Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دمشق تؤكد أن أردوغان ينقل مقاتلين سوريين إلى قره باغ

مولود تشاويش أوغلو يزور أذربيجان غداة دعوة روسيا والولايات المتحدة وفرنسا إلى وقف لإطلاق النار

مواطنون من ناغورنو قره باغ في أحد الملاجئ (أ.ف.ب)

لم تفلح الدعوات الدولية في لجم المعارك الدائرة بعنف في إقليم ناغورنو قره باغ موقعة مزيداً من الضحايا وخسائر فادحة في الممتلكات.

ومن الواضح أن صورة التدخلات الإقليمية والدولية بدأت تظهر تباعاً مع انكشاف الأهداف المعلنة وغير المعلنة لعدد من الأطراف التي تقف بشكل أو آخر خلف هذا الصراع.

وفي هذا الإطار، وفي موقف لافت، اتهم رئيس النظام السوري بشار الأسد في مقابلة نشرتها وكالة الإعلام الروسية الثلاثاء، السادس من أكتوبر (تشرين الأول)، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه المحرّض الرئيس في الصراع الدائر بمنطقة ناغورنو قره باغ، وقال إنه يجري نشر مسلحين من سوريا في منطقة قره باغ، وأضاف "بوسع دمشق أن تؤكد هذا".

معلوم أن تركيا وأذربيجان تنفيان ما قالته فرنسا وروسيا وإيران من أن أنقرة ترسل مقاتلين سوريين للمشاركة في القتال الذي تفجر في المنطقة في 27 سبتمبر (أيلول) الماضي.

وزير خارجية تركيا يزور أذربيجان

وفي سياق متصل باتهامات الأسد تركيا، أعلنت وزارة الخارجية التركية في بيان أن وزير الخارجية مولود تشاويش أوغلو سيزور الثلاثاء أذربيجان، الحليفة المقربة لبلاده، لبحث المواجهات في ناغورنو قره باغ بين جيش باكو والانفصاليين الأرمن، وأوضحت الوزارة أنها "زيارة عمل إلى أذربيجان في السادس من أكتوبر" يلتقي خلالها رئيس أذربيجان إلهام علييف وسيبحث "الوضع في منطقة ناغورنو قره باغ" مع نظيره الأذربيجاني.

وتأتي الزيارة غداة دعوة روسيا والولايات المتحدة وفرنسا أرمينيا وأذربيجان الى "وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار" بعد أن طاول القصف مناطق سكنية، في تصعيد للصراع بين الجارين حول منطقة ناغورنو قره باغ المتنازع عليها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كندا تعلّق صادرات الأسلحة إلى تركيا

وفي الضغوط الدولية على تركيا، أعلن وزير الخارجية الكندي فرنسوا فيليب شامباني أنّ بلاده قرّرت تعليق كلّ صادرات الأسلحة إليها بانتظار انتهاء تحقيق يرمي إلى تبيان ما إذا كانت أنقرة أرسلت بعضاً من عتادها العسكري الكندي الصنع إلى حليفتها باكو لدعم القوات الأذربيجانية في معاركها ضدّ الانفصاليين في إقليم ناغورنو قره باغ، وقال في بيان، "تطبيقاً للنظام الكندي للرقابة الصارمة على الصادرات، وبالنظر إلى استمرار المعارك، أصدرتُ قراراً بتعليق تراخيص التصدير ذات الصلة إلى تركيا ريثما يصار إلى تقييم الوضع بشكل أفضل".

وأضاف أنه أمر بفتح تحقيق في أعقاب مزاعم "تفيد باستخدام تكنولوجيات كندية في النزاع العسكري الدائر في ناغورنو قره باغ"، ودعا الوزير الكندي إلى اتخاذ إجراءات فورية لإرساء الاستقرار على الأرض مشدداً على أن لا بديل عن حلّ سلمي وتفاوضي لهذا النزاع.

ووفقاً لوسائل إعلام كندية، فقد أجازت أوتاوا في مايو (أيار) لشركة كندية تصدير أنظمة تصوير واستهداف إلى شركة تركية تصنّع طائرات من دون طيار.

وتتهم أذربيجان بأنها تستخدم هذه الأنظمة في طائرات من دون طيار من صنع شركة "بايكار" التركية في المعارك الدائرة منذ أكثر من أسبوع مع الانفصاليين في الإقليم.

وكانت أوتاوا علّقت قبل عام صادراتها إلى تركيا، خصوصاً الأعتدة العسكرية، إثر توغّل قوات الأخيرة في شمال سوريا لمحاربة فصائل كردية. لكنّ كندا استأنفت تلك الصادرات في مايو.

المعارك مستمرة

ميدانياً، تواصلت المعارك بين المسلحين الانفصاليين الأرمن والجيش الأذربيجاني في الإقليم الانفصالي، وطاولت أعمال القصف مناطق سكنية، ما استدعى تحذيراً من باريس وموسكو وواشنطن من "تهديد غير مقبول لاستقرار المنطقة".

وأعلنت رئاسة الإقليم الانفصالي للمرة الأولى عن انسحاب "تكتيكي" من بعض قطاعات الجبهة، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل، مع تأكيدها تحقيق نجاحات "ملموسة" في مواجهة القوات الأذربيجانية. وأفادت وزارة الدفاع الأرمينية بـ "استمرار القتال على أشده".

وأكد وزراء خارجية الدول الثلاث في بيان "من دون أي تحفظ، إن الهجمات الأخيرة التي استهدفت منشآت مدنية" و"الطابع غير المتكافئ لهذه الهجمات تشكل تهديداً غير مقبول لاستقرار المنطقة"، وجددوا دعوتهم الى "وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار"، مطالبين باكو ويريفان  "أن تتعهدا من الآن باستئناف عملية التسوية بالاستناد إلى المبادئ الأساسية القابلة للتطبيق والنصوص الدولية الملائمة والتي يعرفها الطرفان تمام المعرفة".

ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين إلى وقف "فوري" للمعارك خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان.

وأعلن إقليم ناغورنو قره باغ ذو الغالبية الأرمينية انفصاله عن أذربيجان في مطلع التسعينيات ما أدى إلى حرب تسببت بسقوط 30 ألف قتيل، ولم يوقّع أي اتفاق سلام بين الطرفين على الرغم من أن الجبهة بقيت شبه جامدة منذ ذلك الحين وإن شهدت مناوشات بين الحين والآخر.

ويتبادل الطرفان الاتهام باستئناف القتال الذي أدى إلى ما يمكن أن يكون أكثر الأزمات خطورة في المنطقة منذ وقف إطلاق النار عام 1994، الأمر الذي يثير مخاوف من اندلاع حرب مفتوحة بينهما.

المزيد من دوليات