يطالب الأطباء والجمهور بوضع حد لمواسم الأعياد المبكّرة التي تعني بدء المتاجر الاستهلاكيّة ببيع بيض عيد الفصح منذ شهر يناير (كانون الثاني)، الأمر الذي يزيد في انتشار وباء البدانة في المملكة المتحدة.
يُظهر استطلاع للرأي أجرته "الجمعية الملكيّة للصحة العامة" أن 77 في المئة من الناس يعتقدون بأن المتاجر الاستهلاكيّة طرحت حلويات عيد الفصح في وقت مبكر جداً.
كان ذلك الأمر محسوساً بين الآباء والأمهات، إذ أورد ثلاثة من كل خمسة منهم تقريباً أنّ العروض الترويجيّة لبيض عيد الفصح جعلت أطفالهم يطالبون بالحلويات، نظراً لوجودها في أماكن بارزة بالقرب من نقاط الدفع.
لكن، ليس الأطفال وحدهم من تتزعزع إرادته بسهولة، إذ اشترى 23 في المئة من الراشدين بيضة شوكولاتة والتهموها بأكملها، على رغم أن ثلاثة أسابيع ما زالت تفصلنا عن عيد الفصح، بحسب استطلاع شمل 2000 شخص.
ذكرت شيرلي كرامر، الرئيسة التنفيذية لـ"الجمعية الملكيّة للصحة العامة" أن أصحاب المتاجر يدّعون التزامهم وضع حدّ لأزمة البدانة، لكن ذلك يجب أن يدعم بتغيير خططهم التسويقيّة المضرّة. ولفتت كرامر إلى أنه من "جليٌّ أن عدداً من المحلات والمتاجر الاستهلاكيّة تطرح منتجاتها للبيع في وقت مبكر جداً، فمن غير المألوف أن تجد بيض عيد الفصح مطروحاً للبيع في الأسبوع الأول من شهر يناير". وأضافت أنّ "أبحاثنا تشير إلى أن الجمهور يجد ذلك الأمر مزعجاً إلى حد ما، ويفرض إغواءً غير ضروري، خصوصاً للأطفال".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يشار إلى المملكة المتحدة سجّلت بالفعل أعلى معدلات للبدانة بين البالغين في أوروبا الغربيّة، إذ يعاني البدانة المرضيّة قرابة 27 في المئة من البالغين فيها.
وتتفاقم المشكلة نفسها بين صغار الأطفال أيضاً. وتُظهر الأرقام الحكوميّة أن خُمس التلاميذ في الصف السادس بدناء، بينما صُنّف 4.2 في المئة منهم بوصفهم "يعانون بدانة مفرطة"، وهو أعلى معدل تاريخيّاً.
ونظراً لأن بيضة عيد الفصح تحتوي كمعدل وسطي على ثلاثة أرباع السعرات الحرارية اليومية التي يحتاجها شخص بالغ، فقد طالب ناشطون الحكومة بمنعها، مع حلويات اخرى غير صحيّة، في نقاط الدفع ونهاية ممرات الخروج من المتاجر، وهي أكثر الأمكنة تحريكاً للرغبة في شرائها.
ووجد استطلاع الرأي الذي أجرته "الجمعيّة الملكيّة للصحة العامة" أن هناك إجماعاً كبيراً (68 في المئة) على أن معظم الأعياد والمناسبات الخاصة أصبحت إلى حد بعيد، حيلاً تسويقية للطعام غير الصحي.
في العام الماضي، اضطرت شركة "كوكاكولا" إلى تقليص جولة شاحنتها الخاصة بعيد الميلاد الخاصة التي تقدم عبوّات صغيرة مجانيّة منها، بسبب احتجاج بلديات ونشطاء في مجال الصحة.
كذلك أوضح آندرو أوباي، مدير قسم الطعام والاستدامة في "الاتحاد البريطاني لباعة التجزئة"، أنّ "الشطر الرئيس من مشتريات بيضة الفصح تحدث في الأسبوع الذي يسبق العيد، مع اندفاع المستهلكين لشراء بيض للعائلة والأصدقاء... في المقابل، يختار بعض منا شراء ذلك البيض والتمتع به قبل عيد الفصح، ويراعي باعة التجزئة تلك الرغبة أيضاً".
© The Independent