Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دوي معارك قره باغ يعلو على أصوات التهدئة في جنيف

استبعاد عقد لقاء بين وزيري خارجية البلدين المتنازعين خلال أول اجتماع وساطة

لم تظهر أي مؤشرات تهدئة الخميس الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) في ناغورنو قره باغ، حيث استمر القصف بين القوات الأرمينية وقوات أذربيجان قبل أول اجتماع للوساطة الدولية حول هذا النزاع في جنيف.

وواصلت قوات أذربيجان طوال، ليل الأربعاء الخميس، قصف ستيباناكرت، كبرى مدن إقليم قره باغ، وفق ما أفاد صحافيو وكالة الصحافة الفرنسية، فيما استمر قصف القوات الأرمينية على مناطق مأهولة في أذربيجان.

وسيلتقي قادة مجموعة "مينسك"، هيئة الوساطة التاريخية في النزاع التي تضم روسيا والولايات المتحدة وفرنسا، وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيرموف خلال النهار في جنيف.

تسوية النزاع

وتتولى هيئة الوساطة الدولية البحث عن حل بالتفاوض، للنزاع القائم منذ تسعينيات القرن الماضي. وأسفرت أول حرب بين قوات الأرمن والقوات الأذربيجانية عند انهيار الاتحاد السوفياتي عن سقوط 30 ألف قتيل.

وأعلنت الخارجية الأذربيجانية أن "هدف الزيارة هو عرض موقف باكو حول تسوية النزاع".

وأبدت تصميمها على استعادة إقليم قره باغ الذي تسكنه غالبية أرمينية مؤكدة أن النزاع لن ينتهي إلا بانسحاب القوات الأرمينية.

وفي هذا السياق، استبعد متحدث باسم وزارة الخارجية الأرمينية عقد لقاء بين وزيري خارجية البلدين المتنازعين في جنيف لأنه "لا يمكن أن نفاوض بيد ونقوم بعمليات عسكرية باليد الأخرى"، مندداً بعدوان أذربيجاني على قره باغ.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولن ترسل أرمينيا بالتالي مسؤولاً كبيراً، الخميس، إلى اجتماع جنيف.

في المقابل، يلتقي وزير الخارجية الأرميني زهراب مناتساكانيان نظيره الروسي سيرغي لافروف، الإثنين، في موسكو.

وذكرت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء، أن وزارة الخارجية الروسية قالت الخميس إنها تجري محادثات مع أذربيجان وأرمينيا لتنظيم اجتماع محتمل في موسكو مع وزيري خارجية الحكومتين.

وأعرب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان عن أمله بأن تسمح اجتماعات جنيف وموسكو بـ"التوصل إلى بدء مفاوضات".

استمرار المعارك

ميدانياً، استمرت المعارك وعمليات القصف لليوم الثاني عشر على التوالي وشملت المدنيين من جانبي خط الجبهة، من غير أن تلوح تهدئة في الأفق.

وأفادت القوات الأرمينية بأن النزاع أدى إلى نزوح نصف سكان ناغورنو قره باغ البالغ عددهم نحو 140 ألفاً.

وقالت سلطات الإقليم، الخميس، إن ثلاثة صحافيين أصيبوا في قصف للقوات الأذربيجانية على بلدة شوشي، ونُقل أحدهم إلى المستشفى وهو يعاني من إصابات خطيرة. وأضافت أن الأخير يحمل الجنسية الروسية ويعمل محرراً في موقع "سيجودنيا" الإخباري الروسي، فيما الصحافي الثاني من أرمينيا، والثالث يعمل لحساب وسيلة إعلام دولية ولم يتسنَ التعرّف على هويته على الفور.

وتعرضت ستيباناكرت عاصمة الجمهورية المعلنة من طرف واحد مجدداً لعمليات قصف من القوات الأذربيجانية، ليل الأربعاء الخميس، كما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

ودوت صفارات الإنذار مرات عدة خلال الليل، تلتها في كل مرة انفجارات قوية.

ولم يعرف تحديداً نوع الأسلحة المستخدمة لكن السلطات المحلية أفادت عن قصف بصواريخ "سميرتش" من عيار 300 ملم على المدن.

ويمكن رؤية صواريخ لم تنفجر تبدو من هذا الطراز في المدن، فيما دمر القصف عدداً من المساكن بالكامل مخلفاً حفراً يصل بعضها إلى عشرة أمتار، ما يشهد على قوة القذائف المستخدمة.

كما تحلق طائرات من دون طيار باستمرار فوق المدينة، ولا سيما خلال النهار وتنفذ عمليات قصف متفرقة على أهداف محددة على ما يبدو.

قتلى وجرحى من الجانبين

من جهتها، تتهم أذربيجان الأرمن بـ"إطلاق النار على المناطق المأهولة" ذاكرة منها باردينسك وأغجابيدين وغورانبوي وترتار وأغدام.

وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية "هناك قتلى وجرحى".

في المقابل، قالت وزارة الدفاع في قره باغ إن "الوضع على الجبهة كان خلال الليل مستقراً إنما متوتر"، مشيرة إلى "استئناف المعارك في الشمال والجنوب" قبل الظهر.

وبلغت الحصيلة الرسمية للمعارك منذ 27 سبتمبر (أيلول) 300 إلى 400 قتيل من بينهم 50 مدنياً، لكن هذه الأعداد لا تزال جزئية، إذ لا تعلن باكو خسائرها العسكرية، كما يؤكد كل من الطرفين أنه كبد الآخر آلاف القتلى في صفوف جنوده.

ويثير تجدد القتال مخاوف في الخارج من "تدويل" النزاع في منطقة تتداخل فيها مصالح روسيا وتركيا وإيران والغرب، لا سيما وأن باكو تحظى بدعم تركي بينما ترتبط موسكو بمعاهدة عسكرية مع يريفان.

ووجهت اتهامات إلى تركيا بالتدخل في النزاع بإرسال معدات وقوات.

وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يلعب دور الحكم في المنطقة، بأنه في حال امتدت المعارك إلى خارج قره باغ لتطال أرمينيا، فإن موسكو ستفي بـ"التزاماتها" بموجب تحالفها العسكري مع يريفان.

المزيد من دوليات