قُتل جاسوسٌ فرنسيّ بالرّصاص بعد تورّطه في محاولة اغتيال زعيم معارضة كونغولي في المنفى.
وقبل أيام، عثرت الشرطة على جثة دانيال فوريستيه في موقفٍ للسيارات في بلدة "باليزون" النائية التي تقع في منطقة الألب الحدودية مع سويسرا.
وقد تلقّى الرجل، ابن السابعة والخمسين عاماً، خمس طلقات في الرأس والصدر. وبحسب مدّعين عامين، فإنّ الطابع المدروس لعملية إطلاق النيران تؤكّد حدوثها على يد قاتلٍ محترف.
وعلى نطاقٍ واسع، أفادت وسائط الإعلام الفرنسيّة أنّ السيد فوريستيه عميل متقاعد في "المديرية العامة للأمن الخارجي"، أيّ استخبارات فرنسا الخارجية التي يُمكن مقارنتها بجهاز الاستخبارات البريطاني الشهير "إم آي 6" MI6.
وكان السيد فوريستيه يخضع لتحقيقات من قبل السلطات، بشأن التآمر لقتل فردينان باهو، وهو جنرال عسكري منفي ومعارض رفيع المستوى لحكومة الكونغو-برازافيل. وفي العام الماضي، وُجّهتِ إليه تهمتا "التآمر الإجرامي" و"حيازة المتفجرات"، على خلفية محاولة اغتيال السيد باهو عام 2015.
وفي حديثٍ للـ"أورونيوز"، صرّح سيدريك هوسو، محامي السيد فوريستيه، أنّ وكيله "يعترض بشدة" على التهم المنسوبة إليه ويؤكّد تأكيداً قاطعاً أنّ الادّعاءات بشأن ضلوعه في المؤامرة لا أساس لها من الصحة.
لكنّ تصفية السيد فوريستيه بهذه الطريقة الواضحة أعاد إلى الواجهة إمكانية تورّطه في عملية الاغتيال الفاشلة. وبحسب تقارير الشرطة، قد تكون جريمة قتل العميل السابق هجوماً انتقامياً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"من الصعب التصديق أنّ مقتل السيد فوريستيه غير مرتبط لا من قريب ولا من بعيد بتورّطه في قضية باهو" وفق تصريح مصدر مجهول مقرّب من التحقيقات، إلى "وكالة الأنباء الفرنسية".
وأعلن محقّق آخر لم يفصح عن اسمه لصحيفة "لو باريزيان" أنّ "التحريات تجري على قدمٍ وساق للكشف عن روابط محتملة أيضاً بين الحادثة ونشاطات موازية في كلّ من روسيا وآسيا".
إذ شغل السيد باهو منصب مدير الأمن في جمهورية الكونغو في عهد الرئيس باسكال ليسوبا حتى العام 1997، حين أُطيح بهما سويّة من قبل القوات الموالية للزعيم الاشتراكي ديني ساسو نغيسو.
ومع استمرار حكم السيد ساسو نغيسو حتى اليوم، يكون الجنرال باهو قد أمضى السنوات العشرين الأخيرة من حياته منفيّاً في فرنسا ومعارضاً سياسياً شرساً للحكم.
وفي العام 2015، نجا الجنرال باهو بأعجوبة من محاولة اغتيال فردية بعدما تعرّض لإطلاق نار أمام منزله الكائن شمالي باريس.
ويُعتقد بأنّ السيد فوريستيه كان يعيش في قرية "لوسينج" على بعد 7 أميال ونصف الميل جنوبي المنطقة التي عُثِر عليه فيها جثةً هامدة.
© The Independent