أدى الارتفاع في إصابات فيروس كورونا في المملكة المتحدة أخيراً إلى زيادة إمكانية أن يتمكن الباحثون من جمع بيانات كافية تُثبت فعالية "لقاح جامعة أكسفورد"، مع حلول نهاية العام الجاري، بحسب أحد العلماء الذين يقودون المشروع.
وقد أشار البروفيسور آندرو بولارد، مدير فريق "لقاح أكسفورد"، أثناء مؤتمر افتراضي، إلى إن المرحلة الثالثة في تجربة اللقاح "تسير بشكل جيد جداً" و"بسرعة".
وفي التفاصيل أنه بمجرد تسجيل عدد كافٍ من الحالات في صفوف المتطوّعين البالغ عددهم 10 آلاف شخص في المملكة المتحدة، سيتمكّن العلماء من "كشف تفاصيل التجربة "العمياء" كي يعرفوا مَنْ مِنَ المُصابين بـ"كوفيد- 19" قد تلقى فعلاً جرعة لقاح "1222 إيه زد دي" AZD1222، ومن لم ينل ذلك. [في التجارب العلمية على اللقاح التي تسمّى "عمياء"، لا يعرف المرضى المشاركون في التجربة ولا الأطباء، من الذي تلقى لقاحاً فعلياً ومن الذي أُعطِيَ جرعة زائفة. ويخدم ذلك في معرفة التأثيرات الفعلية للقاح، بمعزل عن مؤثرات أخرى].
وستُرفع تلك المعلومات التي تبرهن فعالية اللقاح المرشح من عدمها، إلى هيئة تشريعية ناظمة تتولى الموافقة على اللقاح أو ترفضه إذا ظهرت شكوك حول النتائج.
واستطراداً، أشار البروفيسور بولارد إلى إن الوضع "هادئ نسبياً منذ بدأنا في إعطاء اللقاح" بسبب الإغلاق الوطني الذي أدى إلى الحدِّ من الحالات ضمن المجتمعات المحلية.
وتابع، "في المقابل، أظنّ أنه من وجهة نظر الصحة العامة، نرى للأسف ارتفاعاً كبيراً في الإصابات حاضراً، فيما نقترب من أشهر الخريف. لذلك نتوقع رؤية تراكم الإصابات ضمن التجربة خلال الأشهر القليلة المقبلة".
ورداً على سؤاله عن توقيت طرح اللقاح للجميع، أوضح البروفيسور بولارد إن "المشكلة تتمثّل في أننا تحت رحمة الجائحة كلياً. لذا، يجب أن نراكم ما يكفي من الحالات ضمن التجارب كي يرتاح المنظمون ويكونوا على ثقة كافية بصحة التقديرات التي نقدمها عندما ننظر إلى الإحصاءات المتعلقة بالفارق بين المجموعتين المشاركتين في التجارب".
وأضاف، "كي يحصل ذلك، يجب أن نراكم الحالات في التجارب، وذلك يعتمد أيضاً على ما يحدث تالياً بالطبع. نشهد الآن هذا الارتفاع الكبير في المملكة المتحدة وبوجود 10 آلاف شخص، من المفترض أن نستطيع بلوغ هذه النقطة، ربما هذا العام".
في منحىً آخر، حذّر بولارد أيضاً من "أننا لا نعلم ما الذي سيفعله الفيروس" أو ما هي الإستراتيجية التي ستتبعها الحكومة البريطانية في محاولة الحد من انتشار العدوى، ما قد "يصعّب تقييم تأثيرات اللقاح".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضح البروفيسور بولارد إنه حتى "لو توفر لدينا مخزون كافٍ للجميع اليوم"، فلسوف تكون هناك "تحديات لوجستية هائلة" متعلقة بتوفير الجرعات لكل المجموعات السكّانية.
وأضاف، "من غير المرجح برأيي أننا سنصل سريعاً إلى مرحلة يمكننا التخلص فيها من أشكال التباعد الاجتماعي كافة. ما لم نبلغ مستوى مرتفعاً من المناعة ضدّ المرض بين السكان كي نتمكن من إيقاف الفيروس، إما لأننا منعنا انتقاله أو لأن غالبية الناس باتوا منيعين ضده، ما لم نبلغ هذه النقطة، سيظل الخطر موجوداً".
وقال إنه "لا يمكنني أن أعطيك جدولاً زمنياً، لكنني لا أظن إن تلك المرحلة وشيكة. وحتى لو توفر بين أيدينا لقاح وبدأنا في توزيعه غداً، لا أعتقد أننا سنبلغ مرحلة نستطيع فيها الارتياح لفكرة التخلي عن (الإجراءات) والتقاء الجميع وجهاً لوجه، قبل وقت متقدم من السنة المقبلة".
في ذلك الصدد، يعتبر "لقاح أكسفورد" المحتمل واحداً من 11 لقاحاً بلغ حالياً المرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أعلنت "وكالة الأدوية الأوروبية"، الهيئة الأساسية المنظمة للعقاقير الطبية في تلك القارة، أنها بدأت مراجعة مستمرة لـ"لقاح أكسفورد"، ما يعني أنّ لجنة اللقاحات التابعة للوكالة بدأت في تقييم مجموعة أولى من المعطيات حول اللقاح المحتمل. وسوف تستمر عملية التحليل هذه إلى حين توفّر بيانات كافية وتقديم طلب رسمي.
وذكرت الهيئة الرقابية أن "ذلك لا يعني التوصل إلى خلاصة نهائية حول سلامة اللقاح وفاعليته، لأن جزءاً كبيراً من الأدلّة ما زال ينتظر تقديمه للجنة". وفي سياق متصل، أوقفت تجارب اللقاح لبعض الوقت في سبتمبر (أيلول) بعد ظهور شكوك في أنّ أحد المشاركين فيها داخل المملكة المتحدة، عانى ردّ فعل سلبياً.
وقد وصفت أسترا زينيكا، الشركة التي تصنّع اللقاح على مستوى عالمي، ذلك الموضوع بأنه وقفة "روتينية" تتصل بظهور "مرض غير مفهوم". ولاحقاً، استؤنِفت التجارب. ويشار أيضاً إلى أن المملكة المتحدة طلبت 30 مليون جرعة من اللقاح الذي بدأ إنتاجه بالفعل قبل حصوله على الموافقة المتوقعة.
© The Independent