Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تجدد المعارك في قره باغ على وقع اتهامات متبادلة بخرق "الهدنة الإنسانية"

اتفاق أذربيجان وأرمينيا على وقف إطلاق النار لم يصمد طويلاً

بعد ساعات قليلة على اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار المتبادل، اتهمت أرمينيا الأحد 18 أكتوبر (تشرين الأول) أذربيجان بخرق "الهدنة الإنسانية" الجديدة في منطقة ناغورنو قره باغ المتنازع عليها، عبر إطلاق قذائف مدفعية وصواريخ.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان على "تويتر"، إن "العدو أطلق قذائف مدفعية في الاتجاه الشمالي والصواريخ في الاتجاه الجنوبي.

في المقابل، اعتبرت ​وزارة الدفاع​ في ​أذربيجان​ في بيان، أنه "على الرغم من ​الهدنة​ الإنسانية ​الجديدة​ بداية من منتصف ليل 18 أكتوبر، انتهكت​ القوات المسلحة​ الأرمينية الاتفاق مجدداً، وبدأ العدو خلال الليل بقصف مدفعي على مناطق محررة في إقليم ​قره باغ​".

وعقب استئناف المعارك، أعلنت وزارة الدفاع في إقليم ناغورنو قرة باغ الأحد مقتل 40 جندياً آخر، ليرتفع عدد القتلى في صفوف العسكريين في الإقليم إلى 673 منذ نشوب الصراع مع قوات أذربيجان في 27 سبتمبر (أيلول).

ويرى الباحث في المركز الجورجي للتحليل الاستراتيجي غيلا فاسادزي أن أذربيجان لا تزال "بعيدة كل البعد من السيطرة على قره باغ"، لذلك فإن هذه "المرحلة الساخنة من النزاع ستدوم"، إلا في حال وقوع خرق أو نجاح الضغوط الدبلوماسية، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية. ويظهر فشل هدنة 10 أكتوبر الجاري، على الرغم من أنه اتفق عليها بإشراف روسيا، الدولة المجاورة والنافذة، الصعوبات التي تواجهها الأسرة الدولية لوضع حدّ للمعارك، وكذلك تصميم الطرفين المتنازعين على القتال.

"هدنة جديدة"

عقب أسبوع على إعلان اتفاق وقف إطلاق للنار لم يُطبق بين أذربيجان وأرمينيا في إقليم ناغورني قره باغ، دخلت "هدنة جديدة" حيز التنفيذ السبت بين طرفي النزاع لوضع حد للتصعيد الدموي.

وقالت الخارجية الأرمينية في بيان سابق "اتفقت جمهورية أرمينيا وجمهورية أذربيجان على هدنة إنسانية اعتباراً من 18 أكتوبر عند منتصف الليل بالتوقيت المحلي". وأكدت الخارجية الأذربيجانية الخطوة في بيان مماثل.

وأدى استئناف المعارك قبل ثلاثة أسابيع إلى مقتل المئات، وشهد النزاع تصعيداً جديداً السبت عقب محاولة أولى فاشلة لوقف إطلاق النار جرت قبل أسبوع برعاية موسكو.

وتوعدت أذربيجان السبت بـ"الانتقام" لمقتل 13 مدنياً في قصف ليلي استهدف مدينة غنجه ثاني مدن البلاد، في تصعيد جديد للنزاع.

وقبل بضع ساعات من القصف على غنجه، استهدفت ضربات أذربيجانية عاصمة القوات الأرمينية ستيباناكيرت ومدينة شوشة اللتين فرّ معظم سكانهما منذ اندلاع المعارك في 27 سبتمبر (أيلول) الماضي.

وتُظهر عمليات القصف هذه وكذلك المعارك على خط الجبهة، عجز الأسرة الدولية منذ ثلاثة أسابيع عن تهدئة الأوضاع وبعد اتفاق الهدنة منذ أسبوع، الذي تم التفاوض بشأنه تحت إشراف موسكو. ولم يلتزمه الجانبان. وقد شدد وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر ووزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي على ضرورة وقف هذه المعارك.

إلهام علييف

قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في خطاب السبت "سننتقم في ساحة المعركة". ووصف أعداءه بـ"الكلاب" وأرمينيا التي تدعمهم بأنها "فاشية".

في المدينة، كان سكان يبكون أثناء فرارهم من المكان ليلاً، بعضهم كان لا يزال يرتدي ملابس النوم، وفق ما أفاد صحافيون.

وتقول روبابا زهافاروفا (65 سنة) من أمام أنقاض منزلها "كل المنازل المجاورة دُمرت. هناك كثير من الأشخاص تحت الأنقاض. بعضهم قُتل وآخرون جُرحوا".

وكان عشرات العناصر من فرق الإنقاذ يبحثون ليلاً عن ناجين بين الأنقاض.

واستُهدفت مدينة غنجه (كنجه) التي تعد 300 ألف نسمة، مرات عدة منذ بدء النزاع. وأكدت القوات الأرمينية السبت أن المدينة تضم "أهدافاً شرعية" كالقاعدة الجوية وقيادة لواء وقوات خاصة ومركز عمليات الدفاع الأذربيجاني ومستودعات وقود للجيش ومصانع ذخائر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واتّهمت أيضاً أذربيجان باستهدافها ليلاً بنى تحتية مدينة في قره باغ ما استدعى رداً.

على الجبهة، تتواصل المعارك أيضاً. وأعلن علييف صباح اليوم السيطرة على أراض جديدة، خصوصاً فيزولي، "المدينة المحتلة منذ 30 سنة من جانب وحوش برية"، وفق قوله.

وتمثل هذه المنطقة إحدى المناطق الأذربيجانية السبع، التي سيطر عليها المقاتلون الأرمن في التسعينيات لتشكيل درع حماية لإقليم ناغورنو قره باغ.

ميدانياً، حققت أذربيجان تقدماً في الأسابيع الأخيرة لكن من دون التمكن من الانتصار في معركة حاسمة. ولا تعلن باكو عن الخسائر التي تتكبدها جراء النزاع، إذ إنها لا تنشر أي حصيلة عسكرية أو مادية أو بشرية.

وقف لإطلاق النار

بحث وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر ووزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في ناغورنو قره باغ.

واتفق الجانبان خلال اتصال هاتفي "على ضرورة أن يفي زعماء أرمينيا وأذربيجان بوعودهم بوقف فوري لإطلاق النار في المنطقة وتسوية (النزاع) سلمياً"، بحسب بيان نشره البنتاغون.

وتقود الولايات المتحدة وفرنسا جهود حل النزاع منذ عام 1994، إلى جانب روسيا، في إطار ما يسمى مجموعة "مينسك".

وتعرضت عاصمة منطقة ناغورنو قره باغ للقصف مجدداً الجمعة، مع اندلاع قتال عنيف على الخطوط الأمامية، في وقت أعلنت أذربيجان سيطرتها على مزيد من الأراضي.

وسمع دوي سلسلة انفجارات ليل الجمعة السبت في ستيباناكيرت، وكذلك صفارات أنظمة التحذير الجوي، وفقاً لما ذكرته وكالة "الصحافة الفرنسة".

وقال أرتاك بيغلاريان وهو مسؤول رفيع المستوى في ناغورنو قره باغ، مساء الجمعة على "تويتر" إن ستيباناكيرت تعرضت لقصف "بصواريخ ثقيلة".

"هجوم واسع النطاق"

وقد تعرضت هذه المدينة للقصف مراراً منذ استئناف القتال بين أرمينيا وأذربيجان في 27 سبتمبر، وأدى القصف إلى فرار غالبية سكانها.

ومنذ التوصل إلى هدنة "إنسانية" في 10 أكتوبر في موسكو، كان يُفترض أن تسمح بتبادل جثث الجنود والأسرى، ظل الوضع هادئاً في ستيباناكيرت حتى يوم الخميس.

واستمر القتال في أماكن أخرى على الجبهة، وتبادلت أذربيجان وأرمينيا الاتهامات بخرق الهدنة واستهداف مناطق مدنية.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمينية أرتسرون هوفهانيسيان الجمعة إن القوات الأذربيجانية انتقلت إلى "هجوم واسع النطاق" بعد عملية "قصف مطول" في شمال ناغورنو قره باغ وغربها. وأضاف أن الجيش الأرميني صد هذه الهجمات في الشمال بينما تواصلت "المعارك الضارية" في الجنوب.

المزيد من دوليات