Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل خيبت المناظرة الأولى آمال الأميركيين؟

بين استفزازات ترمب وابتسامات بايدن قضايا لم تأخذ حقها

انتهت المواجهة الأولى بين دونالد ترمب وجو بايدن، أمس الثلاثاء، بلا مصافحة، ولا مدرجات مكتظة، وعلى رغم مرارة سقوط التقاليد، فإن الأمر الأكثر إحباطاً لكثيرين، هو اشتعال منصة جامعة كيس ويسترن في مدينة كليفلاند بالمشادات الشخصية، التي عمقت الهوة بين المرشحين. وما بين مقاطعة الواحد للآخر، وتهدئة المذيع كريس والاس، طوت الولايات المتحدة المناظرة التي وصفتها الصحافة الأميركية بـ"الفوضوية".

أسفرت التكهنات التي استبقت المناظرة عن أنها لن تلعب دوراً في قرار الناخبين، لأن كثراً منهم اتخذوا قرارهم مسبقاً، وعلى رغم وجاهة هذه الأطروحة، فإن الآمال انعقدت على المواجهة الأولى لتكشف عقلية المرشحين وتوجهاتهما في المرحلة الحرجة التي تمر بها الولايات المتحدة. ما انتظرته الشرائح الشعبية وغيبته الهجمات الشخصية هو خطاب رئاسي عميق يناقش المشكلات الرئيسة، مثل تفشي وباء كورونا والعنصرية والوضع الاقتصادي.

المحكمة العليا

بدأت المناظرة من قضية ترشيح القاضية إيمي باريت لتخلف الراحلة روث غينسبيرغ، وهو القرار الذي دافع عنه ترمب، ويخشاه الديمقراطيون كونه يخدم المحافظين للسيطرة على المحكمة العليا، وبينما يرى بايدن عدم أحقية الرئيس في تسمية البديل لاقتراب الانتخابات في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، أكد ترمب أن فترة الرئاسة أربع سنوات لا ثلاث، وأنه مارس صلاحياته القانونية.

وعلى الرغم من مخالفة المرشح الديمقراطي هذا المبدأ، فإنه قال، إن القاضية باريت بدت كأنها "شخصية رائعة للغاية"، إذ كانت حريصة على تجنب أي انتقادات لعقيدتها الكاثوليكية، التي قد تمنح الجمهوريين خط هجوم جديداً، غير أنه عاد ليؤكد خطأ ترشيحها قبل الانتخابات.

الاقتصاد والصحة

تحولت البوصلة إلى ملف الرعاية الصحية، ما يشير إلى أهميته لدى الحزبين، وتأثيره في الانتخابات الرئاسية، قبل أن يبدأ الجدال واتهام ترمب مدير المناظرة بالتواطؤ مع بايدن، وكان والاس قد وجه سؤالاً للمرشح الجمهوري حول عدم تقديمه خطة الرعاية الصحية التي وعد بها، وعلى رغم مساعي مذيع "فوكس نيوز" للارتقاء بالنقاش، أضاع الطرفان التركيز على هذه الموضوعات الحساسة، بسبب المقاطعة وتبادل الاتهامات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبصفته الرئيس الحالي، كان من المفترض أن يشرح ترمب خططه في حال فوزه بولاية ثانية، لا سيما مع وجود أكثر من عشرة ملايين عاطل من العمل، هم بحاجة إلى سماع إستراتيجية الإنقاذ الاقتصادي جنباً إلى جنب خصمه. على صعيد الرعاية الصحية، يوجد ملايين الأميركيين المتطلعين إلى المقارنة بين خطتي المرشحين في بلد أودى فيروس كورونا بحياة أكثر من مئتي ألف شخص فيه، وأصاب ما يزيد على سبعة ملايين شخص.

عائلة المرشحين

 لم يكن أقارب المرشحين خارج الإطار السياسي، إذ كرر ترمب مزاعم تورط نائب الرئيس السابق في أعمال نجله هانتر بايدن، الذي تسود الشكوك حول أعماله الخارجية في أوكرانيا، وهنا انتهج بايدن سلوكاً دفاعياً حذر منه مراقبون بوصفه "نقطة ضعف"، قد يستغلها المرشح الجمهوري، غير أن المرشح الديمقراطي ظهر لوهلة في أكثر لحظاته قوة، مستشهداً بابنه الراحل بيو الذي قاتل في الجيش، كما جدد الاتهام إلى سيد البيت الأبيض بالإساءة إلى الجنود الأميركيين.

الوباء العالمي

كان بارزاً هنا تأكيد ترمب المعروف، أن البلاد قريبة من إيجاد اللقاح، والجيش مستعد لتوزيعه. بايدن من جهته، هاجم استجابة الإدارة الحالية للوباء، لكن محاولاته بدت ضعيفة، بسبب مقاطعات ترمب التي هاجم فيها سجل المرشح الديمقراطي ومواقفه "المتناقضة". واليوم يمكن القول إن عدم الرضا عن الطريقة التي عالج بها المرشح الجمهوري الأزمة الصحية في بلاده، صار واضحاً حتى في أوساط أنصاره.

العنصرية

لم يندد الرئيس ترمب بالجماعات العنصرية من البيض بشكل قاطع، وحول سؤالاً حول عنف اليمين المتطرف في فيرجينيا وأوريغون إلى هجوم على المتظاهرين "اليساريين"، وقال إن حركة أنتيفا ستطيح بايدن. في حين أعرب الأخير عن دعمه المحتجين السلميين، ورفضه العنف، كما نفى أن يكون راغباً في إيقاف تمويل الشرطة.

 في هذا الإطار لا تبدو إستراتيجية الرئيس الأميركي فاعلة خارج قاعدته الانتخابية، إذ أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة في الولايات التي شهدت تظاهرات مناهضة العنصرية، أن معظم الناخبين يعتبرون الاحتجاجات مبررة، ووجد مسح أجرته جامعة كوينيبياك أخيراً أن 35 في المئة فقط يشعرون أن ترمب "قادر" على جعل البلاد أكثر أماناً.

ولم يمنع أسلوب ترمب الشرس في المناظرة، المرشح الديمقراطي من اغتنام الفرصة بعد الأخرى لمخاطبة الشعب الأميركي بشكل مباشر، والإشارة إلى أن البلاد أصبحت أضعف وأكثر انقساماً.

ما قبل المواجهة

قبل ساعات من المناظرة، نشر بايدن إقراراته الضريبية لعام 2019، ودعت حملته ترمب إلى القيام بالشيء نفسه. يأتي ذلك بعد أن أوردت صحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس الأميركي دفع 750 دولاراً فقط من ضرائب الدخل في عامي 2016 و2017.

وقبل أيام قليلة من المناظرة الرئاسية التي امتدت 90 دقيقة، دعا ترمب بايدن إلى إجراء اختبار الكشف عن المنشطات، بسبب أدائه المتباين في الانتخابات التمهيدية للحزب، وهو الأمر الذي قوبل بالرفض، كما نفت حملة المرشح الديمقراطي طلبها فترة راحة كل 30 دقيقة.

اقرأ المزيد

المزيد من سياسة