Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مصر تواصل رئاستها مجلس الجامعة العربية وتملأ الكرسي الشاغر

موقف القاهرة جاء بعد اعتذار 6 دول ومراقبون يعتبرونها خطوة نحو "الحفاظ على بقاء مظلة العرب"

للمرة الأولى منذ تأسيسها تعتذر أكثر من دولة عن عدم رئاسة الدورة العادية لمجلس الجامعة العربية (أ ف ب)

بعد اعتذار عن عدم رئاستها من 6 دول، وخُلوِّ مقعد رئاسة الجامعة العربية لدورتها الجديدة المقررة في الفترة ما بين سبتمبر (أيلول) 2020 ومارس (آذار) 2021، طوال الأسابيع الماضية، وافقت القاهرة على استكمال رئاسة الدورة الحالية (154) لمجلس الجامعة، التي كان من المفترض أن تتم وفق الترتيب الهجائي لأسماء الدول الأعضاء، بحسب ما ينص عليه ميثاق الجامعة.

وقال الأمين العام المساعد للجامعة، في بيان مقتضب، إن "الأمانة العامة للجامعة تلقت من المندوبية الدائمة لمصر لدى الجامعة ما يفيد بموافقة القاهرة على استكمال رئاسة هذه الدورة التي تنتهي في مارس 2021، بدلاً من فلسطين، مع الاحتفاظ بحق مصر في رئاسة دورة مقبلة كاملة للمجلس، وفقاً للترتيب الأبجدي".

وللمرة الأولى منذ تأسيسها في مارس 1945، تعتذر أكثر من دولة على التوالي ووفق الترتيب الأبجدي المعمول به، عن عدم رئاسة الدورة العادية لمجلس الجامعة، إذ اعتذرت كل من فلسطين، وقطر، وجزر القمر، والكويت، ولبنان، وليبيا، لـ"أسباب مُتباينة"، ما أرجعه مراقبون لحالة هُوَّة الخلافات التي تعصف بأعضائها، و"عجز" الجامعة عن مواجهة التحديات التي تلاحق دولها الأعضاء.

شهران بلا رئيس

مثَّلت الاعتذارات المُتتالية عن عدم رئاسة الدورة العادية للجامعة التي تستمر ستة أشهر، موقفاً غير مسبوق، بعد أن اعتذرت فلسطين عن عدم استكمال رئاستها الدورة في الثاني والعشرين من سبتمبر الماضي.

ووفق تصريحات سابقة للأمين العام المساعد، حسام زكي، فإن الدول التي تلت فلسطين في الترتيب الأبجدي، وعرضت عليها رئاسة الدورة الحالية، رفضت تولي رئاسة "منقوصة" لمدة زمنية قصيرة، قائلاً في تصريحات نقلتها عنه هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": "بدأت فلسطين رئاستها الجامعة العربية لمدة ستة أشهر ببيان افتتاحي يمثل خطة العمل والرؤية الفلسطينية لإدارة العمل داخل الجامعة خلال فترة رئاستها، غير أنها اعتذرت عن عدم استكمال المهمة في منتصف الطريق، وكان من المفترض أن تخلفها الدولة التي تليها في الترتيب الأبجدي، إلا أنها اعتذرت".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتمثل الرئاسة الدورية لمجلس الجامعة العربية "شكلاً تنظيمياً لمسار عمله"، إذ تقوم الدولة الرئيس، بالترتيب للبيان الافتتاحي والختامي للدورة، فضلاً عن تجهيز خطة العمل طوال فترة رئاستها لها. ووفق ميثاق الجامعة العربية، يُعد مجلسها، الجهاز الرئيس لديها، والمسؤول عن اتخاذ القرارات، ويتكون من ممثلي الدول الأعضاء كافة، ويجتمع المجلس على عدة مستويات، وكان قد بدأ باجتماع للمندوبين الدائمين، ثم أصبح يجتمع مرتين في العام اجتماعاً دورياً على مستوى وزراء الخارجية، وتنظم اجتماعات مجلس الجامعة بمقر الأمانة العامة، أما القمة العربية فتتبادل الدول الأعضاء استضافتها ورئاستها كل في دوره حسب الترتيب الهجائي.

لماذا اعتذرت الدول الست؟

وفق البيانات الرسمية للدول الست التي اعتذرت عن عدم رئاسة دورة مجلس الجامعة طوال الأسابيع الأخيرة، تباينت أسباب الاعتذار، ففي حين، جاء الاعتذار الفلسطيني، على لسان وزير الخارجية، رياض المالكي، في الثاني والعشرين من سبتمبر، منتقداً موقف الأمانة العامة للجامعة الداعم، على حد وصفه، للإمارات والبحرين في اتفاقية السلام مع إسرائيل.

وبعد ثلاثة أيام، اعتذرت قطر عن عدم تسلم رئاسة مجلس الجامعة العربية، وقالت في بيان نشرته وكالة أنبائها (قنا) في 25 سبتمبر، إنها "تعتذر عن عدم تسلم الدورة الحالية للجامعة عوضاً عن السلطة الفلسطينية. وفي الأيام اللاحقة توالت الاعتذارات؛ بدءاً من الكويت، ثم لبنان، فجزر القمر.

وفي السادس من أكتوبر (تشرين الأول)، ومع وصول الترتيب الأبجدي لليبيا، أعلنت الأخيرة "اعتذارها"، مشيرة إلى أن الظروف غير مُواتية لهذا الأمر. وقال محمد القبلاوي، المتحدث باسم الخارجية الليبية، في تغريدة عبر "تويتر"، إن بلاده تتطلع لممارسة حقها في رئاسة مجلس الجامعة العربية وفق اللوائح الداخلية والترتيب المعمول به "في ظل ظروف أفضل من الحالية".

كيف يُقرأ الموقف المصري؟

وفق مراقبين ودبلوماسيين تحدثوا لـ"اندبندنت عربية"، فإنه في الوقت الذي عكست فيه الاعتذارات المُتتالية، تراجع دور الجامعة العربية على الصعيدين الإقليمي والدولي، فضلاً عن اتساع هُوَّة الخلافات بين دولها الأعضاء، فإن "موافقة مصر باستكمال رئاسة الدورة الحالية لمجلس الجامعة يعكس حرص عدد من أعضاء الجامعة على استمرار العمل العربي المشترك والمظلة العربية لقضايا المنطقة"، مضيفين أنها "محاولة للتشبُّث بأهمية العمل العربي".

يقول السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق "لا شك أن الاعتذارات المُتتالية عكست عُمق الأزمة التي تواجهها الجامعة العربية في ظل التحديات غير المسبوقة أمام دولها الأعضاء، إلا أنه في الوقت ذاته لا ينبغي الحكم على دور الجامعة في مواجهة كل تلك التحديات وحدها".

وذكر هريدي أن "تقدم مصر بتولي رئاسة المدة المتبقية لمجلس الجامعة يعكس إيمانها بمنظومة العمل العربي، وتطوير العمل العربي المشترك، وهناك أكثر من دولة بالمنطقة تؤمن بهذا الاتجاه"، متابعاً "الجامعة العربية كتنظيم إقليمي تعكس إرادات ورغبات الدول الأعضاء، وفي ظل مرور بعض الدول بظروف وتحديات غير مسبوقة منذ تأسيس الجامعة، أعتقد أنه ليس الوقت المناسب لتقييم دورها في الوقت الراهن".

بدوره، اعتبر إبراهيم المنشاوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة "أزمة الجامعة العربية محكومة بالتوافق بين الدول الأعضاء فيها، وليس نمط التصويت، وعليه فإنها تظل أسيرة لمصالحها الخاصة وتحالفاتها الإقليمية والدولية"، موضحاً في الوقت ذاته، أنه على الرغم من الأوضاع الراهنة يبقى أنه لا بديل عن الجامعة العربية كقاطرة لإدارة العمل العربي المشترك؛ باعتبارها تمثل الحد الأدنى للتوافق حول القضايا التي تهم الدول الأعضاء فيها.

وأشار المنشاوي إلى ضرورة عمل الدول الأعضاء على تبني مبادرات لإصلاح الجامعة بينها العمل على تعديل ميثاقها وآلية اتخاذ القرار فيها، ودعم مؤسساتها مالياً وسياسياً.

المزيد من متابعات