Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مركز خليل السكاكيني يخلق جدلية عابرة بين الأوساط الثقافية الفلسطينية

الوزارة المعنية لم تقدم الدعم المادي للمقر عند تعرضه لأزمة مالية عام 2015 فقط المجتمع المحلي تتدخل حينها لإنقاذه

أنهت زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية إلى مركز خليل السكاكيني الثقافي في رام الله أزمة عابرة بين إدارة المركز ووزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف.

واندلعت الأزمة إثر رغبة أبو سيف في إنهاء عقد إيجار الإباحة الذي يتيح للمركز الانتفاع بالعقار المملوك للدولة مجاناً، واتهامه المركز بتراجع حيويته ونشاطه وتألقه.

وتسعى إدارة المركز إلى تجديد عقد الإيجار المجاني من وزارة الثقافة قبل عامين من انتهاء العقد في عام 2023.

"ملك للدولة"

وجاءت زيارة أشتية بعد مطالبة عدد من كبار الشخصيات الفلسطينية له بالتدخل والمحافظة على المركز وما يمثله من هوية ثقافية فلسطينية.

وكانت وزارة الثقافة اشترت العقار المبنى في عشرينات القرن الماضي عام 1996، قبل أن تمنحه بعد ذلك بعامين إلى مؤسسة خليل السكاكيني، حين تحول إلى واحد من أهم المراكز الثقافية في فلسطين.

وخصص جزء من المبنى المكون من ثلاث طبقات للشاعر الفلسطيني محمود درويش لإدارة مجلة "الكرمل" الأدبية، حيث احتفظ بمكتب فيه حتى وفاته عام 2008.

ولا يزال المكتب موجوداً حتى الآن، يستخدم كمتحف صغير للشاعر الفلسطيني الأشهر، إضافة إلى حمل المركز اسم أحد مؤسسي الثقافة الوطنية الفلسطينية خليل السكاكيني الذي توفي عام 1953.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وخلال زيارته المركز بعد أيام على تفجر الأزمة، شدد رئيس الوزراء الفلسطيني على أن المبنى "ملك للدولة"، مضيفاً أنه ناقش مع إدارته "ترتيب نشاطاته بالتنسيق مع وزارة الثقافة، بما يكفل احتضان نشاطات ثقافية حقيقية متنوعة ومفتوحة".

لكن أشتية قال إن عقد "الإيجار بالإباحة" ينتهي عام 2023، من دون الإشارة إلى إمكان التمديد كما ترغب إدارة المركز.

"الأبواب مفتوحة لأنشطة متنوعة"

وفي تصريحات لاقت رفضاً بين الأوساط الثقافية الفلسطينية، قال وزير الثقافة الفلسطيني إن المقام "فقد تألقه"، وإن وزارته تعتزم "التدخل لتصويب عمله ليستعيد حيويته".

لكن مديرة المركز ريناد شقيرات رفضت اتهامات أبو سيف، وقالت "لا معنى لها"، مضيفة أنه بعد 25 سنة من إنطلاق المركز فإن اهتمامات المجتمع الفلسطيني تغيرت.

وشددت شقيرات على أن المكان يتميز "بانفتاحه على جميع شرائح المجتمع الفلسطيني، وأن أبوابه مفتوحة لأنشطة متنوعة بين الحفلات الموسيقية وإطلاق الكتب واحتضان ندوات ومعارض فنية".

وقالت إن زيارة أشتية وضعت حداً رسمياً لمحاولات إنهاء عقد الإيجار قبل أوانه، مضيفة أنه قدم الدعم لإدارة المركز، وطالبها بضرورة الترويج الإعلامي لأنشطته وبرامجه.

وأوضحت المديرة أن "خليل السكاكيني" يقدم تقارير دورية إدارية ومالية إلى وزارة الثقافة، مبدية الاستعداد للتنسيق معها والاستماع إلى ملاحظاتها مع التأكيد على استقلالية الموقع.

وأشارت إلى أن وزارة الثقافة لم تتدخل للدعم المالي عند تعرضه لأزمة مالية عام 2015، مضيفة أن المجتمع المحلي تدخل حينها وأسهم في إنقاذ المركز.

ذاكرة ثقافية

ويرى الشاعر الفلسطيني غسّان زقطان أن "التعرض للمقر تحت أي شعار مثل قلة النشاط أو انتهاء مدة الإيجار لم يكن ضرورياً"، مضيفاً أن على وزارة الثقافة دعم المراكز الثقافية وتطوير أدائها، وليس "البحث عن عثراتها إن وجدت أو عن انتهاء عقد الإيجار".

وأوضح زقطان أن تلك الوزارة لا يجب أن تتعامل "كمالكة للعقارات" وأنه لا توجد ضرورة لعودته إلى الوزارة، ولا يجوز إخلاؤه لأنه يشكل ذاكرة ثقافية فلسطينية تحمل اسم السكاكيني ودرويش".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير