Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صحة النساء النفسية في تدهور فيما تفرض أزمة كورونا ساعات عمل أطول

حصري: "'بالإضافة إلى الركود الاقتصادي والبطالة الجماعية التي تلوح في الأفق، نسير باتجاه أزمة غير مسبوقة تطال الصحة النفسية كنتيجة مباشرة للبطالة المقنّعة والعمالة الزائدة" كما يلاحظ باحثون

عانت نحو 86 في المئة من النساء اللواتي يعملن وفق أسبوع العمل العادي بالإضافة إلى رعايتهنّ الأطفال (غيتي)

لاحظت دراسة جديدة أنّ الصحة النفسية في تدهور بسبب عمل الناس ساعات أطول في أعقاب حلول أزمة فيروس كورونا، كما أن هذا الأمر يمس النساء بشكل غير متكافئ.

وأعلن تقرير وضعته حملة أسبوع من أربعة أيام عمل 4 Day Week Campaign وشاركته حصرياً مع الاندبندنت أنّ احتمال زيادة النساء ساعات عملهنّ كي تتخطى عدد ساعات العمل الأسبوعية العادية أكثر بـ43 في المئة مقارنة بالرجال، وارتبطت [هذه الزيادة ] بالاضطراب النفسي بشكل أكبر في حالة النساء اللواتي لديهنّ أطفال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعانت نحو 86 في المئة من النساء اللواتي يعملن وفق أسبوع العمل العادي بالإضافة إلى رعايتهنّ الأطفال، وهو ما يزيد عن أو يوازي المعدل البريطاني [لساعات العمل]، من الكرب النفسي في أبريل (نيسان)- ذروة فترة الحجر بسبب فيروس كورونا.

وقال الباحثون إن الذين بدأوا بالعمل من المنزل في أعقاب وضع كوفيد- 19 الطارئ يعملون ساعات أطول- بينما أصبح انتشار الكرب النفسي بين الموظفين كافة أعلى بنسبة 49 في المئة مما كان عليه بين 2017 و2019.

وتنبه الدراسة التي حملت عنوان "بريطانيا المنهكة: فرط العمل في عصر البطالة" وأجريت مع مركزي الأبحاث كومباس وأوتونومي، إلى أننا "نتجه، بالإضافة إلى الركود الاقتصادي والبطالة الجماعية التي تلوح في الأفق، نحو أزمة غير مسبوقة تمس الصحة الذهنية كنتيجة مباشرة للبطالة المقنّعة والعمالة الزائدة".

وقال جو رايل، الناشط في صفوف حملة أسبوع الأربعة أيام "من المقلق للغاية أن الانتقال إلى العمل عن بعد قد أدى إجمالاً إلى عمل الموظفين ساعات أطول وليس أقل". وأضاف "هذا البلد بحاجة ماسة لأسبوع عمل من أربعة أيام من أجل إعادة التوازن إلى الاقتصاد وتعزيز الصحة النفسية وإعطاء الناس هامشاً أكبر من الوقت ينصرفون فيه إلى الأمور التي يحبونها". 

 وقالت الدكتورة ماري آن ستيفنسون، مديرة "فريق ميزانية النساء" (Women's Budget Group) إن الدراسة تلفت الأنظار إلى الصعوبات التي تواجهها العائلات، لا سيما النساء، في تحمّل أعباء العمل المأجور ورعاية الأطفال والعناية بالأقارب وغيرها من المهمات غير المأجورة.

وقالت "أظهر فيروس كورونا أننا لسنا مجرد موظفين مأجورين، مع ذلك، لدينا اقتصاد لا يعترف بحاجاتنا التي تتخطى حدود هذا الدور. يمكن لاعتماد أسبوع عمل من أربعة أيام والمزيد من المرونة في ساعات العمل أن يحققا الكثير من ناحية إعادة توزيع العمل غير المأجور بين النساء والرجال حرصاً على أن يكون لدينا جميعاً الوقت كي نهتم بالآخرين، ووقت فراغ بعيداً عن مهمة الرعاية. وهذا ما سيتيح للرجال أن يقضوا فترة أطول مع أحبائهم ويزيل عبء العمل غير المأجور عن ظهر النساء كي يُقسم بالتساوي بين أفراد الأسرة الواحدة".

"برهن لنا فيروس كورونا أنّ الاقتصاد لا يعمل لصالحنا، لكن بالنسبة إلى النساء، فالعمل لم يصب أبداً في مصلحتهنّ وقد أبرزت هذه الجائحة الأثر القاسي الذي يخلّفه ذلك في صحة الإناث النفسية. لا يمكننا أن نستمر بهذا المسار ونتوقع أن النساء سيتحمّلن العبء كاملاً بكل بساطة. نحن الاقتصاد وحان الوقت كي يعمل الاقتصاد لمصلحتنا".

وفيما كانت ساعات العمل بالنسبة إلى الناس في بريطانيا بين الأطول في أوروبا فعلياً قبل أزمة فيروس كورونا، أظهرت الدراسات أنّ النساء تحملن أعباء رعاية الأطفال والمهام المنزلية والتدريس المنزلي خلال فترة الإقفال العام، بغض النظر عن أنهنّ يعملن أم لا.

ويدعو التقرير الذي أطلق قبل يوم واحد من اليوم العالمي للصحة النفسية يوم السبت، إلى اعتماد أسبوع عمل من أربعة أيام لموظفي القطاع العام كما يناشد الحكومة تأسيس لجنة متخصّصة بوقت العمل تنظر في كيفية استغلال ساعات العمل المُخفّفة من أجل توزيعها بطريقة أكثر تساوٍ بين مختلف القطاعات. وطرح حزب الخضر وزعيم حزب العمال السابق، جيريمي كوربين، من قبل فكرة العمل أربعة أيام فقط أسبوعياً.

وقالت إيما مامو، رئيسة قسم الرفاه في مكان العمل في منظمة الصحة النفسية الرائدة مايند "خلال هذه الفترات الحرجة، نشجّع أصحاب العمل على دعم عافية الموظفين وإحدى السبل إلى بلوغ ذلك هي إتاحة دوامٍ مرن، وقد يتضمن ذلك دواماً مرناً لبداية العمل وانتهائه أو قد يشمل بالنسبة إلى البعض العمل أربعة أيام أسبوعياً أو البحث في تقسيم مهام العمل". 

"فيما نحاول إدارة حياتنا حول كوفيد-19، قد يستطيع أصحاب العمل اتخاذ بعض التدابير الإضافية مثل العمل من المنزل أو العمل ساعات مختلفة بما يناسب حياة الناس".

ووجد استطلاع للرأي نُشر في يوليو (تموز) أنّ ثلثي الشعب تقريباً وأكثر من نصف الناخبين المحافظين يعتقدون أنه على الحكومة البحث في اعتماد أسبوع عمل من أربعة أيام في أعقاب أزمة كوفيد-19.

وقالت أليسون باي، المسؤولة الإدارية في منظمة الصحة النفسية في مكان العمل (Mental Health at Work) "جلبت الجائحة العالمية معها المرونة في مكان العمل بدرجة غير متخيلة قبلاً، لكن ما ترافق مع ذلك هو زيادة في ساعات العمل ومحو الحدود بين المنزل والعمل ونحن نعلم أنّ هذه العوامل تساهم في مشاكل الصحة النفسية". 

وأشارت كارولاين لوكاس نائبة حزب الخضر عن منطقة برايتون بافيليون إلى أن أزمة الصحة النفسية توفر فرصة من أجل "التراجع قليلاً والتساؤل عن أي نوع من المجتمع وأي نوع من الاقتصاد نريد؟".

وأضافت "يواجه الجميع احتمال فقدان وظائفهم وسُبل عيشهم، لكننا نعلم أن ثقافتنا في العمل ساعات طويلة تشكل عبئاً كبيراً على صحة الأشخاص وعافيتهم. ومع تعاظم الأتمتة (المكننة)، يصبح من المنطقي جداً أن يُقسم العمل الموجود بطريقة أكثر عدلاً".

"سوف يتيح أسبوع العمل من أربعة أيام للأشخاص بعض الوقت الحرّ كي يساهموا في مجتمعنا ومجتمعاتنا المحلية بالطرق الإيجابية الكثيرة التي تحرّك عجلة مجتمعنا وتجعله ناجحاً، لكنها لا تُقاس أو تُقدّر فعلياً كما يجب". 

© The Independent

المزيد من متابعات