قصة حب مجهولة بين روزفلت وأميرة نرويجية في زمن الحرب

كشف المخرج النرويجي ألكسندر إيك عن قصة حب رومانسية مجهولة جرت وقائعها بين الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، الذي قضى مدته الرئاسية بين 1933 و1945، وبين الأميرة النرويجية مارثا، التي كانت في منفاها بالولايات المتحدة لمدة خمس سنوات في خضم الحرب العالمية الثانية.

وتناول ألكسندر إيك تفاصيلها في مسلسله "أتلانتيك كروسينغ"، الذي استغرق تسع سنوات من العمل، ست سنوات منها قضاها بحثاً في الأرشيف، والثلاث الأخرى في تصويره والانتهاء منه. وعرض المسلسل هذا الأسبوع ضمن مهرجان كان للمسلسلات.

وقال إيك، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "إجراءات البحث كانت متقنة وصعبة جداً بسبب قلة ما كتب عن الأميرة مارثا". واشترى العمل، الذي استفاد من أعلى ميزانية مخصصة لمسلسل على الإطلاق في الدول الاسكندنافية، 12 دولة، بينها الولايات المتحدة (شركة بي بي أس)، وفرنسا (مجموعة شيري 25). وسيعرض الثلاثاء على التلفزيون النرويجي العام "أن آر كيه".

كيف بدأت القصة؟

بالنسبة إلى ألكسندر إيك، بدأ كل شيء بمقال صحافي تكهَّن بوجود علاقة بين الرئيس روزفلت والأميرة مارثا السويدية، التي أصبحت ولية العهد النرويجية بزواجها الأمير أولاف، عندما كانت في المنفى لمدة خمس سنوات بالولايات المتحدة في خضم الحرب العالمية الثانية.

وروى "لم أسمع بهذه القصة من قبل، وقد أثار الأمر اهتمامي. بدأت بحثي واكتشفت قصة تجاوزت كل تخيلاتي المجنونة: كانت ولية العهد ضيفة لدى أقوى رجل في العالم، فيما كانت الولايات المتحدة هي الخلاص الوحيد للحلفاء في قتالهم ضد النازيين".

وتابع المخرج "تركت الأميرة انطباعاً قوياً على الرئيس، فوقع في غرامها، وأدركت هي أن لها تأثيراً في الشخص الوحيد الذي يمكنه مساعدتهم في هذه الحرب، واستخدمت هذا التأثير. ويعطي هذا المسلسل لمحة عن طريقة تعاملها مع هذا المشهد العاطفي المعقد للغاية".

البحث في الأرشيف

بهدف إجراء هذا البحث، تعاون المخرج مع كاتبة السيناريو ليندا ماي كاليستين التي تملك خبرة واسعة في البحث في الأرشيف. وبعد تحقيق مكثف، وجدا رسائل وصحفاً ومجموعات خاصة ورسمية، كما تحدثا إلى أشخاص كانوا على دراية بتلك العلاقة، لا سيما أحفاد روزفلت.

وأكد ألكسندر إيك "لقد تذكروا مارثا، وأخبرونا أنها كانت آخر حب في حياته".

ويؤدي الممثل الأميركي كايل ماكلاكلن دور فرانكلين روزفلت في هذا المسلسل المؤلف من ثماني حلقات تم تصويرها في التشيك.

وقال الممثل في حوار عرض خلال المهرجان "لم أكن أعرف هذه القصة، لقد فاجأتني فعلاً. لقد دُهشت أيضاً لرؤية النضال الذي واجهه روزفلت لجعل الأميركيين يقبلون فكرة العودة إلى الحرب. فبعد الحرب الأولى، كانوا قد سئموا الأمر واضطر للعمل كثيراً لإقناعهم وعكس الاتجاه السائد".

وأوضح ماكلاكلن، أنه واجه "الكثير من الصعوبات" في تأديته هذا الدور، خصوصاً في التحول إلى شكل يشبه روزفلت الذي أصيب بالشلل وكانت رجلاه نحيلتين". وكان عليه أن يضع عدسات ملونة وطرفاً اصطناعياً لتغيير شكل فمه، استخدمه كذلك في مسسلسل "توين بيكس" الأميركي.

وتؤدي الممثلة السويدية صوفيا هيلين، التي شاركت في مسلسل "ذي بريدج" (الجسر) دور الأميرة مارثا.

وأشاد ماكلاكلن بأداء الممثلة قائلاً "صوفيا ممثلة غير عادية، بديهية جداً ودائماً جاهزة للتمثيل".

ومع وتيرته المحمومة ومشاهده الحربية التي تستحق الموازنات الضخمة وطاقمه المقنع بأدائه وقصته الرومانسية، يفترض أن يحظى مسلسل "أتلانتيك كروسينغ" بنسبة مشاهدة عالية.

وهناك احتمال أن يصور موسم ثانٍ من المسلسل. وقال المخرج ممازحاً "ناقشنا إمكان استمرار القصة، وأعتقد أن ذلك ممكن، لكنني لن أمضي تسع سنوات أخرى في العمل على ذلك".