لم تمض إلا ساعات قليلة على هجوم السفير الفلسطيني لدى فرنسا سليمان الهرفي على الإمارات حتى سارعت الخارجية الفلسطينية إلى رفض هذه التصريحات والتنصل منها، ورفضتها جملة وتفصيلاً، واعتبرتها تصريحات شخصية، لا تنسجم مع الموقف الرسمي للبلاد.
وأضاف رئيس ديوان مكتب وزير الخارجية الفلسطيني أحمد الديك، أن هناك تعليمات واضحة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس "بعدم التعرض لأي من الرموز السيادية للدول العربية"، مشدداً على أن دولة فلسطين "تحترم تلك الرموز وستواصل احترامها لها".
وأوضح الديك، أن تعليمات عباس تنص على "ضرورة احترام أشخاص ورموز الدول العربية، وعدم التعرض لهم بأي شكل من الأشكال، ورفض الإساءة إليها".
وشدد في الآن ذاته على رفض فلسطين اتفاقيات السلام الإماراتية والبحرينية مع إسرائيل باعتبارها "تتناقض مع قرارات القمم العربية، ومبادرة السلام العربية، والسماح لأي جهة بالتحدث باسم الشعب الفلسطيني".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي اتصال هاتفي لنا رفض السفير الفلسطيني لدى فرنسا سليمان الهرفي الإجابة عن الأسئلة، قائلاً "ما نشر فيه الكفاية".
وكان الهرفي هاجم في مقابلة مع صحيفة لوبوان الفرنسية دولة الإمارات على خلفية توقيعها اتفاقاً للسلام مع إسرائيل.
وقال إن "أبو ظبي والمنامة تحدّتا القانون الدولي، ومنحتا الشرعية لإسرائيل من خلال الاتفاقيات"، مضيفاً "أنهما انتهكتا ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن والمبادرة العربية لعام 2002 وقرارات قمم جامعة الدول العربية".
ومن جانبه، يرى رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل بلال الشوبكي، أن تنصل الخارجية الفلسطينية من تصريحات سفيرها في فرنسا متوقع، مشيراً إلى أن "الانتقال في الخطاب الرسمي الفلسطيني من رفض السياسة إلى نقد السياسيين مسألة مبالغ فيها". وأشار إلى "أن دولة الإمارات تتمتع بتأثير إقليمي واسع، وليس من مصلحة الفلسطينيين تحويل العلاقة معها إلى خصومة". مضيفاً أن "الإفصاح عن خصومة باستخدام لهجة عدائية سيؤدي إلى علاقات متوترة في الإقليم؛ وهو ما لن يكون في صالح الجميع".