Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الطائرات المسيرة تلاحق المراسلين في الطريق إلى عاصمة قره باغ

ستيباناكيرت تبدو كمدينة أشباح والرئيس موجود في قصره يتولى الاتصالات الدبلوماسية والميدانية

كان من المفترض أن نزور مدينة شوشي القريبة من مناطق القتال، ونعود إلى يريفان في اليوم ذاته. لكن تطورات الأحداث فرضت جدول مواعيد طارئاً. الليلة نحن سننام في عاصمة إقليم قره باغ، فطريق العودة محفوفة بالمخاطر. كيف بدأ شريط هذا النهار؟

إلى "ستيباناكيرت" عاصمة ناغورنو قره باغ توجهنا، لم يكن عبور الحدود إلى الاقليم كأي عبور من دولة إلى أخرى، لم نضطر إلى إبراز جوازات السفر لعنصرَي الأمن الأرمنيين الوحيدين الموجودَين عند نقطة الحدود، لكن التعليمات كانت واضحة بضرورة إطفاء الأجهزة الخلوية والكاميرات، تجنباً لرصدنا من الطائرات المسيرة المستخدمة بشكل كبير من قوات أذربيجان، والتي اُعتمدت من بدايات الحرب لتحديد مواقع القصف.

 

الصمت المطبق

الطريق إلى العاصمة استغرق حوالى ساعتين، سلكنا في جزء منها طريقاً فرعياً، لأن الأساسي مقطوع بفعل القصف كما قيل لنا. وحدها الآليات العسكرية وسيارات الإسعاف وعدد قليل من السيارات المدنية التي تنقل عسكريين، كانت تخرق الصمت المطبق على الطريق الممتد بين جبال شاهقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

المرور عبر "برتسور" المنطقة التي كانت تعد سابقاً الممر الوحيد للأرمينيين إلى إقليم قره باغ، ضروري لإكمال الطريق الى العاصمة، حيث لا تزال بعض المنازل المهجورة شاهدة على هجرة الأذربيجانيين من هذه المنطقة عام 1988، قبل أن تصبح مع الأرمينيين أو سكان قره باغ.

صفارات الإنذار لا تهدأ

كمدينة أشباح تبدو عاصمة ناغورنو قره باغ، التي تدوي فيها صفارات الإنذار بين الحين والآخر منذرة بقصف وشيك، فيسرع ما تبقى من سكانها إلى الملاجئ المتوافرة تحت كل مبنى. الحركة في ستيباناكيرت شبه مشلولة، وتقتصر على تجمعات بعض الجنود، والمحال التجارية كلها مقفلة، والمنازل خالية من أصحابها. حتى القصر الجمهوري يبدو خالياً، لا حركة ظاهرة في داخله ولا خارجه، وملأت مداخله ونوافذه أكياس من الرمل للحماية، على الرغم من تأكيد مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية دايفيد بابايان أن الرئيس موجود في القصر الرئاسي في العاصمة، ويتولى الاتصالات الدبلوماسية والميدانية.

آثار القصف المركّز على العاصمة ومنازلها واضح، والتنقل في هذه المنطقة لا يخلو من الخطر حتى على الإعلاميين.

الإعلام في مرمى النيران

كان الهدف الوصول إلى "شوشي" التي تبعد عشر دقائق عن العاصمة، بعد تعرضها صباح اليوم الخميس، الثامن من أكتوبر (تشرين الأول)، إلى قصف طاول كاتدرائية غازنشيتسوتس (القديس المخلص)، التي تعد موقعاً رمزياً مهماً بالنسبة للكنيسة الرسولية الأرمنية، فلم ننجح في الوصول إليها. ونفت لاحقاً وزارة الدفاع الأذربيجانية مسؤوليتها، وقالت إن "المعلومات التي تفيد بتضرر الكنيسة في شوشي لا علاقة لها بأي شكل بالعمليات العسكرية للجيش الأذربيجاني"، مضيفة أن جيشها "لا يستهدف المباني والمواقع التاريخية والثقافية، وبخاصة الدينية منها". ولم نقطع بضعة كيلومترات حتى رصدت حركتنا طائرات استطلاع، وأجبرتنا على مغادرة الباص مرتين والاختباء إلى جانب الطريق بعيداً منها، إذ يمكن أن يكون الهدف الأكثر سهولة. ولاحقاً اشتد القصف، وطاول مجدداً "شوشي"، فأُجبرنا على العودة إلى ملجأ آمن في مركز الإعلام العسكري. ومنه إلى فندق بسيط، بانتظار تطورات الصباح.

المزيد من تقارير