Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الإفلاس يصيب 2000 وكالة سياحية جزائرية

كورونا يهدد القطاع الذي يعاني بالأساس بسبب سوء التسيير والتجاهل الرسمي

يبقى الرهان على السياحة الداخلية بالجزائر لمحاولة إنعاش القطاع في ظل تفشي كورونا (أ ف ب)

تواجه السياحة في الجزائر مصيراً كارثياً بعد أن أدخلتها جائحة كورونا نفقاً مظلماً يبدو الخروج منه بعيداً حتى الآن، فضلاً عن أن القطاع يعاني بالأساس، بسبب سوء التسيير والتجاهل الرسمي، ما اضطر نقابة الوكالات السياحية إلى مراسلة الرئيس عبد المجيد تبون لإنقاذها من الإفلاس.

"اندبندنت عربية" تحدثت إلى اقتصاديين جزائريين، للوقوف على حقيقة الوضع السياحي داخل البلاد، وكيف يرون سبل الخروج من الأزمة الحالية، وما مستقبل القطاع بعد التعافي المأمول؟

2000 وكالة سياحة تواجه الإفلاس

أكدت نقابة الوكالات السياحية والأسفار أن 2000 وكالة تواجه المجهول في حال استمرت الإجراءات الإغلاقية، خصوصاً أن غالبيتها تخلصت من عتادها وأوقفت عمالها وتخلت عن مقراتها. وقال رئيسها بشير جريبي في تصريحات إعلامية إن مرور سبعة أشهر من دون استئناف النشاط، أدى إلى تسريح 40 ألف عامل من إجمالي 60 ألفاً يعملون لدى الوكالات، مبرزاً أن الوضع الذي بات لا يطاق، يستدعي تدخل الرئيس تبون، في ظل مخاوف من تأجيل فتح النقل الجوي بين المحافظات إلى ما بعد احتفالات ليلة رأس السنة 2021، التي يعوّل عليها لإنعاش مداخيلها التي تراجعت.

ووجهت النقابة التي تضم 3400 وكالة سياحية، رسالة إلى الرئيس الجزائري من أجل التدخل لإنقاذها من شبح الإفلاس، بعد تسجيل "ضياع" 2000 وكالة. وأشارت إلى أن الحوار اليوم مفتوح مع مسؤولي وزارة السياحة والصناعة التقليدية، لكن لا توجد قرارات رسمية لصالحها حتى الساعة، ما عدا وعود لم تغيّر من الواقع شيئاً، مبرزة أنه على الرغم من قرار السماح للوكالات السياحية بالعودة إلى النشاط، فإن الوضع يراوح مكانه بسبب استمرار توقّف النقل الجوي والبحري، وحالة الجمود التي تشهدها السياحة الداخلية، جراء المخاوف من موجة ثانية لفيروس كورونا.

لا يمكن تأجيل الاهتمام بالقطاع

في السياق، أكد أستاذ الاقتصاد في المدرسة العليا للتجارة عبد القادر بريش، أن "قطاع السياحة تأثر بشكل كبير عالمياً، وسجّل خسائر قاسية. وفي الجزائر، الوكالات تعاني بسبب الغلق وتوقّف حركة التنقل"، مضيفاً، "ما يزيد من الأزمة أن السياحة في البلاد تواجه ضعفاً هيكلياً، وكذلك ارتباط الوكالات بالسياحة الخارجية، مثل العمرة ورحلات نحو وجهات خارج البلاد مثل تونس وإسبانيا وتركيا والإمارات وغيرها، لذا تأثرت الوكالات في صميمها، وهذا أمر طبيعي في ظل إهمال السياحة الداخلية".

وتابع بريش، "على السلطات العمومية، خصوصاً وزارة السياحة، إعادة تنظيم القطاع وتقديم تحفيزات بهدف التنشيط الداخلي"، مشدداً على أنه "لا يمكن تأجيل الاهتمام بالقطاع، بل يجب أن يكون في صلب اهتمامات السلطات وأولويات سياسات النموذج الاقتصادي الجديد المبني على التنويع".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واختتم، "من المهم الاستفادة من دروس كورونا وإعادة النظر في استراتيجية السياحة، بحيث يجري التركيز على الرحلات الداخلية وجلب السياح الأجانب، على أن تستهدف الاستراتيجية المدى المتوسط، خصوصاً مع السياحة الصحراوية والدينية والحموية".

وعلى الرغم من أن السعودية اتخذت تدابير قوية لإعادة فتح الأماكن المقدسة لأداء العمرة خلال الجائحة، فإن الوكالات الجزائرية تتخوّف من عدم استعادة نشاطها، بسبب استمرار تعليق الرحلات الجوية. وقال الديوان الجزائري للحج والعمرة إن مصالحه باشرت سلسلة اتصالات مع مختلف الشركاء داخل البلاد وفي الخارج، خصوصاً وكالات السياحة والأسفار، من أجل ضمان الاستعداد الإداري والإجرائي والجاهزية لعودة رحلات العمرة بعد فتح المجال الجوي.

وشدّد ديوان العمرة على أنه في حال جرى استئناف النشاط، على الوكالات السياحية الالتزام التام بما سيتّخذ  من تدابير احترازية، في إطار البروتوكول الصحي الخاص بمواجهة كورونا، بالتنسيق مع كل الجهات ذات الصلة.

الحكومة تعوض الخسائر

في السياق ذاته، قال وزير السياحة الجزائري محمد حميدو إنه سيجري تعويض الوكالات التي تضررت بسبب توقف نشاطها، موضحاً أن التوجه في المستقبل القريب يرتكز على تنمية السياحتين الإسلامية والريفية لما لهما من مقوّمات لتحسين الدخل اليومي.

وأضاف أن الجزائر تملك مؤهلات سياحية يجب الاهتمام بها وتطويرها، لتكون مورداً بديلاً يعزز الدخل للاقتصاد، مشيراً إلى أن الإجراءات المقبلة تشمل تخفيض سعر السفر بالطائرة من الشمال للجنوب إلى النصف، لتمكين السياح في الداخل والخارج من زيارة هذه المنطقة والتمتّع بالنقاط الساحرة في الصحراء، كخطوة للتعريف بها من جهة، والتشجيع على السياحة الداخلية بدل التوجه إلى دول أجنبية من جهة أخرى.

10 ملايين سائح

أما أستاذ الاقتصاد أحمد الحيدوسي، فقال إنه في ظل استمرار الجائحة، "ستتفاقم أزمة الوكالات السياحية بشكل يجعل مستقبلها غامضاً"، لذلك عليها التكيّف مع الوضع وإيجاد حلول وبدائل كتنشيط السياحة الداخلية أو تسويق بعض المنتجات عن طريق الشبكة المعلوماتية، مبرزاً أنه على الحكومة "الوقوف إلى جانب الوكالات السياحية"، لأنه من غير المقبول تجاهل 2000 وكالة تعلن إفلاسها وتسريح 40 ألف عامل من ذوي الخبرة والمعرفة.

وأضاف "قطاع السياحة لم يكن من أولويات الحكومات المتعاقبة، وعلى الرغم من أنه يجري الحديث عن النهوض بالقطاع من أجل الوصول إلى 10 ملايين سائح، غير أن تحقيق هذا الأمر صعب لأسباب عدة، أهمها ضعف هياكل الاستقبال، فالجزائر تمتلك 1057 فندقاً، منها 13 فقط خمس نجوم، ولا يتعدّى عدد الغرف 20 ألف غرفة، ثم إن المنظومة الاجتماعية الحالية لا تسهم في تحقيق الأهداف المسطرة".

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد