Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"فتح" و"حماس" تعدان لإجراء "مصالحة وطنية" من دون رعاية أحد

"يرى مراقبون صعوبة في تحقيق وفاق فلسطيني من دون موافقة واطلاع مباشر من دول الإقليم"

يُعتبَر ملف المصالحة العنوان الأهم في اللقاء المقبل للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية (اندبندنت عربية)

مع اقتراب انتهاء مهلة الأسابيع الخمسة التي منحها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للجنة الفصائلية المكلَفة وضع خطة لإنهاء الانقسام الفلسطيني والذهاب إلى "رؤية وطنية وفق الشراكة السياسية"، توافقت حركتا "فتح" و"حماس" على تطبيق المصالحة الوطنية والذهاب إلى انتخابات متزامنة، من دون رعاية أي طرف.
وأفضى اجتماع قيادات الفصائل الفلسطينية الذي عُقد في 3 سبتمبر (أيلول) الماضي، إلى تشكيل لجنتين، تعمل الأولى على وضع خطة لإنهاء الانقسام بين حركتَي "فتح" و"حماس"، بينما تتولى الثانية مهمة قيادة المقاومة الشعبية الشاملة في مختلف الأراضي الفلسطينية.

مصالحة من دون وسطاء

وعملت لجنة إنهاء الانقسام، التي تضمنت قياديين من "فتح" و"حماس" (كلّ فصيل يعمل وحده)، على عقد لقاءات ثنائية مع الفصائل الفلسطينية من أجل الوصول إلى رؤية تطبيقية للمصالحة الوطنية.
وفي التفاصيل، علمت "اندبندنت عربية" أن اللقاءات التي أجرتها الحركتان مع الفصائل، أفضت إلى ضرورة عدم وجود طرف راعٍ للمصالحة الوطنية، وأن يتم تطبيقها بإشراف قيادات الفصائل، لمحاولة كسب جميع مواقف دول العالم، من دون معارضة أحد منها إذا ما جرت برعاية دولة معينة.
ووفقاً للمعلومات، فإنه سيناقش هذا التوافق، في الاجتماع المقبل لقيادات الفصائل الذي من المتوقع أن يكون الأسبوع المقبل في السفارة الفلسطينية في العاصمة المصرية القاهرة.

إنجاز سابق

وتجري عادةً لقاءات المصالحة الفلسطينية برعاية القاهرة، المكلفة بذلك من قبل جامعة الدول العربية. ولم تكن مصر الدولة الوحيدة التي رعت هذا الملف، بل سبقها فيه كل من السعودية وروسيا ولبنان ودول عربية أخرى، إلا أن تلك الجهود لم تفضِ إلى اتفاقية فعلية لتطبيق الوحدة الوطنية.
وفي تاريخ العلاقة بين "فتح" و"حماس"، تمكن الفصيلان في عام 2014، من التوصل إلى اتفاق وحدة وطنية جرى في قطاع غزة من دون أي وسطاء عرب أو دوليين، وأُطلق عليه آنذاك اسم "اتفاق الشاطئ" وأفضى إلى تشكيل أول حكومة وفاق وطني بينهما، لكنها فشلت في التوصل إلى إنهاء الانقسام، بعدما رفضت "حماس" تسليمها زمام الحكم في غزة.

نقطة التقاء

يقول المتحدث باسم "حماس" عبد اللطيف القانوع إنّهم معنيون ببناء حوارات جدية مع "فتح"، يكون أساسها الذهاب إلى انتخابات المجلس التشريعي، "من أجل الوصول إلى الشراكة الوطنية، وطيّ حقبة الانقسام الداخلي".
وأشار القانوع إلى وجود "نقطة التقاء حقيقية مع حركة فتح في ترتيب البيت الفلسطيني من خلال تحقيق المصالحة داخلياً ومن دون وسطاء، وحماس ملتزمة إنجاح ذلك"، مضيفاً أن "الخطوات الفعلية ستوضَع جداول لها في الاجتماع المقبل للفصائل في القاهرة".
وأكدت "فتح" أنها دعمت فكرة الذهاب إلى المصالحة من دون وسطاء. وقال أمين سر اللجنة المركزية للحركة جبريل الرجوب إنّه اتفق في اللقاءات التي جمعته مع الفصائل بما فيها "حماس" على "وضع خريطة طريق للمصالحة من دون رعاية أحد".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كسب دول المنطقة

وكانت فكرة الذهاب إلى مصالحة فلسطينية بهذا الشكل، بعدما أثار اجتماعا "فتح" و"حماس" في إسطنبول والدوحة، غضب بعض الفصائل الفلسطينية ودول عربية. وبرر المتحدث باسم "حماس" عبد اللطيف القانوع  ذلك بالقول إن "اجتماعات إسطنبول كانت في مقر القنصلية الفلسطينية، ولم ترعها السلطات التركية"، وأكد الرجوب ذلك أيضاً بالقول إن "اللقاءات التي جرت في دول عربية تمّت في السفارات الفلسطينية من دون تدخل أي سلطات".
ووصف الرجوب الحوار الذي أجرته حماس وفتح مع الفصائل في الفترة الأخيرة بـ "المسؤول"، مشيراً إلى أن "التوافق جرى على إنجاز رؤية إستراتيجية ضمن خريطة طريق تقود إلى بناء شراكة على أسس واضحة من دون رعاية أحد. وستطبّق الخطط المتوافق عليها بعد اجتماع الفصائل المقبل".
وبحسب الرجوب فإنّ أوّل محطة تتمثل في البدء بالإعداد لإجراء انتخابات المجلس التشريعي التي تُعد الخطوة الأولى في مسار تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني، بهدف تحقيق الوحدة الوطنية.

الغطاء العربي

وحول ما إذا كان بإمكان الفصائل الفلسطينية الذهاب للمصالحة من دون وسطاء، يقول الباحث في الشؤون السياسية الفلسطينية ناجي الظاظا إنه من الصعب الذهاب إلى حالة وفاق فلسطيني، من دون موافقة ورضا واطّلاع مباشر من دول الإقليم، بخاصة أن للفصائل ارتباطات مع دول ليس بينها توافق سياسي".
ما يؤكّد صعوبة ذلك بحسب الظاظا، هو أن "اجتماعات الفصائل حالياً تجري خارج الأراضي الفلسطينية، وبرعاية دول لها علاقات بحركة حماس، ويُستدَل على ذلك باعتراف القيادة الفلسطينية بأنها تُطلع قيادة المملكة الأردنية على حواراتها مع حماس. كما أن هدف زيارة وفد فتح إلى القاهرة هو اطلاع القيادة المصرية على خطة الوحدة الوطنية".
وأكد الظاظا أن "الرعاية العربية للمصالحة الفلسطينية حتمية، لارتباطات السياسة والجغرافيا بين فلسطين والعالم العربي، بخاصة أن فلسطين عضو فعّال في الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي واتحادات عربية أخرى، ولا تستطيع تنفيذ أي تقارب من دون موافقتها". كما شدد على "ضرورة وجود غطاء سياسي منها على التوافق بين حماس وفتح، لضمان عدم اعتراض المجتمع الدولي على الخطوات السياسية الفلسطينية".

المزيد من العالم العربي