Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا يجب على الجمهوريين تقديم الامتنان لدواء "ريجينيرون"؟

لمحة عن العلاج الذي أسهم في إنقاذ ترمب من كورونا وفترة ثانية مرهونة بالتقدم في مكافحة الوباء

طبيب ترمب شون كونلي محاطاً بأطباء آخرين قبيل تقديم إيجاز صحافي حول صحة الرئيس (غيتي)

عندما صدم الرئيس الأميركي دونالد ترمب شعبه في مستهل أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بنبأ إصابته بفيروس كورونا، تساءل العالم كيف سيبلي الرئيس البالغ من العمر 74 عاماً، في مواجهة المرض الذي عرف بخطورته على كبار السن، وما نوعية الرعاية الصحية التي ستقدم إليه، وهل ستجازف الطواقم الطبية بحقن رئيس الولايات المتحدة بعلاجات بعضها ما زال تحت التجارب السريرية، وأخرى لم تثبت بعد نجاعتها؟

وفي خضم المخاوف والتهويل المصاحب لمرض الرئيس الأميركي، عاش الجمهوريون وقتاً صعباً، لكن القلق على مستقبل البلاد وحظوظهم الانتخابية لم يدم طويلاً، إذ كسر ترمب التوقعات، وفاجأ الجميع بعودته إلى البيت الأبيض بعد ثلاثة أيام فقط أمضاها في مركز والتر ريد الطبي العسكري بولاية ميرلاند.

وبعد تعافي ترمب السريع من فيروس كورونا، سادت تكهنات حول توصل الولايات المتحدة إلى الدواء الأمل، وصعدت تساؤلات حول البروتوكول الطبي الذي أخضع له الرئيس الأميركي، وعن العلاج الذي أنقذ آمال الجمهوريين وحظوظهم في معركة الانتخابات يوم الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

 

كوكتيل ترمب

العلاج الذي جرى تداوله بشكل كبير في أثناء مرض الرئيس الأميركي، يدعى ريجينيرون، وهو عبارة عن مزيج من اثنين من الأجسام المضادة التي تحتوي على بروتينات مقاومة للعدوى طورت للالتصاق بجزء من فيروس كورونا المستجد الذي يستخدمه لِغزو الخلايا البشرية. ويعرف الدواء رسمياً باسم (ريجن – كوف 2)، لكن ليس من الواضح ما إذا كان هذا هو الاسم الذي استقرت عليه الشركة عند طرح المنتج في السوق، في حال تلقت الضوء الأخضر من إدارة الغذاء والدواء.

ورغم ترويج ترمب لـ"ريجينيرون"، فمن الصعب إرجاع الفضل إلى هذا العلاج وحده في شفاء الرئيس، وذلك لسببين، الأول، يعود لتناوله مزيجاً من الأدوية، كان منها عقار "ديكساميثازون" الذي عدته منظمة الصحة العالمية في يونيو (حزيران) الماضي، اختراقاً علمياً لعلاج كورونا، لكنها ضيقت نطاق استخدامه وفاعليته على الحالات الحرجة. أما السبب الثاني، فهو عدم تقدم الشركة المصنعة، للحصول على موافقة طارئة على علاجها من إدارة الغذاء والدواء إلا قبل أسبوعين، لكنها بدأت بالفعل عملية التصنيع.

 

هل الدواء متوفر... وكم سيكلف؟

يوصف ريجينيرون بأنه "كوكتيل دوائي"، لأنه يتكون من جسمين مضادين مصممين ليكونا جذابين بشكل خاص لكورونا. والفكرة هي أن الأجسام المضادة سوف تلتصق بسطح الفيروس، وتمنعه ​​من الالتصاق بالخلايا السليمة الأخرى في الجسم، وتأتي الأجسام المضادة إما من الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض وتعافوا، وإما من الفئران التي حقنت بالفيروس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي يوليو (تموز)، وقعت شركة ريجينيرون عقداً مع الحكومة الأميركية بقيمة 450 مليون دولار لتزويد المواطنين بالدواء، لكنه ما زال غير متاح لأي شخص خارج نطاق التجارب السريرية، ولم يوضح بعد تكلفته في حال طرحه بالأسواق.

وقالت الشركة منذ ذلك الحين، إنها تخطط لتوفير جرعات كافية لعلاج نحو 300 ألف مريض بموجب عقدها الحكومي، أي نحو 1500 دولار لكل دواء، لكن إذا انتهى المطاف بجرعات لـ70 ألف شخص فقط، فإن التكلفة سوف ترتفع إلى 6500 دولار. وأفادت شبكة "سي بي إس" الأميركية عن متحدث باسم شركة ريجينيرون بأنه لم يحدد موعد بدء فرض رسوم على العلاج أو السعر النهائي. كما رفضت الشركة التعليق على مقدار الأموال التي أنفقتها على تطويره.

 

 

مدى فعاليته

إذا وافقت إدارة الغذاء والدواء على الاستخدام الطارئ للعقار، بموجب شروط عقد الشركة مع الولايات المتحدة، فإن الحكومة ملتزمة بإتاحة وتوزيع هذه الجرعات للأميركيين من دون أي تكلفة. ولا يبدو ذلك معقداً أمام إدارة ترمب إذ أكدت سابقاً جاهزية الجيش للمشاركة في عمليات إنتاج اللقاح وتوزيعه.

وبعد خروجه من المستشفى، حرص ترمب على استئناف حملته الانتخابية، وحضور المناسبات العامة في البيت الأبيض، ولم يظهر منذ ذلك الحين على الرئيس الأميركي البالغ من العمر 74 عاماً آثار المرض، بل واصل تأكيد أنه في غاية النشاط، وراح يروج لإمكانية اكتسابه مناعة مدى الحياة من الفيروس التاجي.

لكن ومع ذلك، لا يمكن الجزم حالياً بفعالية علاج ريجينيرون الذي تناوله ترمب، غير أن التجارب السريرية للعلاج جارية، وفي أواخر سبتمبر (أيلول)، وأوضحت الشركة أن النتائج الأولية أظهرت قدرة العلاج على تقليل كمية الفيروس لدى المرضى الذين يتناولون الدواء ودوره في تسريع شفائهم. ويساعد العلاج المرضى الذين لم يتم إدخالهم إلى المستشفى، ويعانون أعراضاً خفيفة، وهو ما يبقي على الآمال في أن يعمل كعلاج لجميع المصابين.

معركة الوباء متواصلة

وسجلت بعض الدول انخفاضاً ملحوظاً في عدد الوفيات، بعد التوصل لفهم أفضل لطريقة انتشار الوباء وبروتوكولات العلاج، في حين ما زالت تؤكد رسائل منظمة الصحة العالمية من خلال قنواتها الإعلامية، أهمية حماية كبار السن وذوي الأمراض المزمنة، كونهم الشرائح المعرضة لخطر مضاعفات فيروس كورونا.

وتكافح الدول بعلمائها ومختبراتها وأموالها منذ أكثر من نصف سنة، لإيجاد علاج لكورونا، في سباق دخلته عقاقير قديمة وجديدة، وخرجت منه أخرى، وبعد مرور أشهر من تفشي الفيروس، ظلت أرقام الوفيات اليومية التي تسجلها مراكز الأبحاث، الثابت الوحيد في مأساة العالم.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات