Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العلاقة الخاصة بين أميركا وبريطانيا قد تنتهي مع جو بايدن

لا يحب بوريس جونسون ولا يحبذ بريكست وإمكانية نجدة الولايات المتحدة للمملكة المتحدة ضئيلة دوما وتوشك أن تصبح اسوأ

إذا فاز جو بايدن بالرئاسة الأميركية فقد يتأثر بتعليقات بوريس جونسون التي انتقدت الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما (أ.ف.ب)

احذر من أمنياتك. قد تشكّل هزيمة دونالد ترمب واستبداله بجو بايدن انتصاراً للآداب الإنسانية، ومفيدة لأميركا والعالم. لكن هل سيكون ذلك رائعاً، من منظور أناني بحت، لمصلحة البريطانيين؟

ليس من الواضح إذا كان جو بايدن سيسدي إلى بريطانيا، أو بشكل أدق، إلى "بريطانيا بوريس جونسون"، أي خدمة كبرى. وكبداية، بصفته عضواً مخلصاً في إدارة أوباما وتربطه علاقة وثيقة وعاطفية مع الرئيس السابق، قد يتذكر بايدن ملاحظة مسيئة بشكل خاص، أدلى بها جونسون بشأن أوباما في عام 2016.

ففي الوقت الذي انطلقت فيه عربة بريكست، زار باراك أوباما لندن لرؤية ديفيد كاميرون (رئيس الوزراء المنتمي إلى حزب المحافظين، والداعم للبقاء في الاتحاد الأوروبي، كي لا ننسى) وتقديم نصيحة صغيرة إلى حليف قديم بشأن بريكست. وخلال الزيارة أعرب الرئيس أوباما عن رأي مفاده أن المملكة المتحدة ستقف في "نهاية طابور الانتظار" للحصول على صفقة تجارية مع الولايات المتحدة. ولقد أثار ذلك حفيظة أنصار بريكست شيئاً ما، على الرغم من أنه حمل شيئاً من الحقيقة، في ضوء التجربة الأخيرة.

في ذلك الوقت، شغل جونسون منصب عمدة لندن. وفي مزاج حاقد، استخدم سلطته الكبيرة لكتابة عمود في صحيفة "ذا صن". وانتهز قصة نصف حقيقية حول إرسال أوباما تمثالاً نصفياً لوينستون تشرشل كان في مكتب بوش البيضاوي، إلى السفارة البريطانية. وعبر كثرة الإيحاء، اكتسى المقال طابعاً هجومياً بشكل مثير للاشمئزاز. ولقد كتب جونسون أنه "لا أحد عرف إذا كان الرئيس (أوباما) شارك في اتخاذ القرار"، مضيفاً أن "بعضهم رأى في ذلك ازدراءً لبريطانيا، ورأه آخرون رمزاً لكراهية أجداد الرئيس نصف الكيني للإمبراطورية البريطانية التي كان تشرشل مدافعاً قوياً عنها".

حسناً، "يفكر البعض" أن جونسون كان مغفلاً حين كتب تلك الكلمات في ذلك الوقت. وبالنظر إلى الماضي، فإن ذلك لن يفيده في شيء مع الرئيس بايدن الذي لديه أصول إيرلندية كثيرة، بالمناسبة. (يشير بعض الناس أيضاً إلى أن الحقيقة تتمثل في أن التمثال النصفي نقل إلى خارج غرفة المعاهدات التي تشكل موقعاً بارزاً آخر يراه الرئيس كل يوم، وقد شعر أوباما بأن التمثال النصفي لمارتن لوثر كينغ أكثر ملاءمة).

واستطراداً، لدى جونسون ومجلس وزرائه أمل أفضل في أن يشهد بايدن خلال أول اجتماعهم معه، إذا فاز، لحظة كبر في السن كي ينسى ذلك المقال التافه الجبان الذي كتبه جونسون. لكن، لسوء حظ بريطانيا، سيعمل كثيرون من موظفي أوباما السابقين ضمن إدارة بايدن، وقد يسعدون بتذكير الرئيس بما كتبه رئيس الوزراء البريطاني. ومثلاً، وفي تغريدة حديثة، اقتبس نائب مستشار الأمن القومي السابق بن رودس، عنواناً رئيساً لصحيفة بريطانية على "تويتر" يورد "رقم 10 [إشارة إلى مقر الحكومة البريطانية] المذعور قد تخلى عن ترمب ويطلب الود من بايدن"، مضيفاً "أنا كبير بما يكفي كي أتذكر قول بوريس جونسون، إن أوباما عارض بريكست لأنه كيني". أما بالنسبة لأوباما نفسه، بحسب رودس، فإنه يفكر في جونسون بوصفه مجرد "ترمب آخر بتسريحة شعر أفضل".

قد لا يحب بايدن جونسون، وهو بالتأكيد لا يحب بريكست، ولا يعتقد أنه كان مفيداً لبريطانيا أو أوروبا أو أميركا. ففي 2018، أعلن أنه كان سيصوت لمصلحة البقاء لو أنه عضو في البرلمان أو ناخب بريطاني. ويشاطر بايدن أيضاً وجهة نظر أوباما تجاه جونسون، على غرار الحالة تجاه أشياء أخرى كثيرة. علاوة على ذلك، يشاطر بايدن الديمقراطيين استياءهم بشكل عام من تأثير بريكست على اتفاق "الجمعة العظيمة" [رعاه الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون ووضع حداً للحرب في إيرلندا] وعملية السلام الإيرلندية. ففي هذا الصدد، حذرت نانسي بيلوسي وعديد من الديمقراطيين الآخرين بريطانيا من أن بإمكانها فعل أي شيء، لكن من الأفضل ألا تدوس على أحذيتهم الخضراء (لاهتمامهم بإيرلندا وشعارها اللون الأخضر) [إشارة إلى تصميمهم على اتخاذ اتجاه محدد سياسياً] إذا كانت تريد أي صفقة تجارية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

ويحتمل أن تؤثر مشاعر العداء حتى على العلاقة الوثيقة تقليدياً في مجالي المخابرات والأمن، وذلك ببساطة لأن الانسجام بين بايدن وجونسون سيكون ضعيفاً للغاية. وسيبدو ذلك مخزياً، لأن جونسون يعتبر الآن أقرب إلى بايدن منه إلى ترمب فيما يتعلق بالتحدي الروسي، فضلاً عن تحالفه بشكل أفضل مع أميركا في موضوع الصين (في قضايا مسلمي الأويغور وهونغ كونغ وهواوي). ومع أنه من المحتمل أن يسير العمل على المستوى الرسمي على ما يرام، فقد يبدي بايدن اهتماماً أقل بما تفكر فيه بريطانيا وتريده من الناحية الإستراتيجية، بعد أن رأى أن نفوذها "سيتضاءل" خارج الاتحاد الأوروبي. لذا، ستكون العلاقة حتماً أقل تميزاً.

وبالطبع، قد تكون مثل هذه الأشياء مبالغاً فيها، لأنه نادراً ما يمارس القادة البريطانيون نفوذاً كبيراً على واشنطن على أي حال. وتعتبر العلاقة الخاصة هاجس لندن أساساً، في حين أن معظم الأميركيين لم يسمعوا بها إطلاقاً. وبالنسبة لهم، تكتسي العلاقات مع كندا والمكسيك وإسرائيل والمملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي القدر نفسه من الأهمية، بل ربما فاقتها أهمية. وتشكل العلاقات بين تشرشل ورود؛ وماكميلان وكينيدي؛ وتاتشر وريغان؛ وبلير وكلينتون، وربما بوش، جميعها استثناءات من حالة اللامبالاة العامة. وفي ما يخص أوباما، فقد شكل في الواقع رجل أعمال ولم يتقاسم كثير مع الديموقراطي الاجتماعي غوردون براون والمحافظ كاميرون.

وعلى الرغم من كل ما يروجه متحمسون على غرار [السياسي البريطاني اليميني] نايجل فاراج، وكرم الضيافة الذي أظهرته الملكة خلال الزيارة الرسمية، التي لم تكن حقيقة رسمية، إلا أننا لم نشهد صفقة تجارية مع ترمب. وبغض النظر عمن سيكون الرئيس المقبل، فستتمثل الصفقة ببساطة في عرض أميركي غير قابل للمساومة يشمل دجاج الكلور (الذي ترفض بريطانيا استيراده) والمحاصيل المعدلة وراثياً و(السماح للشركات الأميركية) بالحصول على عقود خدمات الصحة الوطنية البريطانية.

لقد كان ترمب شرساً في السياسية الحمائية تحت شعار "أميركا أولاً". لذا، لم يكن ليمنح المملكة المتحدة صفقة معسولة سوى في لحظة جنون مارقة. وعلى الرغم من إمكانية تحقق ذلك، فإن الصفقة لم تكن لتمر في الكونغرس. في المقابل، يعتبر بايدن (منحازا)أكثر للعولمة، لكنه لن يعكس البديل الجديد الذي أدخله ترمب على اتفاقية "نافتا". وكذلك سيضع أميركا أولاً. وسيتمتع حلف ناتو بأمان أكثر في ظل حكم بايدن، وسيعود الاتفاق النووي مع إيران ومعاهدة باريس للمناخ إلى الحياة، ما قد يفيد بريطانيا أيضاً. وبشكل عام، اتسمت إمكانية قدوم أميركا لنجدة بريطانيا، بأنها ضئيلة على الدوام، لكنها بعد "كوفيد" وبريكست، باتت على وشك أن تزداد سوءاً.

© The Independent

المزيد من آراء