Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أرض الإبداع" مبادرة لإطلاق طاقات الشباب الأردني

تسعى الحكومة لخلق فرص عمل مستدامة وتقليل نسب البطالة

تصطدم المبادرات الشبابية في الأردن بقلة الدعم المادي (أ ف ب)

بهدف تعزيز جوانب الابتكار للشباب الأردني، وتقديم فرص نوعية لتطبيق أفكار الريادة لديهم يستفيد منها المجتمع المحلي، وقعت وزارة الشباب الأردنية والجمعية الأميركية للخدمات التعليمية والتدريبية في الشرق الأوسط "أمديست"، اتفاق تعاون مشترك لعقد مشروع تدريبي للشباب بعنوان "أرض الإبداع".

دعم المبادرات الشبابية

وتعليقاً على الاتفاق، يقول مدير مديرية المنظمات والتعاون الدولي في وزارة الشباب سابقاً وممثل مبادرة سيمائل أوندونغ الكورية بالأردن أنس زيدون التلهوني، "إن وزارة الشباب لديها توجه جديد بخصوص دعم المبادرات الشبابية، من خلال وزارة التخطيط، كون عملها أوسع وأشمل، إذ لوحظ أن دعمها ضعيف جداً، ويتطلب جهداً أكبر ومسؤولية مشتركة، تتطلب منهم الجلوس مع الشباب، والاستماع إلى مشكلاتهم والتحديات التي تواجههم، وحلها بفكر جديد ومختلف يتناسب مع المرحلة الحالية".

ويضيف التلهوني، في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، أن "الشباب الأردني لديهم طاقات وأفكار جيدة، وهو ما دفع الوزارة إلى البحث عن منظمات تقدم استمرارية في الدعم، وتبين أن (أمديست) مركز تابع للولايات المتحدة الأميركية قادر على تقديم الدعم، وتلبية حاجات الشباب الأردني، ووقع الاتفاق، وقدمت برنامجاً مهماً يطلق عليه أرض الإبداع".

ووفقاً لبنود الاتفاق، فإنه من المقرر تحضير الشباب والشابات لسوق العمل، من خلال التفكير خارج الصندوق المتعارف عليه وتدريس اللغة، وانتقاله من مستهلك إلى منتج في السوق المحلية، خلال مدة تبدأ من 20 ساعة إلى عشرة أسابيع.

وحول المناطق الجغرافية المستهدفة بالاتفاق، أوضح التلهوني "توجد ثلاث مناطق في مركز الوسطية بمحافظة إربد، ومركز مؤاب بالكرك، وذيبان بمأدبا، وهي الأقل حظاً"، مؤكداً أن هذه المراكز "جهزت بجميع المعدات والإمكانات"، وأن ما يقارب الـ 100 شاب وشابة مشاركون في البرنامج، وستطبق أفكار أعمالهم من طريق المجتمعات المحلية.

استراتيجية مختلفة

وأضاف، "وزارة الشباب تعتمد على محاور واستراتيجية مختلفة لاستقطاب الشباب الأردني، وتوجد برامج شبابية عدة، أهمها منتديات الريادة والابتكار التي أطلقت على ثلاث مراحل، وأول منتدى كان في مارس (آذار) الماضي، وقدمت خلاله 511 فكرة، استقطب منها ما يقارب الـ 63 فكرة، وبتشاركية مع مسرعات الأعمال في المجتمع المحلي، وفازت منها تسع أفكار، وقدمت إليهم جوائز مالية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولفت إلى أن المنتدى الثاني عقد في سبتمبر (أيلول)، وخصص للأفكار التي تتعلق بالأمن الغذائي والصحة والسياحة، وفيه قدمت 311 فكرة، فازت منها ست أفكار، من خلال مسابقة عن طريق تطبيق زووم، وقدمت للفائزين جوائز مادية، مشيراً إلى أن الوزارة أعلنت المنتدى الريادي الثالث، ويجري استقبال الأفكار المخصصة بمجال التوعية الصحية.

وختم التلهوني، "يوجد مشروع موقع مع البنك الدولي لدعم قرابة 16 منظمة في الأردن، من خلال إعطاء دورات للشباب تحت عنوان (كيف تبدأ مشروعك الإنتاجي؟)"، مع تقديم الدعم المادي لكل مشروع.

وزير الشباب وسياحة المغامرة

من جهة أخرى، يقول وزير الشباب فارس بريزات، في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، إن "الوزارة معنية بإطلاق المبادرات لخلق فرص عمل مستدامة للشباب من خلال المانحين أو الممولين، والمنتديات الابتكارية والمشاريع الشبابية لاقت استحسان الجميع".

ويضيف، "البنك الدولي ومنظمة "يونيسيف" وغيرهما من المنظمات تدعم الشباب الأردني في ظل أزمة عالمية"، مؤكداً أن "الدعم حالياً يتركز على برنامج سياحة المغامرة التي تكون على الجبال وفي الأرياف، وكذلك خلق فرص عمل للشباب في مناطقهم".

وتابع بريزات، "النهوض بواقع الشباب أمر ضروري، وعليه أن يكون صاحب القرار ويبلّور أفكاره إلى برامج تطبيقية على أرض الواقع"، مشيراً إلى أن "نحو 1000 فكرة قدمت من شباب وشابات أردنيين لتحويلها إلى مشاريع".

وذكر الوزير الأردني أن الوزارة وقعت اتفاقات مع نظيرتها الشؤون البرلمانية والسياسية والهيئة المستقلة للانتخاب، من أجل إدارة العملية الانتخابية وطرح برامج الشباب على سجلات المرشحين للانتخابات البرلمانية، إضافة إلى توقيع اتفاقات مع جامعات حكومية لبناء مراكز شباب من أجل عقد دورات وندوات ومنتديات شبابية داخلها.

غموض حول المبادرة

يقول الناشط الشبابي المشارك بالمبادرات الشبابية التي تعقد من خلال الوزارة محمد العاصي، "على الشباب عدم تقديم مبادرتهم كاملة، خوفاً من سرقة جهودهم أو تبنيها من جهة أخرى، كما حدث مع أشخاص أعرفهم جيداً". ويضيف أن تجربته الشخصية مع وزارة الشباب "صقلت شخصيته، وأعطته خبرة كافية للنهوض بنفسه ومجتمعه، وجعلته ينخرط مع الآخرين".

وحول العراقيل التي يواجهها الشباب، أكد العاصي أنها "تتمثل في قلة الدعم المادي وعدم وجود الإمكانات المناسبة، فكثير من المبادرات لا يوجد لها دعم مادي، مما يؤخر تنفيذها".

غياب مؤسسات الدولة

يقول الناشط الشبابي محمد صبيح الزواهرة إنه أطلق ما يقارب الثماني مبادرات في المجال الشبابي والسياسي والعمل العام، وذلك لحاجة المجتمع إليها. ويضيف، "الأردن ما زال يمر بالفرصة السكانية، والشباب الأردني يلجؤون إلى المبادرات الشبابية، بسبب غياب مؤسسات الدولة التي يمكن لها إفراز نوعية جديدة، تضاف إلى أهداف تقليل نسبة البطالة وزيادة الوعي الشبابي".

وأشار الزواهرة إلى أن وزارة الشباب لا يمكن لها تحقيق أي نجاح إلا بإطلاق استراتيجية قصيرة وطويلة الأمد، من خلال ضم جميع الشباب لديها، ووضع جميع المنظمات التي تخص الشباب تحت مظلتها، ومن دون ذلك لن يحدث أي تطوير أو تقديم أداء شبابي مميز.

وختم حديثه قائلاً، "المبادرات التي يطلقها الشباب الأردني تأتي لتسويق أنفسهم على الرغم من حملهم الشهادات الجامعية والدراسات العليا"، مطالباً بتفعيل دور مؤسسات الدولة والبلديات في جميع المحافظات لاستقطاب برامج شبابية لاحتياج النسبة الكبرى من الشباب إليها.

يذكر أن وزارة الشباب الأردنية أطلقت كثيراً من المبادرات الشبابية، من أهمها الملتقى الوطني للريادين والمبتكرين الشباب 2020، بعنوان "التمكين الاقتصادي للشباب والريادة"، ومسابقة "شبابنا عزوتنا"، و"شبابنا عماد اقتصادنا"، ومشروع "صوتك بكرة يفرق"، ومشروع "الجلوة العشائرية"، و"الصحة في ظل الأوبئة"، و"الطريق إلى الجامعة".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي