Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ملابس المرأة العاملة بالسعودية... رصانة عصرية

العمل عن بعد واجتماعات الفيديو يفرض الظهور بمظهر لائق

إطلالة المرأة العاملة واختيار الملابس الملائمة للعمل هاجساً لدى غالبية النساء (اندبندنت عربية)

باتت ثقافة اللباس وأناقة الهندام والمظهر العام فناً يقدم في برامج خاصة، كجزء من سلسلة مهارات فنون الاتصال والتواصل مع المجتمع المحيط، كما هي الحال في تناغم نبرة الصوت، وطرق التحدث والمخاطبة، وغيرها من فنون المهارات الأساسية المطلوبة في بناء الشخصية.

ولطالما كانت إطلالة المرأة العاملة، واختيار الملابس الأنيقة، هاجساً لدى النساء حيث تهتم بتجدد مظهرها وأناقتها من خلال خطوط الموضة المتوازنة التي تجمع بين المحافظة على الهوية وما تحمله من قيم تاريخية، ووطنية، وبين حب التغيير كشعور طبيعي جبُلت عليه النفس البشرية.

المظهر بريد الانطباع الأول

وتبدي النساء العاملات في السعودية اهتماماً متوازناً في اطلالتهن في بيئات العمل مما يساعدهن على خلق تصورات اجتماعية ومهنية، وتوضح خبيرة مهارات الاتصال والقيادة منال العتيبي في حديثها إلى "اندبندنت عربية"، "أن تواجد الإنسان بشكل عام، الرجل والمرأة، في فضاءات بيئة العمل يظهر في الانطباع الأول للشخص عن الطرف المقابل، ويعتمد على ما يراه في مظهره الخارجي، والانطباع الأول يتم أخذه عن طريق اللباس الخارجي والهيئة العامة للمتحدث، ثم بعد ذلك تأتي السلوكيات، وأنماط الأفعال لتعزز نظرة الانطباع الأول".

وتضيف العتيبي "إن المرأة يجب أن تتمتع بالتروي والاتزان وتفكر ملياً بالصورة التي تريد أن تعكسها عن ذاتها في أذهان الحضور، فطريقة اختيار الملابس وتنسيقها والظهور بها تخبر شيئاً عن شخصياتنا".

الموضة واللباس في بيئات العمل

وبإمكان المرأة التي تتمتع بذكاء اجتماعي أن تختار اللباس المناسب الملائم للمكان الملائم بحسب العتيبي، منوهة إلى "أن لكل مناسبة لباساً يليق بها، كالبدلة الرسمية في اجتماعات العمل وملابس عملية للزيارات اليومية وغيرها ما يناسب للسهرات والمناسبات الليلية، تتفاوت التنسيقات ونوعية اللباس بحسب الزيارة والمناسبة". ولا تغفل خبيرة مهارات الاتصال "ضرورة الاهتمام بالتفاصيل وتسريحة الشعر والحرص على نظافة الجسد واختيار العطور المناسبة، كذلك نظافة الفم والأسنان باعتبارها أجزاء صغيرة مهمة تؤثر في الشكل العام، فلا يمكن أن ننكر أهمية الاعتناء بالمظهر الخارجي وأثره في التواصل الاجتماعي، ولا يمكننا الجزم بأن أناقة اللباس والمظهر مجرد شكل لا يعكس باطن ثقافة الإنسان".

التخلي عن الملابس التقليدية

وتشير منال في حديثها إلى "ظهور مفهوم خطوط الموضة وتأثيره في نمط حياة المرأة، وكيف تمكنت المرأة من الاستفادة من الأزياء والتصاميم وأصبحت واضحة في ما يتعلق بالانطباع أو الذي تريد تركه من خلال أزيائها، أو بالخصوصية التي تريد أن تعبر عنها. فإذا أرادت ملابس عمل يمكنها التوجه إلى اختيار بدلة رصينة ومريحة، أما إذا أرادت مناسبات ثقافية تختار لباساً يجمع ما بين التراث والحداثة، وفي المناسبات الاجتماعية لن تتردد في لفت الأنظار إلى أنوثتها باختيار ملابس سهرة تميزها".

 

اللباس في بيئة العمل

وتهتم المرأة بمظهرها الخارجي، والتنسيق لبعض القطع الأساسية في خزانة ملابسها كفيل بمساعدتها في الحصول على مظهر عصري وأنيق في العمل، حيث تبين أخصائية المظهر، وتنسيق الأزياء الهنوف الحميدان، أن النساء "يحرصن على الحضور لمقرات العمل كل يوم وفق المعايير السائدة في مجتمعاتهن والمتعلقة بالاهتمام بالمظهر الخارجي، كتصفيف الشعر، أو اختيار حجاب يتفق مع ألوان الملابس، والحرص على اختيار الحذاء المناسب ليوم العمل، ويقتضي هذا الاهتمام من المرأة العاملة وقتاً في بداية كل يوم ليتوافق مع الحفاظ على هذه المعايير لتبدو بشكل منظم وعصري".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتؤكد الحميدان "أن الناس في كافة المناسبات يحرصون على إقامة صلات بين مظهر المرأة وصفاتها الأخرى بشكل مباشر وغير مباشر، وهذا ما يدفعهن لبذل جهد أكبر في الاهتمام بمظهرهن، بخاصة مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي في حياتنا، التي تتيح نقل كل التفاصيل لحظة بلحظة. شاعت أكثر موجة الاهتمام بالمظهر، التي وإن كانت موجودة من قبل في حياتنا إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي أتاحت لها فرصة الظهور بشكل لافت".

وتشير أخصائية المظهر إلى "أن اعتماد طريقة العمل عن بعد واجتماعات الفيديو عبر الإنترنت بسبب انتشار فيروس كورونا دفع الكثيرات للتركيز على اللقاءات عبر التطبيقات ونقل الاجتماعات عبر الفيديو، وهو ما يجعل التواصل بين فريق العمل في اندماج متواصل من المنازل وينقلهم إلى محيط واحد حتى بدت الحدود بينهم تختفي، لذلك من المهم جداً اختيار ملابس الاجتماعات الافتراضية والظهور بمظهر لائق يتفق مع جوهر العمل عن بعد".

 

الإحساس بالأناقة والثقة

وقد يكون الاختيار الأمثل للملابس في بيئة العمل عاملاً مهماً للنجاح وفرض الشخصية، وغالباً ما تميل النساء للملابس الرسمية التي تعطي انطباعاً يوحي بالالتزام والجدية، لكن بالتأكيد هذا لا يتنافى مع اختيار أزياء غير رسمية وأنيقة، والبحث الدائم عن لمسات الجمال التي تمزج بين الحداثة ومقتضيات الأناقة العصرية وقواعد المظهر اللائق.

ولا تتوانى المهتمات بالموضة والأزياء بعرض تصاميم لملابس العمل الرسمية بألوان زاهية وتصاميم عصرية. هديل الحسين مصممة أزياء تستعرض في تصاميمها بعض القواعد الجديدة التي تفسر كيفية ارتداء ملابس العمل الأنيقة المناسبة للتأقلم بطبيعة العمل، إضافة للإحساس بالأناقة والثقة.

 تصاميم عصرية للمحجبات

ومع التغيرات التي تشهدها السعودية والنمو المتزايد في مجالات عمل المرأة، وإتاحة الفرص المتعددة لها للانخراط في بيئات العمل، توجهت العديد من المصممات لإطلاق تصاميم جديدة وعصرية لمظهر العباءة والحجاب، إذ دمجت المصممة نوف السديري البساطة والرصانة والحشمة في أزياء المحجبات، وقالت السديري "نقدم تصاميم راقية ومحتشمة ونرتقي فيها لأذواقهن ونتخطى الصورة النمطية لمظهر المحجبات، فأزياء المحجبات في بيئات العمل المفتوحة بين الجنسين لا يعني التخلي عن الأناقة، فنحن في بحث دائم عن لمسات الجمال التي تمزج بين الحداثة ومقتضيات الأناقة العصرية وقواعد الاحتشام، ننجز تصاميم العباءة والحجاب بأساليب تقيم جسوراً بين الحداثة وتقاليد اللباس النسائي الإسلامي بأقمشة عملية ومريحة وبألوان مناسبة للصباح تجذب العديد من النساء".

 

البنطال في تصميم العباءة

وتولي النساء المحجبات اهتماماً كبيراً بالمظهر واللباس، باعتباره من الأولويات التي يوليها الجميع من مختلف الأعمار والمستويات الثقافية الكبيرة، ويحرصن على التوازن بين مظهرهن وشخصيتهن. وأضافت المصممة ياسمين الحربي قطعة إضافية للعباءة الخليجية جعلتها تتناسب لكل فئات النساء وتلائم ميادين العمل، وتوضح "أن فكرة البنطال جاءت تفاعلاً مع حاجات المجتمع السعودي وتحركات النساء لممارسة نشاطهن. ظهرنا بتصميم يتوافق مع طبيعة أنشطة المرأة العاملة ويتناسب مع تطلعاتها بدءاً من الاحتشام والستر في اللباس مع الحفاظ على مظهر راقٍ يعبر عن شخصيتها وأفكارها وتنوع الألوان التي تناسب جميع الأذواق".

المظهر يخبر شيئاً عن الشخصية

وتؤكد مصممة الأزياء دانه الشريان "أنه لا يمكننا أن ننكر أهمية الاعتناء بالمظهر الخارجي في التواصل وسط المجتمعات، ولا يمكننا أيضاً الجزم بأن اللباس مجرد شكل لا يعكس جوهر المرأة، إذ تقضي أكثر من نصف يومها في مقر العمل، لذلك يجب أن يكون لباسها مريحاً من ناحية نوع القماش المستخدم في التصميم وقصة اللباس ولونه، إضافة لكونه بسيطاً وملائماً لمكان العمل. وربما من المناسب جداً أن نصف قطع الأزياء في مقرات العمل بالسهل الممتنع، فهي قطع سهلة في اختيار الأقمشة وممتنعة بقصاتها المريحة، والتي تمكن المرأة من التحرك بمرونة مع الشعور بالارتياح والثقة".

لذلك فإن المظهر في اللباس يؤثر بشدة في تصور الآخرين عنا، وهو ما يدفعنا في كل يوم للحرص على الظهور بنمط جيد ومواكب لقواعد اللباس الأكثر أناقة وتطوراً للتفاعل مع العالم الخارجي.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات