Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المناطق الفقيرة في بريطانيا تعاني السرطان أكثر من الغنية

الفارق بينهما يبلغ 20 ألف إصابة سنوياً ومنظمة متخصصة تراه تفاوتاً غير مقبول

الفارق الصحي في إصابات السرطان في بريطانيا، يتوازى مع الفوارق في الثروة (أ.ب)

كشف تقرير جديد أصدرته منظمة "أبحاث السرطان في المملكة المتحدة" Cancer Research UK الخيرية، أن بريطانيا تسجل 20 ألف حالة إضافية بمرض السرطان كل سنة في المناطق ذات الدخل المنخفض بالمقارنة مع المناطق الأكثر ثراءً في البلاد.

وكذلك دعت المنظمة الخيرية حكومة بوريس جونسون إلى معالجة التفاوت الصحي المستمر و"اتساع الهوة" بين المناطق الثرية والفقيرة في ما يتعلق بمرض السرطان وعواقبه ومساراته.

وأظهرت الدراسة الجديدة أن الأشخاص المتحدرين من المجتمعات البريطانية الأكثر فقراً يكونون عرضةً للإصابة بالسرطان، إضافة إلى معاناتهم نقص الوصول إلى الخدمات المرتبطة بالسرطان، ما يعطيهم فرصة أقل في النجاة من الورم الخبث.

وسلط التقرير الضوء على أن أكثر الاختلافات الصارخة لهذا الحرمان تظهر في معدلات الإصابة بالأورام الخبيثة المرتبطة بالتدخين كسرطان الرئة والحنجرة. وفي هذا السياق، تكون معدلات أنواع السرطان هذه أعلى بثلاثة أضعاف في المجتمعات الأكثر فقراً في المملكة المتحدة، بالمقارنة مع المجتمعات الميسورة مع ملاحظة أن عدد المدخنين في المجتمعات الأقل دخلاً يفوق بثلاث مرات المجتمعات الأعلى دخلاً.

وعلى نحو مماثل، يتعرض الأطفال في المناطق الأكثر حرماناً للبدانة بضعفي أترابهم في المناطق الأعلى دخلاً، ما يؤدي إلى تضاعف احتمال أن يصبحوا بدناء عندما يكبرون، علماً أن البدانة تزيد من مخاطر الإصابة بثلاثة عشر نوعاً مختلفاً من السرطان.

وفي هذا الإطار، تشير ميشيل ميتشل وهي الرئيسة التنفيذية في منظمة "أبحاث السرطان في المملكة المتحدة"، إلى أن "انتشار جائحة كورونا كشف عن التفاوت المتجذر والمستمر في الرعاية الصحية في أنحاء المملكة المتحدة." وأضافت "يتوجب على الحكومة أن تولي اهتماماً شديداً إلى اتساع الهوة بين المناطق الفقيرة والثرية عبر ضخ الأموال الضرورية في صناديق تمويل الصحة العامة بما فيها (خدمات وقف التدخين) كي تساعد في الحد من هذا التفاوت. وفي عدد من أنواع السرطان، يعاني قاطنو المناطق الأكثر فقراً من تدني قدرتهم على النجاة منها. وبالتالي، يجب على الحكومة العمل بجهد أكبر في جهود الوقاية من الإصابة بالسرطان، وتعزيز فرص الأشخاص في النجاة أياً كانت المناطق التي يسكنون فيها".

وأردفت ميتشل، "التفاوت الموجود في المملكة المتحدة غير مقبول ويجب معالجته بهدف تجنب الوفيات التي لا لزوم لها".

وفي منحى متصل، كشف التقرير الجديد عن أن الأشخاص المتحدرين من المناطق الأشد فقراً في إنجلترا يكونون أكثر عرضةً بـ50 في المئة للتشخيص عبر وسائط الطوارئ كأقسام الحوادث والطوارئ في المستشفيات مثلاً. ولا يملك الأشخاص الذين يجري تشخيصهم عبر تلك الوسائط، سوى معدلات سيئة في النجاة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

واستطراداً، تشمل قيود طلب المساعدة في مرحلة مبكرة [من الإصابة بالسرطان]، مشاكل الحصول على مواعيد [للمعاينة] في أوقات ملائمة أو الخوف من إضاعة وقت الطبيب.

وفي ذلك المسار، قدر باحثون في منظمة "أبحاث السرطان في المملكة المتحدة" أنه لو تساوت معدلات السرطان في كافة المناطق مع تلك المسجلة في المناطق الميسورة، سينخفض عدد حالات السرطان التي يجري تشخيصها سنوياً في بريطانيا أكثر من 20 ألف إصابة، ما يساوي انخفاضاً بنحو 60 حالة سرطان يومياً.

وعلى الرغم من عدم توفر موازنة حكومية لهذا الخريف، حثت تلك المنظمة الخيرية الحكومة على استخدام مراجعة الإنفاق المقبلة بهدف تعزيز خدمات السرطان في المناطق الأكثر حرماناً في البلاد.

وتعليقاً على ذلك، أشارت ميتشل إلى أن "الوقت قد حان كي تظهر الحكومة التزامها بهيئة (الخدمات الصحية الوطنية). ففي مراجعة الإنفاق الشامل المقبلة، تبرز حاجة ملحة للمزيد من الاستثمار في تعزيز الوقاية من السرطان، والتأكد من أن (الخدمات الصحية الوطنية) تملك طواقم العمل والمعدات اللازمة لتسيير تراكم الأعمال غير المنجزة للمرضى، وتحسين خدمات السرطان وتغييرها كي يستفيد الجميع منها".

في غضون ذلك، أعلن السير سيمون ستيفنز، الرئيس التنفيذي في "الخدمات الصحية الوطنية" أنه سيصار إلى توسيع نطاق علاجات السرطان بما "يتماشى" مع الحالة الناجمة عن وباء "كوفيد- 19" بمعنى أن تكون أكثر أماناً للمرضى، عبر مبادرة تصل إلى 160 مليون جنيه إسترليني (205 ملايين دولار).

واستطراداً، يفترض ذلك أنه في بعض الحالات، يمكن تناول الأدوية في المنزل، وبالتالي لا يضطر المرضى إلى زيارة المستشفيات التي تعاني تراكماً هائلاً في أعداد الحالات.

وقد خلص السير سيمون إلى أنه "منذ تسجيل أول إصابة بـ(كوفيد- 19) في المملكة المتحدة قبل ستة أشهر، سارعت طواقم (الخدمات الصحية الوطنية) إلى إيجاد طرق جديدة ومبتكرة للعمل. بفضل تلك الجهود الاستثنائية، تمكن 65 ألف شخص من البدء بتلقي علاج السرطان أثناء فترة الوباء".

© The Independent

المزيد من تقارير