Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المنطقة "جيم" في الضفة مهددة بالقضم الإسرائيلي ومئات المستوطنات قيد البناء

تأتي هذه الخطوات في ظل دعم أميركي غير محدود لنتنياهو

قبل نحو عشرة أيام من الانتخابات تعتزم اسرائيل المصادقة على بناء نحو خمسة آلاف وحدة استيطانية في القدس المحتلة والمستوطنات المحيطة بها، في خطوة يسعى من خلالها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى استمالة اصوات الناخبين الإسرائيليين، وفي ظل ضوء أخضر أميركي.

وقالت مصادر اسرائيلية إن الحكومة ستوافق هذا الأسبوع على بناء 1427 وحدة استيطانية جديدة بالاضافة الى الترويج لحوالي 3500 وحدة أخرى في الضفة الغربية.

 

البناء السريع

وقال سهيل خليلية مدير وحدة مراقبة الاستيطان في معهد الأبحاث التطبيقية (أريج) "إن سلطات الاحتلال بدأت فعلياً في بناء تلك الوحدات الاستيطانية وإقامة بنيتها التحتية حتى قبل المصادقة رسمياً على بنائها".

وتأتي الاعلانات الاستيطانية الجديدة ضمن مخطط مسبق يُعلن عنه مع توافر الظروف المحلية والدولية المناسبة بهدف زيادة عدد المستوطنين من 750 ألفاً حالياً في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية الى نحو مليون خلال السنوات المقبلة.

ويقول خليل التفكجي خبير الخرائط في "بيت الشرق" إن اسرائيل تعمل على "ضم تدريجي صامت للاراضي المصنفة "جيم" في الضفة الغربية، بما فيها أراضي الاغوار المحاذية للحدود مع الاردن.

وعلى الطائرة التي أقلت نتنياهو من واشنطن الى تل أبيب الاسبوع الماضي، عقب توقيع ترمب على وثيقة للاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على الجولان السوري المحتل، قال مسؤول اسرائيلي كبير إن الخطوة الاميركية "تؤسس لمبدأ يمكن بمقتضاه مواصلة السيطرة على الأراضي المحتلة كجزء من حرب دفاعية".

وقال المسؤول الاسرائيلي إن الاعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان يمكن أن يكون بمثابة أساس لحملة مستقبلية مشابهة للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على المنطقة المصنفة (ج) في الضفة الغربية والتي تقدرها بمساحة 60%.

ومنذ الأسبوع الماضي والمسؤولون الفلسطينيون يحذرون من اقدام اسرائيل على ضم معظم الضفة الغربية في "ظل دعم اميركي غير محدود".

خفايا "صفقة القرن"

ويشدد المسؤولون الفلسطينيون على أن واشنطن وتل ابيب تسعيان الى إقامة حكم ذاتي محدود الصلاحيات في الضفة الغربية، وفي قطاع غزة ضمن الخطة الاميركية للسلام المعروفة باسم "صفقة القرن".

هذا وأظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة هآرتس اليوم الاحد أن نحو 42% من الاسرائيليين موافقون على ضم مناطق (ج) لإسرائيل.

وفي رده على ذلك قال محمد اشتيه رئيس الوزراء المكلّف إن استراتيجية حكومته ستقوم "على تعزيز صمود الشعب الفلسطيني والدفاع عن أراضيه وموارده والتصدي للتوسّع الاستيطاني".

وشدّد اشتية على أن "سعي حكومة الاحتلال الى السيطرة على أوسع منطقة جغرافية بأقل عدد ممكن من السكان الفلسطينيين، سيقابله تمسك فلسطيني أكبر بالأرض، وتوفير المقومات كافة لتعزيز صمود الفلسطينيين على أراضيهم والتصدي للهجمة الاستيطانية المستمرة".

قالت وزارة الخارجية الفلسطينية بدورها إن تشجيع إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترمب للاستيطان، يؤكد "معاداتها للسلام ومرجعياته الدولية"، مشددة على أن الاستعدادات لبناء خمسة آلاف وحدة استيطانية جديدة تهدف الى "تعميق الاستيطان وعمليات التهويد والضم للأرض الفلسطينية وتوسيع المستوطنات القائمة بشكل أفقي".

وأكدت الخارجية الفلسطينية أن هذه المستوطنات تتحول الى "مدن استيطانية ضخمة ذات أحياء جديدة متباعدة تلتهم أوسع مساحة ممكنة من أرض دولة فلسطين، بما يحول المستوطنات في الضفة الى تجمع استيطاني واحد يشمل ما تسمى المستوطنات المعزولة، ويؤدي الى محو الخط الأخضر وتهويد المناطق المصنفة (ج)".

المطلوب عقوبات

وأضافت الخارجية الفلسطينية أن تعميق الاستيطان، ومحاولة تغيير الواقع التاريخي والقانوني والديمغرافي في الضفة الغربية المحتلة، يستمدان القوة من الدعم الأميركي اللامحدود لإسرائيل، ويكشف "خبث النيات الأميركية المعادية لأية صيغة من صيغ السلام من خلال تبنيها لرواية اليمين الحاكم في اسرائيل"

وطالب أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بدوره المجتمع الدولي بفرض عقوبات على سلطات الاحتلال الإسرائيلي، باعتبار ذلك "الرادع الوحيد لوقف الاستيطان" مضيفاً أن الاكتفاء ببيانات شجب وادانة الاستيطان "يشجع تل ابيب على الاستمرار به".

وقال مجدلاني إن الاستيطان "لن يُنشئ حقاً للمستوطنين رغم التغييرات الديمغرافية التي تحاول سلطات الاحتلال انشاءها على الأرض، ولن يُبدد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية على أرضه".

وأوضح مجدلاني أن أكثر من حوالي 40% من الأراضي المحتلة في الضفة الغربية تحت سيطرة المستوطنين.

وبحسب الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني فإن عدد المواقع الاستيطانية، والقواعد العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية بلغ 435 موقعاً مع نهاية عام 2017 بينها 150 مستوطنة و116 بؤرة استيطانية.

وقال الجهاز المركزي إن عام 2018 "شهد زيادة كبيرة في وتيرة توسيع المستوطنات"، مضيفاً أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي صادقت على بناء 9384 وحدة استيطانية جديدة إضافة الى إقامة تسع بؤر استيطانية جديدة.

المزيد من الشرق الأوسط