Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يعود الحريري غدا إلى ترؤس الحكومة اللبنانية؟

وزير الخارجية الفرنسي يحذر "كلما تأخر" التشكيل "غرق المركب أكثر"

إحراق "قبضة الثورة" في ساحة الشهداء وسط العاصمة اللبنانية بيروت (غيتي)

لم تفقد المبادرة الفرنسية زخمها بعد في لبنان ويبدو أن ثمة محاولات حثيثة لتشكيل حكومة وتطبيق الإصلاحات المطلوبة للخروج بالبلد من أزمته الاقتصادية.

لكن المشكلة الأساسية تبقى داخلية، وهناك صراع على هوية هذه الحكومة، إذ يرى فريق سياسي أن المرحلة تحتاج إلى حكومة اختصاصيين، فيما يعتبر فريق معارض أن التطورات السياسية التي يمرّ بها البلد كترسيم الحدود مع إسرائيل على سبيل المثال، تقتضي حكومة سياسية.

وتجري غداً الخميس، استشارات نيابية ملزمة دعا إليها رئيس الجمهورية ميشال عون لتكليف رئيس حكومة جديد، في وقت أعلنت غالبية من النواب تأييدها تسمية رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري الذي قال إنه مرشح ضمن ثوابت المبادرة الفرنسية.

في المقابل، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان لبنان، اليوم الأربعاء، إلى الإسراع في تشكيل حكومة في بلد يشهد انهياراً اقتصادياً، محذّراً أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الفرنسي من أنه "كلما تأخرنا، غرق المركب أكثر. إذا لم يقم لبنان بالإصلاحات المطلوبة، فإن البلد نفسه معرّض للانهيار".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف "لا يمكن أن يكون الشعب اللبناني ضحية إهمال وعدم كفاءة قادته"، معتبراً أن "النزعات القديمة والمحاصصة بحسب الانتماءات والطوائف، عادت" فيما الوضع الحالي لا يسمح بذلك.

من جهة ثانية، فشلت القوى السياسية اللبنانية الشهر الماضي في ترجمة تعهّد قطعته أمام الرئيس إيمانويل ماكرون بتشكيل حكومة في مهلة أسبوعين وفق خريطة طريق فرنسية نصت على تشكيل حكومة "بمهمة محددة"، تنكبّ على إجراء إصلاحات ملحّة للحصول على دعم المجتمع الدولي.
 

 

وبعد اعتذار السفير مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة نتيجة الانقسامات السياسية، منح ماكرون في 27 سبتمبر (أيلول) الماضي، القوى السياسية مهلة جديدة من "أربعة إلى ستة أسابيع" لتشكيلها، متهماً الطبقة السياسية التي فشلت في تسهيل التأليف بـ"خيانة جماعية".
ويعارض التيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون تسمية الحريري لرئاسة الحكومة. لكن غالبية نواب الطائفة السنّية التي ينتمي إليها الحريري ونواباً آخرين أعلنوا أنهم سيسمّونه. وفيما لم يفصح "حزب الله" عن موقفه بعد، إلا أن محللين سياسيين يؤكدون أنه راضٍ بتسميته، بدليل إعلان أبرز حلفائه، حركة أمل بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، تأييد ترؤس الحريري الحكومة.

إحراق قبضة الثورة

عشية الاستشارات النيابية الملزمة، تجمّع محتجون في وسط بيروت رفضاً لتكليف الحريري تشكيل الحكومة، بالتزامن مع وجود مناصرين له في المكان، فقام الجيش والقوى الأمنية بالفصل بين الطرفين.

وأقدم عدد من الأشخاص على حرق شعار قبضة الثورة في ساحة الشهداء وتحطيم مجسّم طائر الفينيق. وفيما اتهم بعض المحتجين مناصري تيار المستقبل بحرق شعار الثورة، صدر عن الأخير بياناً ورد فيه "أن لا علاقة للتيار لا من قريب ولا من بعيد بهذا العمل المدان"، داعياً الأجهزة الأمنية المعنية إلى الكشف عن ملابسات الحادثة وتوقيف المرتكبين كائناً من كانوا.

يذكر أن لبنان يشهد منذ عام انهياراً اقتصادياً غير مسبوق، فاقمه انتشار فيروس كورونا المستجد ومن ثم انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس (آب) الماضي الذي أوقع أكثر من مئتي قتيل و6500 جريح.

كلمة للرئيس اللبناني

في سياق متصل، قال عون اليوم الأربعاء إنه سيتحمّل مسؤوليته في تكليف رئيس وزراء، لكنه ألقى على عاتق رئيس الحكومة الجديد مهمة بدء خطوات لانتشال البلاد من أزمتها المالية.
وأوردت مصادر سياسية أنه سيتم تكليف الحريري بتولّي المنصب خلال مشاورات رسمية غداً الخميس بعد جدل استمر لأسابيع، لكنه سيواجه تحديات كبرى لتجاوز الشقاق وتشكيل حكومة جديدة يمكنها التصدي للأزمة التي تزداد سوءاً.
وسألت "اندبندنت عربية" أوساطاً قريبة من الحريري عن رأيها بكلمة عون، فاكتفت بجواب "لا تعليق".
وأوضح عون في كلمة بثها التلفزيون "سأبقى أتحمّل مسؤولياتي في التكليف والتأليف، وفي كل موقف وموقع دستوري، وبوجه كل من يمنع عن شعبنا الإصلاح وبناء الدولة".
واتهم بعض المسؤولين بتعطيل قائمة طويلة من الإصلاحات الضرورية التي يطالب بها المانحون الأجانب. وتساءل عما حدث لخطط منها التدقيق الجنائي في مصرف لبنان وإصلاح قطاع الكهرباء ومشاريع القوانين والمحادثات مع صندوق النقد الدولي.
وقال عون في كلمته "أين سائر مشاريع الإصلاح؟ أين الـ47 بنداً التي عرضت على رؤساء الكتل والأحزاب جميعاً في لقاء جامع في قصر بعبدا، فاعتمد جزء كبير منها ولكن لم ينفّذ شيء؟".
وأضاف "صمت أي مسؤول وعدم تعاونه بمعرض التدقيق الجنائي، إنما يدلان على أنه شريك في الهدر والفساد".
اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي