وأضاف "ستكون لنا زيارات في الأسبوعين المقبلين إلى السعودية وإيران"، مشيراً إلى أن وفداً سعودياً كبيراً يزور العراق "في إطار اللجنة التنسيقية بين العراق والسعودية لمناقشة جميع الأمور المتعلقة بتطوير العلاقات مع المملكة". وأكد حرص الحكومة العراقية على تطوير هذه العلاقة، "فهي تولّد بيئة إقليمية أفضل، ونحن سعداء بهذا الواقع، الذي يخدم مصالح العراق".

وكان عبد المهدي أجرى محادثات في القاهرة وصفها بالمهمة مع الرئيس المصري وملك الأردن، فيما لمحت مصادر محلية إلى أن رئيس الوزراء العراقي حمل رسالة إيرانية تتعلق بتطبيع الأوضاع في المنطقة.

وتقول مصادر مطلعة في بغداد إن "عبد المهدي ينخرط في جهود إقليمية لتهدئة التوتر بين السعودية وإيران"، بما يسمح للعراق بتعزيز العلاقات مع البلدين.

ويحتاج العراق إلى الطاقة الإيرانية لتشغيل محطاته الكهربائية، لا سيما خلال فصل الصيف. كما يتطلّع إلى دور سعودي مميز في دعم اقتصاده المتعثر، والإسهام في عملية إعمار المناطق المدمرة بفعل الحرب على تنظيم "داعش". وهذا ما يفسر حرص عبد المهدي على ضمان علاقات متوازنة للعراق مع البلدين الجارين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبالنسبة إلى مراقبين، فإن "إعلان عبد المهدي المزدوج عن زيارة كل من السعودية وإيران في الوقت ذاته، يمثل رسالة من بغداد إلى كل من الرياض وطهران، تقول إن العراق ملتزم التوازن في علاقاته مع الطرفين".

وكان مجلس الوزراء العراقي أقرّ خلال اجتماعه، الثلثاء، اتفاقية لتشجيع الاستثمارات السعودية وحمايتها، وُصفت بأنها إحدى ضرورات الانفتاح على الرياض.

وتزامن هذا الإجراء مع إعلان السعودية أن وفداً يمثلها سيزور العراق الأربعاء، وهو يضم سبعة وزراء، في تطور غير مسبوق للعلاقات بين البلدين.

انفتاح سعودي غير مشروط

يرى مراقبون أن السعودية تسعى إلى ترسيخ الثقة المتزايدة في علاقاتها مع العراق، وترد على الاستفهامات المتكررة في شأن الجفاء العربي لهذا البلد خلال الأعوام التي تلت الإطاحة بصدام حسين، ما جعل أبوابه مشرعة أمام النفوذ الإيراني.

ووفقاً لقراءات مسؤولين عراقيين، فإن نظراءهم السعوديين لا يقيّدون العلاقة الجديدة مع العراق بشروط تخص علاقته بإيران، وهو ما يمنح الرياض مرونة في تعزيز صلتها بالملف العراقي، على عكس المسؤولين الإيرانيين، الذين ينظرون بريبة إلى العلاقات العراقية السعودية المتنامية.

وتداولت وسائل إعلام محلية، الأسبوع الماضي، أنباءً غير مؤكدة تشير إلى أن وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان يعتزم القيام بزيارة وشيكة إلى العراق، ما يمكن أن يشكل نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط